أعلنت شركة “تارجت” يوم الجمعة أنها ستقوم بتقليص برامج التنوع والمساواة والشمول، بما في ذلك بعض البرامج التي تهدف إلى جعل قوتها العاملة ومنتجاتها تعكس عملاءها بشكل أفضل.
في مذكرة أُرسلت إلى موظفيها، قالت الشركة التي تتخذ من مدينة مينيابوليس مقرًا لها إنها ستنهي أهداف التنوع والمساواة والشمول الخاصة بها التي استمرت ثلاث سنوات، وستوقف التقارير الموجهة إلى مجموعات خارجية تركز على التنوع مثل مؤشر المساواة للشركات التابع لحملة حقوق الإنسان، كما ستنهي برنامجًا يركز على توفير المزيد من المنتجات من الشركات المملوكة للأقليات أو السود.
تم إرسال المذكرة للموظفين يوم الجمعة وتم الاطلاع عليها من قبل CNBC. وقد كتبتها كيرا فرنانديز، المسؤولة عن التأثير المجتمعي والمساواة في “تارجت”.
وقالت في المذكرة: “لقد شكلت سنوات عديدة من البيانات والرؤى والاستماع والتعلم هذا الفصل التالي في استراتيجيتنا”. وأضافت: “وكشركة تجزئة تخدم ملايين المستهلكين كل يوم، نفهم أهمية البقاء متماشين مع المشهد الخارجي المتطور الآن وفي المستقبل – كل ذلك خدمةً لنمو تارجت والفوز معًا”.
قال متحدث باسم “تارجت” إنه لا توجد عمليات تسريح للوظائف كجزء من إعلان التنوع والمساواة والشمول الذي تم إصداره يوم الجمعة.
مع هذه الخطوة، تنضم الشركة إلى قائمة متزايدة من الشركات بما في ذلك “تركتور سابلاي”، و”ميتا” (الشركة الأم لفيسبوك)، و”وول مارت”، و”ماكدونالدز”، والتي تخلّت عن الالتزامات والأهداف المتعلقة بالتنوع والمساواة والشمول. واجه بعض هذه الشركات ضغوطًا من نشطاء محافظين أو استشهدوا بحكم المحكمة العليا الذي يمنع العمل الإيجابي في الكليات – وهو ما قد لا يجبر الشركات على اتخاذ أي إجراء بشأن القضية.
كما أن قرار الشركة يأتي بعد الأوامر التنفيذية للرئيس دونالد ترامب التي صدرت تقريبًا فور توليه المنصب لإنهاء برامج الحكومة المتعلقة بالتنوع والمساواة والشمول ووضع المسؤولين الفيدراليين الذين يشرفون على تلك المبادرات في إجازة.
لكن لم تنضم جميع الشركات إلى هذا الاتجاه. ففي يوم الخميس، قالت شركة كوستكو خلال اجتماعها السنوي إن أكثر من 98% من المساهمين صوتوا ضد اقتراح لمراجعة مخاطر برامج التنوع والمساواة والشمول الخاصة بها. وقد حث مجلس إدارة كوستكو المساهمين على التصويت ضد الاقتراح.
التزامات العديد من الشركات تجاه التنوع، بما فيها التزام تارجت، تعود لسنوات وتم تعزيزها بعد احتجاجات حركة حياة السود مهمة ومقتل جورج فلويد عام 2020.
قبل أربع سنوات قال الرئيس التنفيذي لشركة تارجت برايان كورنيل إن القتل – الذي حدث بالقرب جدًا من مقر شركة تارجت الرئيسي – كان له تأثير شخصي عليه. وأشار إلى أنه دفعه لتعزيز جهود الشركة فيما يتعلق بالتنوع والعدالة.
وقال آنذاك: “كان يمكن أن يكون أحد أعضاء فريق تارجت الخاص بي”، مستذكرًا أفكاره أثناء مشاهدته الفيديو الذي يظهر فلويد وهو يتنفس أنفاسه الأخيرة.
وسعت شركة تارجet أهداف تنوعها آنذاك قائلة إنها ستزيد تمثيل الموظفين السود عبر قوتها العاملة بنسبة 20% خلال السنة التالية. كما بدأت الشركة برنامجاً جديداً لمساعدة رواد الأعمال السود لتطوير واختبار وتوسيع المنتجات للبيع لدى تجار التجزئة الكبار مثل تارجيت. وتعهدوا بإنفاق أكثر من ملياري دولار مع شركات مملوكة للسود بحلول عام 2025 تشمل شركات البناء والإعلانات وغيرها.
كما قدمّت الشركة ومؤسستها مبلغ 10 ملايين دولار لدعم مجموعات العدالة الاجتماعية بما فيها الرابطة الوطنية الحضرية ومنظمة القيادة الأفريقية الأمريكية.
على موقعهم الإلكتروني خلال السنوات الأخيرة ، كانت شركة “Target” تُبرز “الالتزام الثابت” لكورنيل وللشركة بالوقوف مع العائلات السوداء ومحاربة العنصرية.” وفي منشورات أخرى على موقعهم الإلكتروني ، قدموا تحديثات حول جهودهم لإضافة المزيد من الضباط الملونين وتقليل معدل دوران الأشخاص الملونين وزيادة الترقيات للنساء والأقليات .
كان أحد المنشورات بعنوان “لن نتوقف أبداً”، وبدأ باقتباس للشاعرة والناشطة الحقوقية مايّا أنجيلو .
ألغى “Target” الأهداف في وقت تحول فيه السياسيون والنشطاء المحافظون بشكل متزايد نحو جهود الشركات لتكون أكثر شمولاً .
كانت “Target” قد شعرت بالفعل بالضغط بسبب بعض مبادراتها الأخرى طويلة الأمد . قبل حوالي عامين ، سحبت المتاجر عناصر معينة كانت ضمن مجموعة شهر الفخر بعد ردود فعل سلبية وتهديدات للموظفين بشأن بعض السلع التي باعتها ، مثل ملابس السباحة المناسبة للأشخاص المتحولين جنسياً .
قال كورنيل عام 2023 إن ردود الفعل السلبية ساهمّت في ضعف مبيعات الربع المالي للشركة . ومع ذلك قال إنه سيواصل الاحتفال بالشهور التراثية بمجموعات منتجات خاصة بها مثل شهر تاريخ السود وشهر الفخر .
لقد أصبحت قاعدة موظفي Target أكثر تنوعا خلال السنوات الأخيرة .
حوالي 43%من قوة العمل لدى Target كانوا بيضاً ، بينما كان31 % لاتيني/إسباني ،15 % سود و5 % آسيويين وذلك وفقاً لأحدث تقرير للتنوع الخاص بالشركة والذي انتهى بنهاية فبراير 2024 .
فريق قيادة الشركة أقل تنوعا مقارنة بقوتهم العاملة العامة . حيث كان72 % منهم بيضاً يليهم11 % لاتيني/إسباني ثم11 % آسيويين وأخيراً6 % سود.
