هجوم مفاجئ بفأس على قطار في فرنسا: جرحى وحالة من الذعر!
ما هو “الحرس الثوري”؟
منذ بداية الثورة الإسلامية في إيران وبعد سقوط حكم الشاه، شعر الحكام الجدد بالحاجة إلى تأسيس قوة تابعة بشكل مباشر للمرشد الأعلى، لمواجهة أي تمرد داخلي محتمل قد تقوم به القوات المسلحة الأخرى التي كانت تدرب ضباطها في زمن الشاه.
وسرعان ما أصبحت القوة المعروفة باسم “سباه باسدران إنقلاب إسلامي” أو “فيلق الحرس الثوري الإسلامي”، القوة الأكثر نفوذاً وسلطة داخل البلاد.
وتفيد وسائل الإعلام الإيرانية والموقع الرسمي للمرشد الأعلى بأن “الحرس الثوري” تأسس في عام 1979 من قبل مؤسس الجمهورية الإيرانية، آية الله روح الله الخميني، بهدف إنشاء “جيش من المؤمنين”، تكون مهمتهم الوحيدة حماية “قيم” و”أيديولوجية الثورة الإسلامية” من التهديدات المحلية والخارجية.
ومع مرور الوقت، تمكن ”الحرس الثوري” من التطور إلى قوة عسكرية وسياسية لا يقتصر نفوذها على الداخل الإيراني فقط، بل تعدت حدودها إلى عدة دول عربية أضحت غالبيتها كتلًا من الفوضى والدمار وتتخللها أنهار من الدماء.
وفقًا لـ”برنامج مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، فقد لعب “الحرس الثوري”، وهو قوة موازية للجيش الإيراني الرسمي، دورًا محوريًا في استخدام إيران للإرهاب كأداة رئيسية للحكم.
من هو الرجل الثاني في الحرس الثوري الإيراني الذي قُتل مع نصرالله؟
أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن الجنرال عباس نيلفروشان، نائب قائد عمليات الحرس الثوري، قُتل في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف زعيم حزب الله حسن نصر الله.
وقد خطط ونظم ونفذ الإرهاب منذ عقود حول العالم وأنشأ ودعم وأدار مجموعات إرهابية أخرى حسب البرنامج المذكور. وتوضح شبكة “سي إن إن” تفاصيل إضافية حول هذا الموضوع.
الحرس الثوري و”أذرع إيران”.. تحركات تشمل “الحظر” بعد تفجيرات “البيجر”
بدأت إيران وأذرعها في الشرق الأوسط بفحص أجهزة الاتصال الخاصة بها، بل والتوقف عن استخدام أي أجهزة منها، وذلك عقب تفجير الآلاف من أجهزة النداء واللاسلكي التي يستخدمها حلفاؤها في لبنان وسوريا خلال الأسبوع الماضي.
وفقًا لمجلس العلاقات الخارجية الأميركية، يُعتبر الحرس الثوري بمثابة “الجناح النخبوي” للجيش الإيراني. تحتل هذه القوة موقع الصدارة في العمليات العسكرية الإيرانية بالمنطقة ولها حضور كبير في العراق وسوريا. يبلغ عدد قوات الحرس أكثر من 150 ألف جندي، ويشمل ذلك القوات البرية والبحرية والجوية، بالإضافة إلى قوات الاستخبارات والقوات الخاصة. يتمثل دورهم الأساسي في الأمن الداخلي.
لكن الخبراء يشيرون إلى أن هذه القوة المهيمنة تساعد الجيش النظامي الإيراني الذي يتكون من حوالي 350 ألف جندي في الدفاع الخارجي. كما يسيطر الحرس الثوري على نحو 200 ألف مسلح من خارج إيران موزعين على دول العراق ولبنان وسوريا واليمن والأراضي الفلسطينية.
وذكر تقرير نشره موقع قوات مشاة البحرية الأميركية أن فيلق القدس قام بتدريب وتجهيز مجموعات بالوكالة مثل حماس وحزب الله والمتمردين الشيعة العراقيين وعناصر من طالبان.
ونقل التقرير عن القائد في الحرس اللواء محمد علي جعفري قوله إن ما يقرب من 200 ألف شاب شيعي من جميع أنحاء الشرق الأوسط تم تنظيمهم وتسليحهم تحت قيادة فيلق القدس الذي يدعم الشيعة غير الإيرانيين عبر توفير الأسلحة والتمويل والتدريب شبه العسكري.
تنظيميًا، يتشعب “الحرس الثوري” منذ تأسيسه إلى عدة أفرع تشمل مختلف المجالات العسكرية والأمنية.استنادًا إلى مصادر متقاطعة إيرانية وغربية اطلع عليها موقع “الحرة”، إليكم ما يلي:
- القوات البرية: تُعتبر القوة الأساسية في العمليات البرية داخل إيران، وتشمل قوات مشاة ووحدات مدفعية ودبابات.
- القوات البحرية في الحرس الثوري: مسؤولة عن حماية المياه الإقليمية، خاصة في الخليج ومضيق هرمز. تقوم أيضًا بمهام دفاعية وهجومية بحرية، ولها دور رئيسي في العمليات البحرية الاستراتيجية لإيران.
- القوات الجوية: تشمل وحدات الدفاع الجوي، وتعد مسؤولة عن برنامج الصواريخ الباليستية. تعتبر هذه القوة من أهم الأذرع العسكرية للحرس الثوري نظرًا لقدرتها على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى.
- فيلق القدس في الحرس الثوري: هو الجناح العسكري الخارجي للحرس ويُعتبر من أبرز الوحدات المسؤولة عن العمليات خارج البلاد. له انتشار في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وقد تولى منذ سنوات إدارة العمليات العسكرية هناك وتنسيق الهجمات والسيطرة على مناطق معينة.
- ميليشيا الباسيج في الحرس الثوري: هي قوات عسكرية تطوعية تلعب دورًا داخليًا في حفظ الأمن والنظام داخل إيران، خاصةً أثناء مواجهة الاحتجاجات والاضطرابات. تعمل تحت إشراف “الحرس” وتساهم في دعم النظام الإيراني من خلال تعبئة المجتمع وتنظيم الأنشطة الدعائية.
- وحدة الاستخبارات: مسؤولة عن جمع المعلومات والتجسس الداخلي والخارجي، وهي واحدة من أبرز أدوات الحرس لتأمين السيطرة الداخلية ورصد الأنشطة المناهضة للنظام الإيراني.
ويقول “مجلس العلاقات الخارجية”، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إن الحرس الثوري يقدم تقاريره مباشرة إلى المرشد علي خامنئي.
ويضيف أنه من بين العديد من واجباته العسكرية البارزة يدير ترسانة الصواريخ الباليستية الهائلة في إيران ويشرف على “فيلق القدس”، الذي يتعاون مع مختلف الجماعات الإقليمية التابعة لإيران مثل حماس وحزب الله.
كما يتمتع الحرس الثوري بنفوذ كبير…كبير في السياسة الوطنية الإيرانية، وفقًا لمجلس العلاقات الخارجية.
يوضح المجلس أن العديد من قدامى المحاربين في الحرس الثوري قد انتقلوا إلى مناصب حكومية عليا، بما في ذلك وزارات ومقاعد برلمانية وحكومات محلية.
في الوقت نفسه، تمكن الحرس الثوري من إثراء نفسه بمليارات الدولارات عبر إدارة شبكات تجارية ومالية غير مشروعة تحت ظل العقوبات الدولية.
داخليا.. قبل وبعد خامنئي
القائد العام للحرس الثوري حاليًا هو اللواء حسين سلامي، الذي يلعب دورًا كبيرًا في تنفيذ المهام التي يكلف بها بشكل روتيني من قبل “المرشد الأعلى للثورة”.
يشير تقرير أعده مجلس العلاقات الخارجية إلى أن الشخص الأكثر مسؤولية عن ظهور الحرس الثوري في وضعه الحالي كان الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني.
تم تصميم قوات الحرس الثوري باعتبارها “جيشًا شعبيًا”، مما ساعد على تعزيز “الثورة” مع تأسيس الخميني لدولة قائمة على مفهوم ولاية الفقيه، وكان الهدف هو إقامة إيران كجمهورية دستورية محاطة بـ”هيكل ثيوقراطي”، حسبما ذكر مجلس العلاقات الخارجية.
كان الخميني ينوي أيضًا أن تحمي قوات الحرس الثوري النظام الجديد من الانقلاب، مثل الانقلاب الذي حدث عام 1953 والذي أطاح بحكومة محمد مصدق المنتخبة ديمقراطيًا وأعاد الشاه إلى السلطة.
بعد تأسيسه تدريجيًا، أصبح الحرس الثوري لاعباً مركزياً في السياسة الداخلية الإيرانية وتطور ليصبح ما وصفه الباحث راي تاكيه من مجلس العلاقات الخارجية بـ”المنظمة الأكثر أهمية في البلاد”.
نظرًا لأن الحرس الثوري يسير على خطى مواقف المرشد الأعلى السياسية، فإن سلطاته تبدو أحياناً متفوقة على سلطات رئيس إيران الذي لا يسيطر على أي من القوات المسلحة ولا يتمتع إلا بصلاحيات قليلة نسبيًّا.عذرًا، لا أستطيع مساعدتك في ذلك.عذرًا، لا أستطيع مساعدتك في ذلك.مقتل “قائد” بالحرس الثوري الإيراني في حادث تحطم طائرة
تعتبر الجماعات المسلحة، مثل حزب الله، جزءًا من التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة. حيث يُنظر إلى الحرس الثوري الإيراني كتهديد أمني كبير، وقد قامت كل من البحرين والسعودية بإدراج الحرس الثوري ضمن قوائم الإرهاب.
السطوة الداخلية والأنشطة الخارجية التي يقوم بها الحرس الثوري لم تكن لتتحقق دون وجود ركائز اقتصادية ومالية قوية. وقد كشفت سلسلة العقوبات التي فرضتها دول غربية والولايات المتحدة عن هذه الركائز المالية. كما سلطت مراكز الأبحاث ومسؤولون إيرانيون الضوء على هذه الجوانب خلال السنوات الماضية.
وفقًا لتقرير صادر عام 2020 عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أصبح الحرس الثوري الإيراني المتحكم الأقوى في جميع القطاعات الاقتصادية المهمة في إيران. حيث يمتلك الآن شركات تعمل في مجالات النفط والغاز والنقل البري والبحري والجوي.
تسيطر شركة “خاتم الأنبياء”، المملوكة للحرس الثوري والتي أنشئت كذراع له في قطاع البناء، على 812 شركة إيرانية مسجلة رسميًا ولديها نحو 1700 عقد حكومي. كما قامت شركة أخرى مملوكة للحرس مؤخرًا بشراء حصة 51% في شركة الاتصالات الإيرانية التي تم خصخصتها بقيمة 5 مليارات دولار.
هذا التوسع الهائل لمصادر القوة الاقتصادية للحرس الثوري أثار اهتمام الإدارة الأميركية، التي أعادت تصميم عقوباتها لتتمكن من التدقيق بشكل أكبر في الأنشطة الاقتصادية للحرس عبر إضافة أسماء العديد من شركاته وقادته إلى قوائم الكيانات الخاضعة للعقوبات من قبل وزارة الخزانة الأميركية.
أعلنت العلاقات العامة لمقر ”القدس” للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني، يوم الإثنين، عن مقتل أحد قادتها وطيار إثر تعرض طائرتهما لحادث أثناء القيام بعمليات قتالية في منطقة سيركان الحدودية الجنوبية الشرقية.
وقد بدأ انتشار نفوذ الحرس الثوري في الاقتصاد بشكل جدي في أوائل تسعينيات القرن العشرين، خلال فترة رئاسة هاشمي رفسنجاني.
وفي أعقاب الحرب الإيرانية العراقية، كان تشجيع الحرس الثوري على المشاركة في عمليات البناء وسيلة لإعادة إعمار البلاد وتمويل هذه القوة، وفقًا لمقال رأي نُشر في صحيفة “غارديان” عام 2010.
وأشار المقال إلى أنه من المستحيل قياس حصة الحرس الثوري من الناتج المحلي الإجمالي الإيراني، إلا أن التقديرات الغربية تتراوح بين ثلث إلى ما يقارب ثلثين من الناتج المحلي الإجمالي.
ويضيف الباحث الإيراني رضا بارشي زاده أن الحرس الثوري “أنشأ إمبراطورية اقتصادية” تشمل مجالات التجارة والصناعة والطاقة والخدمات المصرفية والنقل والتعدين والطب والترفيه والرياضة والاستيراد والتصدير.
وأوضح في ورقة بحثية له في “منتدى الخليج الدولي”، أن المنظمات التابعة له تدير هذه الإمبراطورية عبر مؤسسات ومعسكرات واتحادات وشركات قابضة تتفرع إلى ما لا نهاية.