أخبار العالم

قمة ويش 2024: استراتيجيات مبتكرة لتحسين الأوضاع الصحية في غزة وتجاوز التحديات الإغاثية

ناقشت جلسة “بعث الأمل: مرحلة التعافي والإعمار وقوة الصمود”، التي أقيمت اليوم ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية ⁢/ويش 2024/، الأوضاع الصحية⁣ في غزة وسبل التغلب على التحديات التي تواجه الفرق الإغاثية والطبية في القطاع.

وأجمع المتحدثون في الجلسة، التي حضرها سعادة الشيخة هند بنت⁢ حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة،‍ وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وصناع السياسات والمسؤولين الصحيين من قطر ومختلف دول​ العالم،‌ على أن ما يُذاع عن الأوضاع في غزة أقل بكثير ​من الواقع المعاش. فالناس⁤ هناك يعيشون وسط الأشلاء، وكثير منهم بترت أعضاؤهم​ دون‍ مخدر، وعائلات كاملة اختفت من الوجود. وأكدوا أن العاملين في⁢ القطاع ‌الصحي مستهدفون ومعرضون ‍للخطر في كل وقت وفي أي مكان.

وفي هذا الإطار، ⁤استعرض سعادة الدكتور ماجد رمضان وزير الصحة الفلسطيني عددًا من الحالات والمواقف​ الصعبة التي يتعرض لها العاملون في⁢ القطاع الصحي يوميًا. حيث يمارس هؤلاء أعمالهم رغم انعدام الكهرباء والماء والأدوات الإسعافية والأدوية ويحيط بهم القصف من كل مكان ⁤وتتناثر حولهم الأشلاء ويزداد عدد المصابين يومًا بعد يوم.⁣ وهم عاجزون عن تلبية الاحتياجات وإغاثة المصابين ⁤وغوث ⁢المحتاجين مما يترك أثرًا كبيرًا على نفسياتهم. وشدد على أن ⁢التعافي ‍من المناظر ‍المروعة سواء لدى ⁣الكبار أو الأطفال هو عملية صعبة وتحتاج لوقت طويل. إلا أن ⁣الوضع في غزة مختلف عن​ أي مكان آخر؛ فتكرار عمليات القصف منح الفلسطينيين⁢ قدرة‍ على الصمود ⁣وإعادة التماسك ويعزز لديهم الإيمان بعدالة قضيتهم ويدركهم معنى ⁤الوطن وضرورة الدفاع عنه والتمسك بالأرض.

ودعا سعادته إلى ضرورة العمل فوراً لوقف هذه الحرب وتقديم ‌الدعم لجميع‍ الفلسطينيين⁢ لأن حجم ⁤الدمار كبير ‌جدًا والاحتياجات ⁣ضخمة للغاية‍ مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعنت بمنع الطواقم‍ الطبية من الدخول للقطاع وتضع أمامها الكثير من المعوقات.

من ⁣جانبها تحدثت السيدة سيغريد كاغ المنسق الأعلى للشؤون‍ الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة⁣ بالأمم المتحدة عن المعاناة التي⁢ يعيشها أهل غزة مؤكدةً أن ​المسؤولين ​السياسيين هم الذين يعوقون وقف إطلاق النار ويعرقلون جهود الإغاثة وإعادة الإعمار حيث استغرق اعتماد‍ قرار بوقف إطلاق النار وقتاً طويلاً لكنه لم يُطبق وبالتالي لا يمكن للعاملين بالمجال ​الإغاثي ‌والطبي القيام بواجباتهم ⁣دون وجود حلول سياسية.

في السياق ذاته شددت سعادة الدكتورة ناليدي باندور وزير العلاقات الدولية والتعاون بجمهورية جنوب إفريقيا على ⁢ضرورة قيام‍ الدول الكبرى بدورها للسماح ⁣بدعم القطاع ​لأنه يعاني وضعاً شديد الخطورة مشيرةً إلى أهمية وجود توجه ⁤عالمي يمنع استمرار هذه الأحداث أو تكرارها بمناطق أخرى ووضع آلية للتفاوض والمصالحة والسماح للضحايا بالعيش والتعافي بما يعنيه ذلك ضرورة فعل الدول الكبرى المزيد لفرض السلام.

من⁤ جانبه تحدث السيد بن ماجيكودونمي رئيس هيئة العاملين بوكالة /الأونروا/ عن وضع هذه المنظمة مبينا أنها تضم ⁢أكثر من 17 ألف موظف وتوفر جميع الخدمات الطبية والتعليمية والغذائية لغزة وأنها فتحت مدارسها كملاجئ أمام آلاف الناس ​الذين يعانون المآسي وويلات⁣ الحرب.

وأوضح أنه على مدار عقود كسبت الوكالة الأممية ثقة الشعب الفلسطيني والعالم كله معتبراً أن التشريع الإسرائيلي بحظر عمل /الأونروا/ يعد جريمة كبرى لأنه سيوقف جهودها ⁣وخدماتها الإنسانية المقدمة لملايين الفلسطينيين والتي تعتبر منصة لجميع الخدمات اللازمة للتعافي.

كما أشار رئيس هيئة العاملين بـ /الأونروا/ إلى أن الـ17 ألف موظف يعملون بجميع التخصصات بمنتهى الحيادية والاحترافية​ ويلتزمُون بمبادئ العمل ‍وحقوق الإنسان محذرًا ‍بأن مئات العاملين فيها تعرضوا للقصف والقتل.

وعلى ‍صعيد آخر استعرضت السيدة ​روسيلا ميتشيو رئيس منظمة ⁢الطوارئ المشاكل الجارية بالسودان معتبرةً أنها أكبر عملية نزوح بالعالم الحديث بسبب النزاع المسلح الذي تشهده البلاد منذ إبريل العام الماضي.

وأفادت بخروج ‌80% من المرافق الصحية بالعاصمة الخرطوم عن الخدمة بعد ‍تعرضها للسلب والنهب والسرقة بواسطة قوات الدعم السريع مشيرةً إلى أن العديد ممن يعملُون بالمجال ‌الصحي السوداني فضلُوا البقاء لخدمة مجتمعهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى