قد تكون عملية تنظيف الجسم بالعصائر التي تخطط لها أكثر خطورة مما تعتقد. أظهرت الأبحاث الحديثة أن مجرد ثلاثة أيام من شرب العصائر يمكن أن تؤدي إلى تغييرات ملحوظة وربما ضارة في بكتيريا الأمعاء والفم الطبيعية لدينا.
أجرى العلماء في جامعة نورث وسترن هذه الدراسة، التي قارنت التأثيرات قصيرة المدى لثلاثة أنواع مختلفة من الحميات الغذائية على الميكروبيوم. مقارنةً بالأشخاص الذين اتبعوا حميات غذائية أخرى، أظهر الأشخاص الذين شربوا العصير فقط زيادة في البكتيريا المرتبطة بالالتهابات. تشير النتائج إلى أن شرب العصائر قد يكون له سلبياته، على الأقل إذا لم يتأكد الناس من تناول ما يكفي من الألياف في أماكن أخرى، كما يقول الباحثون.
يُعتبر شرب العصائر وسيلة أكثر لذة وملاءمة للحصول على مدخولنا اليومي من الفواكه والخضروات. ولكن من المعروف جيدًا أن عملية عصر الفواكه والخضروات تزيل الكثير من الألياف المهمة الموجودة بشكل طبيعي في هذه الأطعمة. نظرًا لأن النظام الغذائي المنخفض بالألياف يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل الإمساك ويؤثر سلبًا على الميكروبيوم (الحي الذي تعيش فيه البكتيريا داخل أجسامنا وعلى سطحها)، أراد الباحثون في جامعة نورث وسترن معرفة ما إذا كان نظام غذائي يعتمد فقط على العصير يمكن أن يفعل الشيء نفسه.
شملت الدراسة الصغيرة 14 شخصًا تم تخصيصهم لأحد ثلاثة أنواع من الحميات لمدة ثلاثة أيام: نظام غذائي حيث يأكل الأشخاص النباتات الكاملة فقط، ونظام “صيام عصير” تقليدي لا يُسمح فيه بتناول أي طعام آخر، ونظام حيث يشرب الأشخاص العصائر ويأكلون الطعام الكامل أيضًا. تم قياس ميكروبات الفم والأمعاء لدى المتطوعين قبل وأثناء وبعد الدراسة.
وجد الباحثون أن المتطوعين الذين اعتمدوا على عصير فقط شهدوا تحولاً واضحاً في تكوين ميكروبات فمهم، حيث لوحظ انخفاض في بكتيريا Firmicutes المفيدة وزيادة في Proteobacteria المرتبطة بالالتهابات. كما وجد الباحثون تغييرات أكثر دقة في أمعاء الأشخاص الذين اعتمدوا فقط على العصير؛ إذ كانوا يميلون إلى تجربة زيادة نسبية في البكتيريا المرتبطة بنفاذية الأمعاء والالتهاب وتدهور الإدراك. بينما شهد أولئك الذين اتبعوا نظام عصير/طعام كامل تحولات أصغر مقارنة بمجموعة العصر فقط، عانى أولئك الذين اتبعوا نظام نباتي تغييرات محتملة مفيدة.
كتب الباحثون: “تشير هذه النتائج إلى أن استهلاك العصائر لفترة قصيرة قد يؤثر سلبًا على الميكروبات”. وقد نُشر هذا البحث الشهر الماضي في مجلة Nutrients. ومن المهم الإشارة إلى أنه قد تكون التغييرات المرتبطة بنظام الغذائي القائم فقط على العصر ناجمة ليس فقط عن نقص الألياف ولكن أيضًا عن المحتوى العالي للسكر الموجود في هذه المشروبات.
تستند الدراسة إلى عينة صغيرة من المتطوعين، لذا ستحتاج المزيد من الدراسات لتكرار النتائج وتأكيدها حقًا هنا. لكن يُعرف بالفعل بأن الألياف جزء أساسي من النظام الغذائي الصحي. يقول الباحثون إن عملهم يوضح أهمية عدم تجاهل تناول الألياف حتى لو كنت تعتقد أنك تفيد جسمك بصيام عصيري.
قالت ميليندا رينغ، كبيرة باحثي الدراسة ومديرة مركز أوشر للصحة التكاملية بمدرسة فاينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن: “يفكر معظم الناس بشرب العصائر كتنظيف صحي للجسم ، لكن هذه الدراسة تقدم واقعاً مختلفاً”. وأضافت: “إذا كنت تحب عصر الفاكهة ، فكر بدلاً عن ذلك باستخدام الخلاط للحفاظ على محتوى الألياف سليماً ، أو اجمع بين العصائر والأطعمة الكاملة لتحقيق توازن أفضل لتأثير ذلك على ميكروبوم الخاص بك.”
