مسؤول أممي يكشف: المدنيون في غزة يعانون من الإرهاق والرعب أثناء هروبهم من الدمار
بيان مسؤول أممي حول الوضع في غزة
في بيان أصدره اليوم الخميس، أوضح هادي أنه إذا كانت أوامر الإخلاء هذه تهدف إلى حماية المدنيين، فإن الواقع يشير إلى أنها تؤدي إلى عكس ذلك تمامًا. فهي تجبر الأسر على الفرار مرة أخرى، وغالبًا تحت القصف مع ما يستطيعون حمله معهم من مقتنيات قليلة، إلى مساحة تتضاءل باستمرار وتشهد الاكتظاظ والتلوث والخدمات المحدودة وانعدام الأمان فيها – كما هو الحال في بقية أنحاء غزة.
وأشار هادي إلى أنه بالأمس فقط وُجِّهت أوامر الإخلاء لعشرات آلاف المدنيين في أربعة أحياء في دير البلح وخان يونس بالمغادرة، كما تأثر بذلك العاملون الإنسانيون لدى عدد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية هم وأُسرهم.
وقال هادي إن الإرهاق والرعب نالا من المدنيين الذين يُهرعون من مكان مدمَّر إلى آخر دون أن تبدو أمامهم نهاية في الأفق، مضيفًا أنه لا يمكن لهذا أن يستمر.
وجدد المسؤول الأممي الدعوة لحماية المدنيين وإطلاق سراح الرهائن وتيسير وصول المساعدات الإنسانية والاتفاق على وقف لإطلاق النار.
فقدان الوصول
بدوره، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن جيل ميشو إن عمليات الإخلاء الجماعي هي الأحدث في قائمة طويلة من التهديدات التي لا تطاق لموظفي الأمم المتحدة العاملين في غزة.
وأضاف أن مرافق الأمم المتحدة والمرافق الإنسانية وبيوت الضيافة تقع في المناطق المتضررة من أوامر الإخلاء الأخيرة، مع وجود البنية التحتية الأمنية الحيوية للأمم المتحدة في المناطق المجاورة. وأكد على ضرورة وجود مساحة آمنة للعمل يمكن للأمم المتحدة من خلالها تقديم المساعدة المنقذة للحياة.
وفي هذا السياق، فقد برنامج الأغذية العالمي الوصول إلى مستودعاته في منطقة دير البلح وسط غزة والذي كان المستودع الثالث والأخير هناك. كما تم إخلاء خمسة مطابخ مجتمعية يديرها البرنامج بينما يبحث البرنامج عن مواقع جديدة لها.
تأثر المرافق الصحية
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أوامر الإخلاء المتعددة لخان يونس ودير البلح الصادرة بين 8 و17 أغسطس حرمت الناس من الخدمات الصحية الأساسية.
وأضاف المكتب أنه إجمالاً تأثر 17 مرفقًا صحيًا حيث تقع المناطق المتضررة على بعد كيلومتر واحد أو أقل من أربعة مستشفيات رئيسية. وشدد على أنه مع انتشار الأمراض في غزة أصبح الوصول للخدمات الصحية والمياه الصالحة للشرب أمرًا بالغ الأهمية.
وأوضح المكتب أيضًا أن هناك نقصاً حاداً بالكلور لتطهير المياه – حيث يُتوقع أن تستمر الاحتياطيات لمدة شهر واحد فقط. وأضاف أنه نظرًا لوجود التهاب الكبد الوبائي أ – والآن شلل الأطفال – فإن هذا بالطبع أمر مثير للقلق الشديد.
مساعدات غذائية
أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه رغم كل هذه التحديات بما فيها الأعمال العدائية النشطة وانعدام الأمن المستمر وقيود الوصول، يواصل وشركاؤه الإنسانيون بذل كل ما بوسعهم لتوفير الرعاية الصحية المنقذة للحياة للفلسطينيين في غزة.
وأضاف المكتب أنه خلال الأسبوعين السابقين لـ 18 أغسطس تمكن حوالي ثلاثين شريكاً صحياً من الوصول لنحو 337,000 مدني عبر أنحاء غزة. وفي الوقت نفسه يدعم 16 فريق طوارئ طبي القوى العاملة المحلية بمجال الرعاية الصحية.
وفي شمال غزة تقدم المطابخ التي يدعمها برنامج الأغذية العالمي وجبات ساخنة كجزءٍ من جهود البرنامج لضمان توفير المنتجات المغذية التي تكمل حصص الغذاء الطارئة التي تعيش عليها الأسر منذ أشهر.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأنه حتى الآن خلال أغسطس أنتجت المخابز المدعومة بواسطة برنامج الأغذية العالمي حوالي 1.9 مليون ربطة خبز أي ما يقرب من أربعة أطنان مترية وأن بين 18 مخبزاً لا يزال 12 مخبزاً قيد الخدمة.