قراءة الكتب تعزز قدرة الطلاب على الربط بين الأحداث العالمية والصراعات الشخصية والديناميات الاجتماعية. تُعرف هذه الروابط بالأحداث الحقيقية باسم “روابط النص بالعالم”. وفقًا لدراسة حديثة، يشارك الطلاب بشكل أعمق عندما تحتوي الكتب على شخصيات متنوعة ومواضيع يمكنهم التعاطف معها.
تذكرت جاكسون كيف قامت بتدريس رواية “سيد الذباب” لطلابها في المدرسة الثانوية. قالت: “إنها كتاب رائع ومهم جدًا حول الحكم والتفكير الجماعي.” من خلال المناقشات الصفية حول التجارب الشخصية وتمثيل مقاطع من الكتاب، رأى طلابها أوجه تشابه بين تجارب الشخصيات والمواقف التي يشاهدونها من حولهم.
كما تعلم الكتب الطلاب كيفية فهم تطور الأحداث. وأشارت جاكسون إلى أن الطلاب يشعرون بالإثارة عندما يدركون الروابط بين الفصول المختلفة، مثل التنبؤات التي تظهر منذ الفصل الأول وتكتمل في الفصل السادس عشر.
يساعد هذا الانخراط العاطفي الطلاب على تطوير مهارات تتجاوز القراءة، مثل التنقل في الحجج المعقدة والتفكير في تجاربهم الخاصة. وقد أظهرت الأبحاث أن قراءة الروايات تجعل الناس أكثر انفتاحًا لتغيير آرائهم — وهي سمة قيمة خاصة مع تراجع الأنشطة المرتبطة بالتعاطف مثل التطوع وزيادة قضايا التنمر.
بناء التحمل
تقوي قراءة الكتب بالكامل قدرة التحمل والتركيز لدى الطلاب، وفقًا لما ذكرته هوروويتش.
قالت: “إنه حقًا مهارة البقاء على مهمة واحدة لفترة طويلة.” وشاركت ملاحظة لأحد الأساتذة بأن بعض الطلاب يجدون صعوبة حتى في التركيز على سوناتة مكونة من 14 سطرًا.
بينما لا يزال دور التكنولوجيا في تقليل فترات الانتباه غير محدد بدقة، تشير الدراسات إلى أن الناس يقرأون بعمق أكبر عند استخدام الكتب الورقية مقارنة بالأجهزة الرقمية التي قد تشتت الانتباه بالإشعارات. رغم أن الطلاب قد يقرؤون أكثر من أي وقت مضى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الشكل المجزأ لا يبني القدرة على القراءة المستمرة. قالت هوروويتش: “لا أعتقد أن أحداً يقوم بقراءة عميقة لتعليقات تويتر.”
وأضافت: ”أنت جيد فيما تمارسه. وكلما قضيت وقتًا أطول في قراءة مقتطفات صغيرة جدًا من الكلمات سواء كانت تعليقاً على إنستغرام أو مشاهدة فيديو تيك توك، فإن ذلك يصبح ما اعتدت عليه.” وأوضحت أنه قد يكون من الصعب أحيانًا قراءة شيء ليس مُرضيًا فورياً كما هو الحال مع وسائل التواصل الاجتماعي. كما يقضي الطلاب وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي مما كانوا يفعلونه سابقاً مما يقلل الوقت المخصص للقراءة للمتعة.
من الممكن استعادة تلك القدرة على القراءة المستمرة مرة أخرى. قالت هوروويتش إن بعض الأشخاص جربوا الالتزام بقراءة عدد معين من الصفحات ثم زيادة العدد تدريجيًا الذي يقرأونه في جلسة واحدة. وأضافت دانييل أنه يمكن أن يكون مفيداً للمعلمين الارتباط بتجارب طلابهم عندما يواجهون صعوبة مع نص ما قائلةً: “عندما قرأت هذا في المدرسة، كان الأمر محير لي أيضًا.”
نص الحلقة
هذا نص تم توليده بواسطة الكمبيوتر؛ بينما راجع فريقنا النص ، قد تكون هناك أخطاء.
نيمه غوبير: مرحباً بكم في برنامج MindShift حيث نناقش مستقبل التعلم وكيف نربي أطفالنا. أنا نيمه غوبير وقد سمعت عن مقال The Atlantic الذي أثار ضجة مؤخرًا بعنوان؟ بعض الطلاب – حتى أولئك الذين يتواجدون في الجامعات النخبوية – يعانون من صعوبة قراءة كتب كاملة… هل هذه أزمة يجب علينا القلق بشأنها؟ أم أنها مجرد ضجة إعلامية؟
روز هوروويتش: أنا أكتب بشكل أساسي عن التعليم مع بعض القصص السياسية والقصص العامة المختلطة فيها… كنت أتلقى تقارير متفرقة عن أساتذة لاحظوا تغيرا حقيقيا فيما يتعلق بعادات قراءتهم خلال العقد الماضي…
نيمه غوبير: تحدثت روز إلى الأساتذة وتعلمت أنهم ليسوا غير قادرين تماماً على القراءة…
روز هوروويتش: طلابهم متعلمون ويستطيعون فك رموز الكلمات وقراءة الجمل ولكن لديهم مفردات ضيقة جداً مقارنة بما كانوا عليه سابقا…نيمه غوبير: سألت روز عن الأسباب المحتملة، وكان أحدها مشتبه به شائع: وسائل الإعلام الرقمية والتكنولوجيا.
روز هوروويتش: عند حديثي مع الخبراء، كانوا يعتقدون بالتأكيد أن الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا. يبدو أن هناك بعض الاختلاف حول ما إذا كانت الهواتف الذكية تعيد تشكيل أدمغة الناس حقًا.
نيمه غوبير: هناك العديد من الأشياء التي تؤثر على مدى انتباه الشخص، لذا من الصعب القول بشكل قاطع إن التكنولوجيا تضر بالتعلم. ومع ذلك، تظهر الأبحاث التي أجرتها المكتبة الوطنية للطب أن بعض التقنيات مصممة لجذب انتباه الناس. تُعرف هذه باسم “التقنيات الإقناعية”.
روز هوروويتش: إنها دائمًا مثيرة للاهتمام وممتعة. لذا من الصعب جدًا قراءة شيء ليس مُجزٍ على الفور. وجانب آخر من ذلك هو أن استخدام الهاتف الذكي يستغرق الكثير من الوقت، مما يجعل الناس يقرؤون أقل بكثير لمجرد المتعة لأنهم يقضون وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من ذلك.
نيمه غوبير: ولكن، من ناحية أخرى، يقول بعض خبراء القراءة إننا نقرأ أكثر من أي وقت مضى.
روز هوروويتش: فقط في فترات أقصر وباهتمام أقل. أعني أنه لا أعتقد أن أي شخص يقوم بقراءة عميقة لتعليقات تويتر الخاصة بهم. هناك الكثير من الأبحاث التي تشير إلى أن الناس يميلون إلى القراءة بعمق أكبر عندما يقرأون على صفحة مطبوعة بدلاً من الشاشة؛ لأنه حقًا مهارة للبقاء في مهمة واحدة لفترة طويلة.
نيمه غوبير: بينما يكون الأمر سهلًا لإلقاء اللوم على التكنولوجيا، إلا أنها ليست العامل الوحيد هنا. هناك أيضًا دور المدارس والتعليم. سنأخذ استراحة سريعة وعندما نعود سننظر كيف يمكن للتعليم أن يلعب دوراً في هذا الاتجاه وما يمكن للمعلمين فعله للمساعدة. ابقوا معنا.
نيمه غوبير: اعتقدت أننا يمكننا إلقاء اللوم على كل شيء في التكنولوجيا ونعتبر الأمر انتهى هنا، لكن المدارس الثانوية والمتوسطة تلعب أيضًا دوراً في قدرات الطلاب القرائية أيضًا. العنوان الفرعي لمقالة روز هوروويتش في “الأطلسي” يقول: “للقراءة كتاب في الكلية، يساعدك قراءة كتاب في المدرسة الثانوية.” وعندما رأيت ذلك شعرت بقليل من القشعريرة لأنه مثل عندما يدرك الشخصية في فيلم رعب أن المكالمة تأتي من داخل المنزل… أو يجب أن أقول داخل مباني مدارسنا الابتدائية؟
روز هوروويتش: الأساتذة الذين تحدثت معهم اعتقدوا أيضًا أن التحضير الذي يحصل عليه الطلاب كان عاملًا كبيرًا بنفس القدر إن لم يكن أكثر أهمية فيه. كان هناك تركيز كبير أيضًا على تحضير الطلاب لهذه الاختبارات الموحدة بدلاً عن القراءة التي لم تكن تُعتبر شيئاً ذا قيمة كبيرة.
نيمه غوبير: لعقود عديدة ، أكدت الاختبارات الموحدة على المقاطع القصيرة ، مما يشجع المعلمين على التركيز على الاقتباسات بدلاً عن النصوص الكاملة . لكن بينما قد يعزز هذا درجات الاختبار ، قد يؤدي أيضاً إلى تآكل القدرة التحملية اللازمة لقراءة الكتب الطويلة .
دانييل بايارد جاكسون : بدأت القصة عندما جاء معلم لمراقبة صفي . اتصلت بي بعد يوم وأخبرتني أنها لاحظت بأنني كنت أقرأ كتب كاملة مع الطلاب . طلبت بلطف ألا أفعل ذلك .
نيمه غوبير : هذه هي دانييل بايارد جاكسون تتحدث عن تجربتها كمعلمة لغة إنجليزية .
دانييل بايارد جاكسون : اقترحت قائلة: “ماذا لو قرأت فصلًا مع الطلاب وملخص باقي الكتاب؟ لأن علينا التركيز حقاًَعلى تلك الامتحانات.” ما هو مزعج للغاية هو أنك تجد المعلمين غالباً لا يتم التعامل معهم كخبراء كما هم بالفعل . لقد درست لذلك ولدي شهادة بذلك وأعرف أفضل الممارسات وكيفية تحسين الأمور لتعلم الطلاب .
نيمه غوبير : قررت دانييل التصدي لذلك .
دانييل بايارد جاكسون : أصبح الأمر مسألة نزاهة شخصية بالنسبة لي حينها لأنني كنت أعلم أنه يُطلب مني القيام بشيء سيكون ضارًّ لطلابي . بدأت بالذهاب إلى المكتبة الجامعية وسألت أمين المكتبة إذا كان بإمكاني الحصول على مجموعات صفية مختلفة الكتب ، أحدها كان سيد الذباب. أعني أنه كلاسيكي ومن الممتع جداً قراءته . فعلت ذلك عدة مرات لمدة أشهر وكانت هي متعاونة معي . كنت أدفع العربة إلى الصف وأعيدها حتى لا يروا مجموعات الصفوف داخل صفي . وبعد بضعة أشهر اتصلوا بي ليخبروني بأن طلابي حصلوا أعلى الدرجات بالمدرسة بتلك التقييمات وسألوني: “ماذا فعلتم؟ ما السر؟” ولدي قشعريرة الآن حتى أتذكر تلك اللحظة لأني أخبرتهم: “لقد كنا نقرأ.”
نيمهة جويبري :
هذا يثير السؤال: ماذا نفقد عندما لا يستطيع الطلاب الانخراط مع الكتب الكاملة؟ هل هو أمر مهم حقا؟
دانييل بايارد جاكسون :
إنهم لا يحصلون فرصة لتطوير قدرة معينة لتحمل البقاء مع شيء لفترة طويلة.. لذا فإن هذه المهارة بحد ذاتها مهمة وقابلة للنقل للكثيرمن المجالات الأخرى.. ليس الأمر متعلق بالكتاب فقط بل بكل الأشياء المرتبطة برحلة عبر الكتاب.. أول شيء هو تحمل ذهنية معينة لأنه يكون مرهِقا عقليًّاحينما تقرأ نصا.. كما أنهم يفوتُون صنع روابط مثيرة, ربما يستغرق منا أسبوعين لقراءة كتاب, لكنه يتعمق داخلك أكثر .. تبدأ بصنع روابط معه .. بالعالم الخارجي .. يمكنك التفكير بالأمور بشكل أعمق .. تلاحظ التنبؤ منذ الفصل الأول, حيث بدا شيئاً غير عادي قليلا ثم نرى كل شيء يتجمع بالفصل السادس عشر.. تطور الشخصية, صحيح؟ نحن نشاهد هذا الشخص ,هذه الشخصية عبر الزمن وكيف تتغير .. ويمكننا تفكيك ذلك.
نيمة جويبري :
من الممكن ان تكون تغيرات عادات القراءة لها علاقة أقل بالمهارات وأكثر بالقيم… اليوم يهتم الطلبة أكثر بالإستعداد لدخول سوق العمل وقد يشعر البعض منهم أنهم لديهم وقت أقل للقراءة لأجل المتعة… الآن تعمل دانيال بوظيفة مرغوبة لدى الشباب … إنها مؤثرة عبر تيك توك تصنع مقاطع فيديو حول كيفية تطوير النساء ممارسات الاتصال الأفضل … سألتها إذا كانت القراءة تلعب دورا فيما تقوم به حاليا…
دانيال بايارد جاكسون:
أنا متفاجئة لرؤية كيف تطورت رحلتي المهنية بعد مغادرتى للفصل الدراسي … تدريب الأشخاص خلال صداقات ودراسة بحوث الصداقة ,لم أرَ نفسي بهذا الشكل… أسافر عبر البلاد أتحدث ويتعين علي دفع مقابل مقاطع الفيديو الخاصة بي عبر تيك توك … أعني جزء منه كمبدع محتوى , يجب علي قراءة تلك العقود الطويلة …. يجب علي قراءة أوراق البحث التي سأذهب بمشاركتها مع الآخرين…. القراءة جزء مما نقوم به جميعا …. ويجب عليك امتلاك قدرة معينة لتجاوز الأمور الثقيلة…. تحتاج مهارة التوقف والعودة والمراجعة والتأكد أنك تمتلك الوضوح…. إنه رائع لبعض الأمور تأتي بطريقة صغيرة ولكن أمور أخرى لن تأتي بهذه الطريقة …. لكن نحن بحاجة لهذه المهارة لنقوم بالأمرين معا…. وغالبا ما نتجاهل العديد منها تأتي بهذه الحزم الصغيرة هي مقتطفات مأخوذة مِن نصوص أكبر….. لذا حتى تعليم الشباب حول السياقات ….. ربما رأيت هذا الفيديو أو المقال القصير أو المقال الصغير….. ولكن غالباً ما يتم سحب الكثير منها مِن نصوص أكبر.يبدو أن القراءة يمكن أن تفيد الطلاب فقط عندما يدخلون سوق العمل، سواء كانوا يحاولون أن يصبحوا منشئي محتوى أو معلمين. إليكم روز مرة أخرى.
روز هوروويتش: القراءة تدربك على التعامل مع الحجج الأكثر تعقيدًا، وأيضًا على التفكير في نفسك وتعلم الدروس عن نفسك من خلال قراءة تجارب الآخرين. ما كان يقلق الأساتذة الذين تحدثت معهم هو ما الذي يمكن أن يحل محل القراءة في منحنا هذه القيم أو الدروس التي كانت توفرها القراءة حتى الآن. وليس من الواضح بسهولة ما يمكن أن يكون بديلاً لذلك.
نيما غوبير: من المهم تذكر أن الناس كانوا قلقين بشأن مهارات الطلاب الأكاديمية لقرون عديدة. حتى سقراط في 400 قبل الميلاد حذر من أن الكتابة ستضعف الذاكرة.
روز هوروويتش: الكثير من الناس ذكروا مثال سقراط الذي يتحدث عن كيف ستدمر الكتابة الذاكرة لأن الناس لن يحتاجوا لاستخدامها بعد الآن. كان سقراط محقًا. مثلًا، لم أستطع أبدًا حفظ الإلياذة بالطريقة التي كان بإمكان الأشخاص المعتادين على الحفظ القيام بها طوال الوقت. ولكن في نفس الوقت، أعتقد أنه يظهر كيف تتغير الطريقة التي نقرأ بها أو نكتب بها ونتفاعل مع المعلومات حقًا. لكن يمكنك دائمًا العثور على طريقة لنقل تلك الأفكار إلى الأجيال القادمة. بغض النظر عما يحدث، سنقوم بالتكيف مع شيء جديد ولكن قد يكون هناك مجال للأمل في ذلك.
