قبل المناظرة الحاسمة مع ترامب: هاريس تكشف أسرار خططها الاقتصادية المثيرة!
عندما ظهر ”هارلان” لأول مرة على منصات التواصل الاجتماعي، قدم نفسه كمحارب قديم في الجيش الأمريكي، من سكان نيويورك، وداعم للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب. وعرض صورة شخصية لشاب وسيم مبتسم يبلغ من العمر 29 عامًا.
لكن بعد بضعة أشهر، تغير هارلان فجأة، وهو الآن يدعي أنه يبلغ من العمر 31 عامًا وأنه من فلوريدا.
هذا التحول لم يكن مجرد تغيير في العمر والموقع، بل كان جزءًا من استراتيجية أعمق وأكثر تعقيدًا، وفقًا لتقرير لأسوشييتد برس.
الأبحاث الجديدة حول شبكات التضليل الصينية التي تستهدف الناخبين الأمريكيين كشفت أن شخصية “هارلان” كانت مزيفة تمامًا، مثل صورة ملفه الشخصي التي يعتقد المحللون أنها أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي.
بينما يستعد الناخبون الأمريكيون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة، كانت الصين تعمل على بناء شبكة من الحسابات المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي مصممة لتبدو وكأنها أصوات أمريكية حقيقية.
“هارلان” هو مجرد عنصر صغير في جهد أكبر يبذله خصوم الولايات المتحدة للتلاعب بالنقاش السياسي الأمريكي وإفساده عن طريق استغلال الانقسامات وزرع الفوضى.
هذه الجهود ليست مجرد عمليات تأثير بسيطة؛ بل هي حملات محكمة ومنسقة تعتمد على استخدام تكنولوجيا متقدمة وشبكات من الحسابات المزيفة التي تعمل بتناغم لخدمة أهداف مشتركة.
وصفت إليز توماس، المحللة البارزة في معهد الحوار الاستراتيجي، هذه الظاهرة بأنها غير مسبوقة، مشيرة إلى أن الصين “تتبنى الآن نهجًا أكثر دقة وتطورًا في عملياتها التضليلية مقارنة بما سبق”.
وأضافت أن الصين “لم تعد تعتمد على الرسائل المباشرة باللغة الصينية فقط، بل أصبحت تتخفى وراء شخصيات أميركية مفترضة تتحدث الإنجليزية بطلاقة، وتتبنى مواقف سياسية متباينة”.
“سباموفلاج”.. الحملة الأكثر تأثيرًا
تشكل هذه التحركات التي تقف الصين وراءها جزءًا من حملة “سباموفلاج” التي ظهرت لأول مرة في عام 2019، وركزت في بدايتها على نشر محتوى مؤيد لبكين ومعاد للغرب باللغة الصينية.
ومع مرور السنوات الأخيرة، تحولت أنشطة “سباموفلاج” إلى استهداف الأميركيين مباشرة عبر “محاولة زرع الشكوك” حول الإدارة الأميركية والديمقراطية الأميركية، وفق تقرير جديد لمؤسسة Graphika.
منذ عام 2019، تتبعت مؤسسة Graphika حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تحمل رموزًا وطنية مثل علم أميركا وأسماء أميركيين يقدمون أنفسهم كناخبين وناشطين.
وكشف تقرير للمؤسسة صدر يوم الثلاثاء بأن هذه الحسابات تتبع لحملة “سباموفلاج”، الأكثر تأثيرًا والتي ترتبط بالحكومة الصينية وتتخفى في صورة ناخبين أميركيين لترويج روايات تهدف إلى تعميق الانقسام بين الأميركيين.
وGraphika هي مؤسسة أمريكية متخصصة في مجالات الثقة والأمان واستخبارات التهديدات السيبرانية والاتصالات الاستراتيجية عبر صناعات تشمل الاستخبارات والتكنولوجيا والإعلام والترفيه والمصارف العالمية.
يكشف تقرير المؤسسة أن حملة “سباموفلاج” تستخدم أكثر من 40 منصة إلكترونية وحسابات غير أصلية لنشر وتضخيم الفيديوهات والرسوم الكاريكاتورية التي تروج لروايات مؤيدة للصين ومعادية للغرب.
حملة “سباموفلاج” الصينية تعمل منذ سنوات على نشر المعلومات المضللة ولكن تغيراً طرأ على استراتيجيتها مؤخراً لتوجه سهامها نحو…
الانتخابات الأميركية #الحرة #الحقيقةأولا #شاهدالحرةنُشر بواسطة الحرة يوم الجمعة، 26 أبريل 2024
تؤكد التقييمات التي أجرتها “سباموفلاج” بناءً على مؤشرات المصادر المفتوحة والشركاء في الصناعة أن هذه الأنشطة مرتبطة بشكل وثيق بالدولة الصينية.
وكشف التقرير أن هناك 15 حسابًا على منصة أكس وحسابًا واحدًا على منصة تيك توك تتبع لحملة “سباموفلاج”. تدعي تلك الحسابات أنها تخص مواطنين أميركيين أو مدافعين عن حقوق الإنسان، ولكنها في الحقيقة جزء من الحملة.
!هاريس رسميا مرشحة الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة
في ظل هذه الظروف المعقدة والمنافسة الشديدة، يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه الحملات والتقنيات الحديثة على نتائج الانتخابات المقبلة وما إذا كانت ستؤثر فعلاً على خيارات الناخبين الأميركيين.
التأثير على الرأي العام
لم تقتصر “سباموفلاج” على استخدام منصة واحدة لنشر محتواها، بل عملت الحملة على التنسيق بين عدة منصات تواصل اجتماعي لنشر رسائلها.
وعلى سبيل المثال، استخدمت منصات أكس وتيك توك لنشر محتوى مشابه في توقيتات متزامنة، مما زاد من فعالية الحملة في الوصول إلى جمهور واسع.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها حملة “سباموفلاج” للتأثير على النقاشات الانتخابية الأميركية، لم تتمكن العديد من الحسابات المرتبطة من تحقيق تفاعل كبير في المجتمع الأميركي.
ولكن كان هناك استثناء واحد، إذ نجح أحد الحسابات المزيفة على تيك توك في نشر مقطع فيديو حصل على 1.5 مليون مشاهدة. وهذا النجاح يعكس التحدي الكبير الذي تواجهه الولايات المتحدة في مواجهة هذه الأنشطة التضليلية.
استهداف مكثف
وفي مبادرة تتبع أخرى، حددت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) 170 صفحة وحسابًا مزيفًا على فيسبوك كانت تروج لرسائل معادية لأميركا، بما في ذلك هجمات موجهة ضد الرئيس جو بايدن. وكانت ”سباموفلاج” منخرطة بقوة في هذه الأنشطة.
وتعرف مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات حملة “سباموفلاج”، كما وردت تفاصيل عنها…
تُعتبر الحملات الرقمية الصينية من أبرز الجهود التي تهدف إلى نشر رسائل سياسية معادية للولايات المتحدة عبر منصات مثل فيسبوك. ورغم محاولات المنصات المختلفة للحد من هذه الأنشطة، فإن الحملة استمرت في التكيف والتطور، مما يجعل من الصعب تتبعها أو إيقافها بشكل كامل.
تشير المؤسسة إلى أنه على الرغم من جهود شركات التكنولوجيا لتحديد وإيقاف هذه الحسابات، فإن تعقيد تكتيكات “سباموفلاج” يمثل تحديًا كبيرًا. تتطلب هذه العمليات مستوى عالٍ من التنسيق والتخطيط، مما يزيد من صعوبة اكتشافها ومنع تأثيرها.
يؤكد تقرير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات على أهمية التعاون بين الشركات والمؤسسات الحكومية لمكافحة هذه الحملات. كما يتطلب التصدي لمثل هذه التهديدات الرقمية تكاملاً بين التكنولوجيا المتقدمة والإجراءات القانونية والسياسات العامة.
“حنكة وتطور”
تمكنت هذه الحسابات من جذب انتباه المستخدمين الحقيقيين، مما جعل التعرف عليها سريعًا أكثر صعوبة مقارنة بالمحاولات السابقة. وقد أثار نشاط “هارلان” وحساباته المشابهة القلق داخل الولايات المتحدة، حيث أفاد مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في فبراير بأن الصين تسعى لتوسيع حملاتها بهدف تقويض الديمقراطية الأميركية وتعزيز نفوذها الخاص.
وعلى الرغم من تصريحات المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن بأن الصين لا تتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة، تشير الأدلة المتزايدة إلى عكس ذلك. المحللة البارزة في معهد الحوار الاستراتيجي إليز توماس أشارت إلى أن النهج الجديد الذي تتبعه الصين يدل على “درجة عالية من الحنكة والتطور”، إذ أصبحت هذه الحسابات “أكثر إقناعًا في انتحال شخصيات أميركية حقيقية ودعم مواقف سياسية متناقضة”.
لا تسعى هذه الحملات فقط لتأييد مرشح على حساب آخر، بل تهدف بشكل أساسي إلى “إضعاف الثقة” في النظام الديمقراطي الأميركي وفقًا للخبراء.تسعى الولايات المتحدة إلى حماية العملية الانتخابية في نوفمبر من أي محاولات للتدخلات الأجنبية، خاصة من الصين وإيران وروسيا. وقد أثبتت التحقيقات التي تجريها الجهات الأميركية المعنية بتتبع حملات المعلومات المضللة أن الصين “لم تتخل عن هدفها الاستراتيجي في تصوير الولايات المتحدة على أنها دولة غارقة في الفوضى والانقسامات”.
وتظهر قصة “هارلان” كيف يمكن لعمليات التضليل أن “تتحول إلى أدوات قوية لتقويض الديمقراطيات”، وفقًا لوكالة أسوشييتد برس. وبينما تواصل الصين بناء شبكاتها المعقدة من الحسابات المزيفة، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية حماية العملية الانتخابية الأميركية في نوفمبر المقبل من هذه التهديدات الخفية، والتي قد تغذي أي خلافات أو انقسامات قد تظهر بعد إعلان المرشح الفائز برئاسة أميركا.