حمامات الثلج: الحقيقة الباردة وراء غمر نفسك في الماء صباحًا!
أحدث الأبحاث حول الغمر في الماء البارد تكشف عن صورة معقدة من الفوائد والمخاطر، حيث تتحدى بعض الادعاءات الشائعة بينما تؤكد على أخرى. أظهرت دراسة شاملة أجرتها جامعة جنوب أستراليا، والتي قامت بتحليل بيانات من 11 دراسة تضم أكثر من 3000 مشارك، أن حمامات الثلج والاستحمام بالماء البارد قد تساعد في تخفيف التوتر وتحسين النوم ولكنها قد تزيد الالتهاب مؤقتًا.
توضح الباحثة في جامعة جنوب أستراليا تارا كاين: “لقد تم البحث بشكل مكثف في الغمر بالماء البارد واستخدامه في السياقات الرياضية لمساعدة الرياضيين على التعافي، ولكن على الرغم من شعبيته المتزايدة بين دوائر الصحة والعافية، إلا أنه لا يُعرف الكثير عن تأثيراته على السكان العامين.”
تأتي هذه الدراسة في وقت حاسم، حيث ارتفعت مبيعات حمامات الثلج بشكل كبير من أقل من 1000 وحدة إلى أكثر من 90,000 وحدة خلال عام واحد فقط على أمازون، مما يعكس زيادة اهتمام المستهلكين رغم الفهم العلمي المحدود لتأثيراتها.
ركزت الأبحاث على الغمر في الماء بدرجات حرارة تتراوح بين 10-15 درجة مئوية (50-59 فهرنهايت)، سواءً عبر حمامات الثلج أو الاستحمام بالماء البارد. واحدة من أبرز النتائج كانت انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر بعد 12 ساعة من التعرض للماء البارد، رغم أن هذه الفوائد لم تظهر فورًا.
ربما الأكثر إثارة للدهشة هو أن الباحثين وجدوا أن التعرض للبرد يزيد الالتهاب أولاً. يقول الدكتور بن سينغ من جامعة جنوب أستراليا: “في الوهلة الأولى يبدو هذا متناقضًا، حيث نعلم أن حمامات الثلج تُستخدم بانتظام بواسطة الرياضيين النخبة لتقليل الالتهاب وآلام العضلات بعد التمارين.” ويشرح قائلاً: “الزيادة الفورية في الالتهاب هي رد فعل الجسم تجاه البرودة كعامل ضغط. إنها تساعد الجسم على التكيف والتعافي وتشبه كيف يتسبب التمرين بإصابة العضلات قبل تقويتها.”
كشفت الدراسة عن بعض الفوائد العملية الواعدة. فقد شهد المشاركون الذين أخذوا استحمامًا باردًا منتظمًا انخفاضًا بنسبة 29% في أيام المرض المفقودة للعمل. بالإضافة إلى ذلك، أفاد أولئك الذين أخذوا استحماماً قصيراً بالماء البارد بتسجيل درجات جودة حياة أعلى قليلاً، رغم أن هذه التحسينات تلاشت بعد ثلاثة أشهر.
كما أظهرت جودة النوم تحسنًا بين المشاركين الذين استخدموا الغمر بالماء البارد؛ ومع ذلك كان هذا الاكتشاف محدوداً بالذكور فقط مما يبرز فجوة كبيرة في البحث – حيث ركزت معظم الدراسات حصرياً على الرجال تاركة تساؤلات حول كيفية استجابة النساء بشكل مختلف للتعرض للبرد.
تشدد كاين قائلة: “سواء كنت رياضيّاً نخبويّاً أو شخص يبحث عن العافية اليومية – فمن المهم فهم تأثير ما تضع جسمك فيه.” وتلاحظ أن الأدلة الحالية لا تشير بوضوح إلى الأشخاص الذين قد يستفيدون أكثر أو ما هو النهج المثالي للغمر بالماء البارد.
بالنسبة لأولئك الذين يفكرون بإضافة الانغماس بالبرودة إلى روتين العافية الخاص بهم ، ينصح الباحثون بالحذر ، خاصة للأفراد ذوي الحالات الصحية الموجودة مسبقاً. يحذر الدكتور سينغ قائلاً: ”يجب على الأشخاص ذوي الحالات الصحية الموجودة مسبقاً توخي الحذر إذا شاركوا في تجارب الغمر بالمياه الباردة لأن الالتهاب الأولي يمكن أن يكون له آثار صحية ضارة.”
تشدد فريق البحث أنه هناك حاجة لدراسات طويلة الأمد أخرى ، خاصة بين مجموعات سكانية متنوعة ، لفهم الآثار الدائمة والتطبيقات العملية لهذه الممارسة المتزايدة الشعبية للعافية بالكامل. بينما تشير الأدلة الحالية إلى فوائد محتملة لإدارة الإجهاد والرفاهية العامة ، فإن الطبيعة المعتمدة بشدة على الوقت لهذه التأثيرات تشير إلى أن التوقيت والبروتوكول المناسب قد يكونان حاسمان لتحقيق النتائج المرجوة.
تم نشر النتائج بتاريخ 29 يناير 2025 ضمن مراجعة منهجية وتحليل تلوي ممول بواسطة صندوق مستقبل الأبحاث الطبية.