عقوبات أميركية صارمة تستهدف قيادات حماس بينهم قائد بارز من القسام!
تحمل الزيارتان الأخيرتان لمسؤولين إيرانيين إلى العاصمة السورية دمشق، بالإضافة إلى الزيارة التي يقوم بها وزير خارجية النظام السوري، بسام صباغ، إلى طهران، في طياتها عملية “تسليم واستلام رسائل”، وفقًا لما كشفت عنه وسائل الإعلام وبناءً على التوقيت أيضًا.
وفي وقت تفتقر فيه التفاصيل الدقيقة لمحتوى تلك “الرسائل”، يرى خبراء ومراقبون تحدثوا لموقع “الحرة” أن التحركات الإيرانية الأخيرة فيما يتعلق بسوريا لافتة، ومن الواضح أنها ترتبط بـ”خشية ما باتجاهين”، خاصة أن النظام السوري ورئيسه بشار الأسد “بات تحت الضوء كورقة رابحة بين محورين”.
وترتبط طهران بدمشق منذ سنوات بعلاقة استراتيجية، أكد عليها وزير خارجية النظام السوري، بسام صباغ، من العاصمة طهران يوم الثلاثاء. حيث قال في مؤتمر صحفي إنه “أجرى مباحثات إيجابية وتبادلاً مثمراً للآراء لتعزيز التعاون في كافة المجالات”.
ثاني لقاء مع مسؤول رفيع من طهران خلال أيام.. الأسد يستقبل وزير الدفاع الإيراني
اجتمع رئيس النظام السوري بشار الأسد يوم الأحد بوزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زاده وذلك عقب أيام قليلة من لقائه علي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.
وجاءت زيارة صباغ إلى طهران بعد يومين فقط من وصول وزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زاده إلى دمشق وفي أعقاب ”رسالة” أوصلها مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إلى النظام السوري قبل يوم واحد وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية.
وتعتبر الزيارات بين الجانبين اعتيادية ولكن لم يسبق أن حصلت بالشكل الذي كانت عليه الأسبوع الماضي وفي غضون 48 ساعة حيث وصل لاريجاني أولاً والتقى الأسد وبعدما عاد إلى طهران حط وزير الدفاع الإيراني مجددًا في العاصمة السورية والتقى بمسؤولين سوريين.
ولا تزال الرواية الرسمية في إيران تؤكد على أن سوريا هي “حلقة من سلسلة المقاومة”، في إشارة إلى المحور الذي تتزعمه والذي يخوض صراعًا مع إسرائيل على أكثر من جبهة.
وفي حين تؤكد دمشق حتى الآن على علاقتها الاستراتيجية مع طهران لم تتخذ بعد الحرب التي بدأت إسرائيل ب…
عد هجوم السابع من أكتوبر، اتخذت خطوات فعلية، كما هو الحال بالنسبة لحزب الله في لبنان وبقية أطراف المحور الإيراني.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية التي تركزت بشكل كبير الآن في لبنان، التزم النظام في دمشق بسياسة عدم التعليق وكأنه بعيد عن الجغرافيا المشتعلة. وبينما حاول البقاء في المنطقة الرمادية على مدى أكثر من عام، لم يكن هذا الأمر كفيلاً بإبعاده عن دائرة الضربات الإسرائيلية.
وعندما كان لاريجاني في دمشق، قصفت إسرائيل مبنيين في العاصمة السورية وقتلت فيهما قادة من حركة “الجهاد الإسلامي” المصنفة إرهابية. وجاء ذلك بالتزامن مع تهديدات عدة أطلقها الجيش الإسرائيلي وركز فيها على النظام، من منطلق طرق إمداد الأسلحة المارة من مناطق نفوذه باتجاه حزب الله في لبنان.
“رسائل على خط طهران-دمشق”
ولا يعرف حتى الآن حدود الحملة الإسرائيلية القائمة في لبنان وما إذا كانت ستتخذ منحى أكثر شراسة تجاه سوريا، خاصة فيما يتعلق بالضربات التي باتت تستهدف أبرز المناطق الحيوية وسط دمشق مثل حي المزة.
وكذلك الأمر بالنسبة للموقف الذي سيتخذه النظام السوري بناءً على التهديدات التي تستهدفه، وما إذا كان سيظل متمسكًا بعلاقته “الاستراتيجية” مع طهران خاصةً فيما يتعلق بالشأن الأمني والعسكري أو قد يتخذ مسارات أخرى.
وطالما سلطت تقارير غربية وعربية الضوء على هذه المسارات محللة ومشيرة إلى احتمالات إمكانية ابتعاد الأسد عن المحور الإيراني.
وتعد زيارة صباغ إلى طهران الأولى له منذ استلام منصب وزير الخارجية السوري وتندرج باعتقاد الباحث السوري أيمن الدسوقي في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، ضمن سياق تجاوب الأسد مع رسالة علي خامنئي التي حملها لاريجاني.
كما تذهب الزيارة باتجاه تأطير (طهران ودمشق) للرسائل بصيغ رسمية على شكل اتفاقيات أو معاهدات تتيح لكليهما إدارة المخاوف والمصالح خلال لحظة حرجة إقليمياً ودولياً.
ويقول خالد خليل وهو باحث وأكاديمي سوري مختص بالشأن الإسرائيلي إن الزيارات المتبادلة بين دمشق وطهران خلال أسبوع واحد تصب في إطار “محاولة إيرانية لإعادة الأسد إلى المحور الذي حمى نظامه”.
ويعتقد خليل أيضًا أن إيران تريد أن تستوفي الخدمات التي قدمتها للنظام السوري بعدما شق عصا الطاعة باقترابه من المحور العربي وفي ظل محاولات أميركية لخلق معادلات جديدة في المنطقة.مؤشرات جديدة.. الأسد ينأى بنظامه عن إيران وأذرعها
برزت خلال الفترة الأخيرة، مؤشرات متتالية على تقارب النظام السوري مع دول عربية وخليجية، مقابل تراجع علاقاته مع إيران وحلفائها في المنطقة، ولا سيما حزب الله وحماس.
ويضاف إلى ما سبق، بحسب الأكاديمي السوري، أن “الرسائل” الإيرانية التي نشرت عنها وسائل إعلام “تحمل تحذيرات مبطنة بتهديدات”. ومع ذلك، يشرح أن التحذيرات “لا تصل إلى حد تهديد النظام بنفسه وإزالته، بل يشوبها نوع من المساومات تحاول فرضها إيران على الأسد، كونها تحكمه بالكثير من الديون”.
“ورقة رابحة بين محورين”
لا ترتبط العلاقة بين إيران والنظام السوري بالشق العسكري والسياسي فحسب، وعلى مدى السنوات الماضية وصلت حدودها إلى حد التوغل في قطاعات اقتصادية أيضا. ومن الجانب العسكري على الخصوص ما تزال الكثير من ميليشيات “الحرس الثوري” تنتشر في عموم المناطق السورية.
في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة كان الأسد محور اهتمام، وفرض ذلك من زاوية موقف “الحياد” الذي اتخذه. وبينما لم يخرج عن تلك الحالة تكاد تختلف الآن بصورتها العامة، ليصل الاهتمام إلى حد التركيز على احتمالية ابتعاده عن إيران ومحورها، لقاء درء خطر التصعيد الأكبر وبهدف الحصول على مكاسب قد تصل إلى حد فك العزلة الدولية.
يوضح الأكاديمي السوري خليل أن تركيز “الاهتمام” على الأسد في المنطقة الآن لا يرتبط بقدراته العسكرية كونه عاجز بالمطلق بل يتعلق الأمر بـ”البعد الجيوسياسي”. وتتعلق الحالة أيضا بهجوم حماس المصنفة إرهابية على إسرائيل في أكتوبر 2023 والخط الفاصل الذي رسمته لمشهد لن يكون كما في السابق على صعيد وجه المنطقة ككل.
يقول خليل: “الأسد الآن في مرحلة التفاوض في ظل المساومات الإقليمية التي تحاول تشكيل المشهد الأمني في المنطقة”. ويضيف أن “موقعه الجيوسياسي أعاده كورقة رابحة لمحورين دخلا في مرحلة كسر ظهر لا كسر عظم. الأول يتلقى الضربات بينما يتشكل المحور الثاني حديثا للقضاء على المعادلة الأمنية السابقة القائمة على التنافس الإيراني-الإسرائيلي في المنطقة”.في يوم الثلاثاء، ناقش وزراء خارجية إيران وسوريا نقاط التوافق وملامح العمل في المرحلة المقبلة.
من الواضح، وفقًا لما ذكره الدسوقي، أن إيران تركز على الجانب الأمني وما يمكن إدراجه ضمن ذلك من شرعنة وجودها وتنظيم انتشارها مجددًا في الجغرافيا السورية. وهذا يتطلب تعاونًا مع الهياكل الأمنية والعسكرية للنظام السوري، بالإضافة إلى ما يمكن استخدامه كغطاء لتمرير الدعم الإيراني لإعادة بناء قدرات حزب الله على الأراضي السورية.
في المقابل، يركز النظام السوري على الجانب الاقتصادي نظرًا للحاجة الماسة لديه. حيث تأتي أولوية معالجة قضية الديون الإيرانية التي كانت عبئاً عليه ومنحه خطوط ائتمانية جديدة تمكنه من مواجهة تحدياته الاقتصادية والخدمية.
هل تخشى منه أم عليه؟
يجادل بعض الباحثين بأن قرار الحياد والنأي بالنفس الذي اتبعه النظام السوري ورئيسه تجاه الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال العام الماضي كان مدفوعاً باعتبارات تتعلق بمصالحهم وبحلفائهم.
ويشير آخرون إلى “عقبات” وخشية مرتبطة بشكل كبير بالعواقب المحتملة لأي عملية انخراط، حتى لو كانت مجرد اتخاذ مواقف متشددة.
لقد نجحت إيران في دمج مستشاريها الاستخباراتيين والعسكريين بشكل واسع في الأجهزة الأمنية السورية على مدى عقود، ومن المرجح أن يستمر هذا الحضور طالما ظل النظام الحالي يحكم في طهران، كما يوضح ريتش أوتزن، كبير الخبراء الأميركيين في “المجلس الأطلسي”.
ويقول أوتزن لموقع “الحرة”: “الأسد يعتمد على الإيرانيين وحزب الله للبقاء في السلطة بينما تحتاج إيران إلى سوريا كوكيل وقاعدة لتعزيز قوتها”. كما يقول مثل أمريكي قديم: “إما أن يتكاتفوا معًا أو سيُعلقون (يشنقون) منفصلين”.
ولا تملك دمشق خيارات جيدة حقاً بينما تنفذ إسرائيل ضربات ضد الأهداف المرتبطة بإيران داخل أراضيها. ويعتبر أنه سيكون من الحكمة تجنب استخدام أي أصول عسكرية سورية لشن هجمات انتقامية ضد إسرائيل تحت أي ظرف.
استنادًا إلى ما شهده العام الماضي لم يكن الأسد ونظامه محور اهتمام كل من إسرائيل وإيران فحسب بل امتد ذلك أيضًا ليشمل حليفتهم الأساسية روسيا والجانب التركي.
لعدة مرات وجهت تركيا ورئيسها رجب طيب إردوغان دعوات للأسد للقاء ولم يتفاعل الأخير بإيجابية حتى الآن.
وفيما يتعلق بإيران…يشير الأكاديمي السوري، خالد خليل، إلى أن التعامل السابق كان معه “كتابع”، ولم تكن هناك حاجة لإجراء زيارات رسمية رفيعة المستوى. لكن الواقع قد تغير الآن، مما يدل على أن المنطقة أصبحت أمام معادلات ومشهد جديد يختلف كثيرًا عن السابق. ويشير خليل إلى أن الزيارتين الأخيرتين كانتا من جانب تياري الحكم في طهران، وهما الجناح الإصلاحي بقيادة الحكومة والحرس الثوري ونظام المرشد الذي أوفد لاريجاني للأسد.