شهادات مؤلمة من نازحي ولاية الجزيرة السودانية: قصص هروب من القتل والاغتصاب والنهب
خلال أقل من أسبوعين، أدت الأعمال القتالية في ولاية الجزيرة إلى فرار أكثر من 135 ألف شخص من ديارهم، حيث نزح الغالبية العظمى منهم إلى ولايتي القضارف وكسلا المجاورتين.
قام أعضاء مكتب الأمم المتحدة بزيارة مواقع إيواء النازحين الجدد – حيث يقدم لهم عمال الإغاثة المساعدات الضرورية – وتحدثوا معهم حول ما شهدوه.
قال السيد الذي يبلغ من العمر سبعين عامًا إنه تم حمله خلال رحلة النزوح بسبب إعاقته التي تمنعه من الحركة. وأضاف: “ما دفعني للمغادرة هو الانتهاكات التي عشناها وهدم البيوت والسرقات والاغتصابات. الوضع كان سيئًا جدًا جدًا. لقد حُملت على أكتاف أولادي لمدة 40 ساعة وأنا على هذا المقعد المتحرك”.
وأشار إلى العدد الكبير من الأشخاص الذين يقفون حوله وقال إنهم جميعًا جاءوا مشيًا على الأقدام وإن بعضهم سار لمدة 3 أيام أو 10 أيام وأن بعض الناس لقوا حتفهم أثناء النزوح بسبب التعب والعطش.
أما السيدة نضال البالغة من العمر 35 عامًا فقالت إن الجميع يشعرون بالإرهاق ويحتاجون إلى دعم خارجي كبير: “نحتاج إلى أسرّة. ينام الناس على الأرض وبعضهم مريض لا يتحمل هذا الوضع. ونريد ملابس؛ فقد خرج البعض منا دون أي شيء آخر سوى الملابس التي كنا نرتديها. نحن بحاجة أيضًا للبطاطين”.
وعن الهجمات التي تعرضت لها منطقتها قالت السيدة نضال: “أي بيت في الجزيرة هجم عليه. أخذوا ملابس الفقراء وسرقوا الحلويات التي كانت النساء تبيعها لإطعام أطفالهن”.
شخص آخر مسن يبلغ الثانية والستين تحدث عن المشاكل الكثيرة التي يواجهها النازحون مثله: “نعاني من الجوع والعطش. الأطفال هم الأكثر معاناة والنساء أصبحن مريضات أيضًا. لقد فقدنا الكثير من الأرواح وما زالت هناك العديد ممن هم مفقودون ولم نعثر عليهم بعد”.
أدمور توندلانا نائب رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في السودان أكد على أهمية وقف إطلاق النار وعودة الشعب السوداني لحياته الطبيعية, قائلاً: “فلنبنِ السودان مرة أخرى؛ هناك الكثير من الأطفال الذين تأثر تعليمهم وهذا جيل سنفقده إذا لم نتدخل سريعًا”.
لوكوجو بيتر رئيس مكتب الأوتشا في كسلا أشار أن العام الماضي شهد ثلاث موجات نزوح جديدة نحو شرق السودان مما زاد العدد بنحو ثلاث مرات, مؤكدًا الحاجة الملحة لمساعدة الوكالات الإنسانية والحكومة للذين نزحوا بالمأوى والماء والرعاية الصحية.
منذ بدء الصراع في السودان, نزح حوالي 11.5 مليون شخص سواء داخل البلاد أو عبر الحدود.