استثمر في المستقبل: كيف يعزز الاستثمار الأجنبي المباشر نمو صناعة الإعلام الرقمي!
سلطت وكالة ترويج الاستثمار في قطر، والمدينة الإعلامية قطر، الضوء على دور الاستثمار الأجنبي المباشر في دفع نمو صناعة الإعلام الرقمي. يأتي ذلك بالتوازي مع الأهمية التي أولتها دول مجلس التعاون الخليجي (مثل دولة قطر والمملكة العربية السعودية) لرؤيتيهما الوطنيتين لعام 2030، والتي تركز على التنمية الثقافية والإعلامية وبناء منظومة إعلامية مستدامة من خلال الاستثمار في بنية تحتية إعلامية حديثة وتطوير المواهب.
وفي هذا السياق، أشارت الوكالة والمدينة الإعلامية في مقالة مشتركة إلى أن قطاع الاتصال والإعلام احتل المرتبة الثالثة في الاستثمارات الجديدة بين عامي 2019 و2023، مما يؤكد أهميته بين جميع قطاعات الاستثمار الأجنبي المباشر الأخرى. كما لفتت إلى أن الموقع الجغرافي المتميز لدول مجلس التعاون الخليجي الذي يربط بين الشرق والغرب، وامتلاكها لبنية تحتية عالمية المستوى تشمل المدن الإعلامية المتطورة وشبكات الاتصالات المتقدمة، يتيح لها توفير بيئة إعلامية ديناميكية لشركات الإعلام والمستثمرين على حد سواء.
وقال الشيخ علي بن الوليد آل ثاني، الرئيس التنفيذي لوكالة ترويج الاستثمار والسيد جاسم محمد الخوري، الرئيس التنفيذي للمدينة الإعلامية – قطر، في المقالة المشتركة إن المشهد الإعلامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخاصة القطاعات الرقمية والبث المباشر يشهد نمواً مطرداً. وفي الوقت الحاضر يحتل المستهلكون من دول مجلس التعاون الخليجي المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد مستخدمي خدمات “الفيديوهات حسب الطلب” لكل شخص وفقاً لاستطلاع أوليفر وايمان العالمي. ومن المتوقع أن تشكل شبكة الجيل الخامس نسبة 73% من جميع اشتراكات الهاتف المحمول في دول الخليج بحلول نهاية عام 2026 وفقاً لتقرير إريكسون للتنقل.
وأوضحت المقالة أنه بفضل زيادة انتشار الإنترنت وفئة الشباب المتمرسين على استخدام التكنولوجيا وتنامي شعبية منصات الترفيه الرقمية هيمنت المنطقة على إيرادات البث المباشر بحصة بلغت 98.4% من حجم السوق وفقاً لتقرير الموسيقى العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي للصناعة الفونوغرافية. ويعزز ذلك جهود دول مثل قطر التي تقيم شراكات مع مؤسسات إعلامية عالمياً مثل “سناب إنكوربوريشن” و”أمازون أدز” و”تيك توك”.نبي المباشر يعزز النمو في صناعة الإعلام الرقمي، حيث يحفز الابتكار ويوسع نطاق الفرص في مختلف القطاعات. كما أن تدفق الاستثمارات العالمية في مجالات النشر الرقمي والبث الصوتي ووسائل التواصل الاجتماعي يعيد تشكيل المشهد الإعلامي. وتبرز دول مجلس التعاون الخليجي بموقعها الاستراتيجي ورؤاها الطموحة للتنمية الثقافية والإعلامية كطرف أساسي في هذا السوق المتطور. ومع استمرار التقدم التكنولوجي في صياغة مستقبل الإعلام الرقمي، يتمتع كل من المستثمرين وشركات الإعلام بوضع جيد للاستفادة من الفرص الناشئة ودفع النمو المستقبلي لهذا القطاع.
وأشارت المقالة إلى أن “رؤية السعودية 2030” تضمنت مبادرات رئيسية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وتطوير قطاعي الإعلام والترفيه بالمملكة بهدف زيادة إنفاق الأسرة على الترفيه من 2.9% إلى 6%. كما أكدت أن المدينة الإعلامية في دولة قطر تعد المحرك الرئيسي لصناعة الإعلام في الدولة، باعتبارها مركزًا إعلاميًا وحاضنة للشركات ورواد الأعمال والمبتكرين والمواهب الإبداعية. وتقود المدينة الإعلامية، من مقرها بالدوحة، المبادرات التي تهدف إلى تجسير الهوة الثقافية وتعزيز التعاون الدولي، حيث تشمل صلاحيات واختصاصات المدينة ثلاثة جوانب هي: تنظيم الأعمال والأنشطة، والتطوير والاستثمار الذي يشمل إنشاء وتطوير حاضنات الأعمال ومنح التراخيص والتصاريح والمرافق المزودة بأحدث التجهيزات الإعلامية.
وتوقعت المقالة أن تؤدي هذه المبادرات بالإضافة إلى البرامج التنموية التي تنفذها المؤسسات التعليمية لتطوير مهارات القوى العاملة واستمرار نمو المؤسسات الإعلامية مثل شبكة الجزيرة وقنوات “بي إن سبورتس”، إلى زيادة نمو هذا السوق بنسبة 10.21% خلال الفترة من 2024 إلى 2029 وفقًا لرؤى الأسواق الصادرة عن منصة “ستاتيستا”.
وذكرت أن الاستثمار الأجنبي المباشر برز كعامل محفز للنمو في صناعة الإعلام الرقمي العالمية بسبب التحولات الكبرى التي أحدثها في مشهد الاتصالات والإعلام من جذب رؤوس أموال ضخمة واستخدام تقنيات متقدمة وجذب خبرات متمرسة إلى الدول المضيفة لهذا النوع من الاستثمارات. وأوضحت أن قطاع الاتصال والإعلام احتل المرتبة الثالثة بين الاستثمارات الجديدة بين عامي 2019 و2023 وفقًا لتقرير معلومات الاستثمار الأجنبي المباشر الصادر عن “أف دي آي إنتليجنس”، مما يؤكد أهميته بين جميع قطاعات الاستثمار الأجنبي المباشر الأخرى.تدفق الاستثمارات في قطاع الاتصال والإعلام لا يشجع الابتكار فحسب، بل يدعم أيضًا تحقيق التنمية الاقتصادية، ويخلق فرصًا جديدة، ويعزز القدرة التنافسية لشركات الإعلام في جميع أنحاء العالم.
وأشارت المقالة المشتركة إلى أن أهمية الاستثمار الأجنبي المباشر في الإعلام الرقمي تعود بشكل كبير إلى جائحة كوفيد-19. ففي الوقت الذي واجهت فيه معظم القطاعات انخفاضًا في الاستثمارات، شهد قطاع الإعلام والاتصال ارتفاعًا ملحوظًا. وقد أدت الجائحة إلى تسريع التحول نحو الاستهلاك الرقمي وزيادة الطلب على المحتوى الرقمي وخدمات البث ومنصات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت. حيث حصل قطاع الاتصالات على أكبر نصيب من الإنفاق الرأسمالي لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2023، مع تسجيل 679 مشروعًا بقيمة 79.77 مليار دولار، وارتفع الاستثمار في هذا القطاع بنسبة 24%، مما يبرز مرونته وإمكانات نموه خلال فترة عدم اليقين العالمي.
وفيما يتعلق بأهم قطاعات النمو في سوق الإعلام العالمي، توقعت المقالة استمرار توسع سوق الإعلام مع تجاوز معظم قطاعات الإعلام الإلكتروني معدل النمو العالمي البالغ 3% وفقًا لتقارير صندوق النقد الدولي. ومن المتوقع أن تشهد القطاعات الثلاثة الرئيسية: النشر الرقمي والمحتوى الصوتي والموسيقى ووسائل التواصل الاجتماعي أسرع معدلات نمو بين عامي 2022 و2026.
في مجال النشر الرقمي، كان لاستخدام الهواتف الذكية وأجهزة الحواسيب اللوحية دور كبير في تحول وصول المستهلكين إلى الكتب والمقالات والمجلات عبر منصات مثل “أمازون” و”كيندل”، حيث تركز دور النشر الكبرى مثل “بينغوين راندوم هاوس” و”هاربر كولينز” بشكل متزايد على وسائل الإعلام الرقمية الجديدة لتلبية تفضيلات القراء المتغيرة. ويتوقع أن يصل حجم سوق الكتب الإلكترونية إلى 15.33 مليار دولار بحلول عام 2027 وفقًا لمنصة “ستاتيستا”.
أما بالنسبة للتلفزيون وصناعة الأفلام، فإن منصات البث الرقمي المباشر مثل “ديزني بلس” و”نتفليكس” و”أمازون برايم فيديو” تقوم بوضع معايير جديدة. واستناداً لتقرير شركة أمبير أناليسيز، تعتزم منصة “ديزني بلس” زيادة استثماراتها السنوية في المحتوى الأصلي بنسبة 82.8% بين عامي 2022 و2027, بينما ستزيد منصة “أمازون برايم فيديو”.استثماراتها بنسبة 70% خلال نفس الفترة. وفيما يتعلق بالمحتوى الصوتي والموسيقى، أدت خدمات البث الموسيقي مثل “سبوتيفاي” و”أبل ميوزيك” إلى إحياء صناعة المحتوى الصوتي والموسيقى. ومع توفر ملايين الأغاني وبرامج البودكاست على منصات واحدة، من المتوقع أن يؤدي تحول التحميل المادي والرقمي إلى البث المباشر لنمو هذا السوق بمقدار 70,023.6 مليون دولار في الفترة بين 2023 و2028 وفقًا لتقرير سوق الموسيقى العالمي 2024 – 2028.
أما في وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الابتكار في وسائل تقديم المحتوى والواقع المعزز والواقع الافتراضي يدفعان نمو منصات وسائل التواصل الاجتماعي. ويتوقع زيادة سوق وسائل التواصل الاجتماعي العالمي بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 27.1% في الفترة من 2023 إلى 2030، بناءً على تقرير حجم سوق تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي وتحليل المشاركة والتوجهات حسب التطبيق، وحسب توقعات المنطقة والقطاع خلال هذه الفترة.
ورأت المقالة المشتركة أن استراتيجية المستخدمين النشطين والأكثر تفاعلاً مع وسائل التواصل الاجتماعي تجعل هذه المنصات أهدافًا رئيسية للمعلنين والمسوقين الذين يسعون للوصول إلى جمهور واسع من كافة أنحاء العالم. وقد أدى ذلك التوجه، جنبًا إلى جنب مع صعود المؤثرين واستخدام أساليب التسويق المؤثر، إلى تحويل وسائل التواصل الاجتماعي إلى أدوات تسويق وترويج قوية؛ بسبب استثمار العلامات التجارية بكثافة في التعاون مع المؤثرين وفي الإعلانات على هذه الوسائل الاجتماعية، مما زاد من حجم الاستثمارات فيها.
