كشف أميركي مثير: كيف تسعى روسيا للتأثير على الانتخابات الرئاسية؟

أصدر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية (ODNI) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) بيانًا مشتركًا يوم الجمعة، يشير إلى تورط جهات روسية في إنتاج محتوى زائف يهدف إلى التأثير على الناخبين الأميركيين وتقويض الانتخابات الرئاسية.
وذكر البيان أن ”مكتب التحقيقات الفيدرالي يقدر أن جهات التأثير الروسية قامت مؤخرًا بإنشاء مقطع فيديو يصور بشكل زائف أفرادًا يدّعون أنهم من هايتي ويصوتون بشكل غير قانوني في عدة مقاطعات في جورجيا”.
وأوضح البيان أن “هذا التقدير يستند إلى المعلومات المتاحة لمكتب التحقيقات الفيدرالي والأنشطة السابقة لجهات التأثير الروسية الأخرى، بما في ذلك مقاطع الفيديو وأنشطة التضليل الأخرى. وقد نفى وزير خارجية جورجيا بالفعل ادعاءات الفيديو باعتبارها كاذبة”.
وأكد البيان أن “هذا النشاط الروسي هو جزء من جهد موسكو الأوسع لإثارة تساؤلات لا أساس لها حول نزاهة الانتخابات الأميركية وتأجيج الانقسامات بين الأميركيين، كما تم تفصيله في تحديثات الانتخابات السابقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي”.
وأشار البيان إلى أنه “في الفترة التي تسبق يوم التصويت وفي الأسابيع والأشهر التي تليه، تتوقع لجنة الاستخبارات أن تقوم روسيا بإنشاء وإصدار محتوى إعلامي إضافي يسعى لتقويض الثقة في نزاهة الانتخابات وتقسيم الأميركيين”.
وفي تقرير أصدره عن التدخل الخارجي في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأميركية المقررة يوم الثلاثاء الخامس من نوفمبر، تحدث مركز تحليل التهديدات التابع لشركة مايكروسوفت عن استمرار جهود روسيا وإيران والصين بهدف تقويض العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة.
ومع اقتراب هذه الانتخابات وحبس الأنفاس داخل أميركا وخارجها، توقع مسؤولون أميركيون زيادة التدخل الخارجي خلال عمليات الاقتراع المقررة يوم الثلاثاء المقبل وبعده.
ونقلت مجلة “فورين بوليسي” عن جين إيسترلي، مديرة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA)، المكلفة بالإشراف على أمن الانتخابات الأميركية قولها: “الانتخابات لن تنتهي ليلة 5 نوفمبر. ومن المرجح جدًا أن تكون هناك سباقات متقاربة تتطلب فرز وإعادة فرز السجلات الورقية ومراجعتها لضمان الدقة”.
وأضافت: “بين تلك الفترة التي تغلق فيها صناديق الاقتراع ووقت التصديق على التصويت، من المحتمل أن يكون خصومنا الأجانب أكثر نشاطاً فيما يتعلق بمحاولة زرع الفتنة الحزبية وتقويض الثقة الأميركية” بالانتخابات.
وتوقعت إيسترلي ونائبتها الرئيسية كيت كونلي خلال مقابلة مع المجلة نفسها بأن يقوم الخصوم بـ”دق إسفين” بين حملتي المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس عبر شن عمليات تأثير وتضليل أكثر نشاطاً قد تثير الشكوك حول دقة التصويت فيما يُنتظر أن تكون انتخابات متقاربة للغاية.
ويعتبر مسؤولون في مجتمع الاستخبارات الأميركي أن روسيا والصين وإيران تحاول جاهدة العمل على تفاقم الانقسامات داخل المجتمع الأميركي لصالحها. ويرى هؤلاء المسؤولون أنه من خلال تضخيم القضايا المثيرة للجدل والخطاب الذي يسعى لتقسيم الأميركيين يمكن لهذه الدول خدمة مصالحها عبر جعل الولايات المتحدة ونظامها الديمقراطي يبدو ضعيفاً وإبقاء الحكومة الأميركية مشغولة بقضايا داخلية بدلاً من مواجهة سلوك هذه الدول العدائي عالميًا.
وأشارت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد عُرضت خلال الندوة إلى أن نحو 90% من الناخبين الأميركيين يعتمدون على منصات التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للمعلومات السياسية مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثير الخارجي السيبراني.
وكشفت تقارير استخباراتية أميركية نُشرت مؤخرًا عن تطور كبير للتدخل الأجنبي منذ عام 2016 عندما كانت روسيا تنشر منشورات استفزازية مليئة بالأخطاء اللغوية وتروج للانقسام بين الأميركيين. اليوم أصبح هذا التدخل أكثر تعقيداً ومنهجياً مما يجعل تتبعه أو مقاومته أمرًا صعبا.
تشير التقارير إلى عمل روسيا بجانب إيران والصين وكل منها يتبع استراتيجيات متطورة تهدف للتأثير على فئات معينة من الشعب الأمريكي.
وفي حين تقول التقارير إن روسيا تسعى لدعم ترامب فإن إيران تهدف لتقويضه ودعم منافسته نائبة الرئيس كامالا هاريس بينما تراقب الصين الوضع بدون دعم طرف محدد.