جاءت الدعوة بعد أن دمرت غارة جوية إسرائيلية مبنى مكونًا من ثمانية طوابق في بيروت يوم السبت، مما أسفر عن مقتل 29 شخصًا على الأقل وإصابة 67 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن متوسط عدد القتلى بلغ 250 شخصًا كل أسبوع في نوفمبر، مما رفع حصيلة القتلى في لبنان إلى أكثر من 3700 منذ بدء الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر من العام الماضي. ومن بين الضحايا ما لا يقل عن 240 طفلًا، “منهم فتيان وفتيات كانوا نائمين في أسرّتهم”، وفقًا لليونيسف.
وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، أشار السيد تورك إلى أن حصيلة القتلى بين العاملين في مجال الصحة ارتفعت أيضًا بعد مقتل ما لا يقل عن سبعة مسعفين في ثلاث غارات إسرائيلية منفصلة على جنوب لبنان يومي الجمعة والسبت، مما رفع عدد الضحايا من الطواقم الطبية إلى أكثر من 230. وقد تسببت حوالي نصف الهجمات على فرق ومرافق الرعاية الصحية في لبنان بوفاة شخص واحد على الأقل – “وهي أعلى نسبة مقارنة بأي صراع نشط آخر في العالم”.
وقال المفوض السامي إن هذا يعد مؤشرًا آخر “على مدى وحشية هذه الحرب على العاملين في مجال الصحة وعلى المدنيين بشكل عام”. وشدد على ضرورة احترام وحماية العاملين الصحيين المخصصين حصرياً للواجبات الطبية تحت جميع الظروف. وأضاف: “إذا تم استهدافهم بهذا الشكل، فإن ذلك يشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني وقد يرقى إلى جريمة حرب”.
قال السيد تورك إن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان تسبب بخسائر واسعة النطاق بين المدنيين “بما فيها قتل عائلات بأكملها والنزوح الواسع وتدمير البنية التحتية المدنية مما أثار مخاوف جدية بشأن احترام مبادئ التناسب والتمييز والاحتياطات”.
وتساءل: “كم عدد الأرواح التي يجب أن تُزهق حتى تتمكن الأطراف المتحاربة من إنهاء هذه المعاناة؟”
وفي الوقت نفسه، “واصل حزب الله إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل ومعظمها عشوائية بطبيعتها مما يطيل أمد النزوح غير المقبول للعديد من المدنيين الإسرائيليين”، كما قال المفوض السامي. ووفقاً للحكومة الإسرائيلية، قُتل 40 مدنيًا بصواريخ حزب الله – بما فيها 13 في الجولان السوري المحتل – ونزح أكثر من 60 ألف إسرائيلي داخلياً من الشمال منذ 7 أكتوبر 2023 بسبب الصواريخ التي أطلقها حزب الله.
قال السيد تورك إن الطريقة الوحيدة “لإنهاء المأساة التي يعيشها الأبرياء من جميع الأطراف” هي وقف إطلاق نار دائم وفوري على جميع الجبهات: لبنان وإسرائيل وغزة.
