الصين ترد بفرض رسوم إضافية تصل إلى 15% على واردات أمريكية مختارة بدءًا من 10 فبراير!
أعلنت الصين عن مجموعة من التدابير الانتقامية ضد الولايات المتحدة يوم الثلاثاء، بعد فترة وجيزة من دخول التعريفات الجمركية الأمريكية على السلع الصينية حيز التنفيذ، مما أثار مخاوف من نشوب حرب تجارية أوسع بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقالت وزارة المالية الصينية يوم الثلاثاء إنها ستفرض تعريفات إضافية بنسبة 15% على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة و10% على النفط الخام الأمريكي وآلات الزراعة وبعض السيارات، بدءًا من 10 فبراير.
وأكدت الصين أن فرض التعريفات الإضافية بنسبة 10% من قبل الولايات المتحدة “ينتهك بشكل خطير قواعد منظمة التجارة العالمية … ويعطل الأنشطة الاقتصادية والتجارية الثنائية الطبيعية”، وفقًا لترجمة CNBC للبيان باللغة الصينية.
في بيان منفصل يوم الثلاثاء، أعلنت وزارة التجارة الصينية ومسؤولو الجمارك عن فرض قيود تصديرية على مجموعة من العناصر والتقنيات المتعلقة ببعض المعادن الحيوية مثل التنجستن والتيلوريوم والروثينيوم والموليبدينوم.
وصف لويس لو، كبير الاقتصاديين في أكسفورد إيكونوميكس للصين، إعلان التعريفات بأنه “خطوة رمزية في الوقت الحالي”، حيث يقدر أن الرسوم الإضافية قد ترفع معدل التعريفة الفعلي على الواردات الأمريكية إلى الصين بنحو نقطتين مئويتين. ومع ذلك، حذر لو من أن الحرب التجارية الثانية بين الولايات المتحدة والصين “بالتأكيد في مرحلة مبكرة” ويرى ”احتمالية عالية جدًا” لجولات أخرى من التعريفات بين البلدين.
ظل اليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي دون تغيير تقريبًا بعد هذه الإعلانات. ومن المقرر أن تستأنف الأسواق البر الرئيسى التداول يوم الأربعاء بعد إغلاقها بسبب عطلة رأس السنة القمرية الجديدة التي استمرت أسبوعًا.
كما قالت إدارة الدولة لتنظيم السوق في الصين إنها قررت بدء تحقيق مع شركة ألفابت (جوجل) للاشتباه بانتهاك عملاق التكنولوجيا الأمريكي لقانون مكافحة الاحتكار في البلاد. كانت جوجل قد سحبت خدمات الإنترنت ومحرك البحث الخاص بها في الصين عام 2010 لكنها لا تزال تحتفظ ببعض العمليات التي تركز على الشركات الصينية الراغبة بالإعلان عبر منصاتها خارج البلاد.
قال جوليان إيفانز بريتشارد، رئيس قسم الاقتصاد الصيني لدى كابيتال إيكونوميكس: “هذه التحركات هي تحذيرات بأن الصين تنوي إلحاق الضرر بالمصالح الأمريكية إذا لزم الأمر ولكنها لا تزال تعطي للصين خيار التراجع”.
واعترف بريتشارد بأن التعريفات المقترحة يمكن تأجيلها أو إلغاؤها قبل دخولها حيز التنفيذ الاثنين المقبل وأن التحقيق مع جوجل قد ينتهي دون أي عقوبات.
وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين على وقف تنفيذ التعريفات المخطط لها بنسبة 25% لمدة 30 يوماً على الواردات القادمة من كندا والمكسيك بعدما اتفقت الدولتان على اتخاذ خطوات لمنع تهريب المخدرات غير المشروعة مثل الفنتانيل إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك لم تحصل الصين على أي تخفيف مماثل.
قال فشنو فاراثان، رئيس الأبحاث الكلية لمنطقة آسيا باستثناء اليابان لدى بنك ميزوه: “الأبعاد الجيو-اقتصادية الشاملة للتجارة بين الولايات المتحدة والصين تعني أن الحل سيكون أكثر تعقيداً مقارنة بما هو عليه الحال مع المكسيك وكندا”.
مع بداية ولاية ترامب الثانية، أمر إدارته بالتحقيق فيما إذا كانت بكين تمتثل للصفقة التجارية التي تم التوصل إليها خلال رئاسته الأولى عام 2020. ومن المتوقع تسليم النتيجة النهائية للتقييم إلى ترامب بحلول الأول من أبريل مما قد يمهد الطريق لمزيدٍ من إجراءات الرسوم الجمركية كما قال الاقتصاديون.
أفادت التقارير بأن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قالت إن ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ يمكنهما الحديث “في الأيام القليلة المقبلة”.
وقع ترامب السبت الماضي قانوناً يتضمن فرض تعريفات جديدة بنسبة 10% ضد الصين بالإضافة إلى الرسوم الحالية التي تصل إلى 25% المفروضة خلال رئاسته الأولى.
من المتوقع أن تقلل الرسوم الإضافية نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للصين بمقدار 50 نقطة أساس هذا العام وفقاً لتقرير صادر عن اقتصاديي جولدمان ساكس الذي يعزز الدعوات لإجراءات تحفيز محلية أقوى لتعويض آثار ارتفاع الرسوم الجمركية. ويتوقع البنك الاستثماري تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للصين ليصل إلى 4.5% هذا العام وزيادة التضخم الاستهلاكي المحلي بمعدل ضئيل يبلغ فقط 0.4% بسبب ضعف الطلب وأزمة العقارات المستمرة.
