كيف يؤثر حاسة الشم على طريقة تنفسك؟ اكتشافات مذهلة من دراسة جديدة!

أُجبر أكثر من نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و22 عامًا، وفقًا لاستطلاع أُجري في عام 2011، على التضحية بكل شيء باستثناء عنصرين من قائمة معينة، حيث كانوا يفضلون التخلي عن حاسة الشم بدلاً من التكنولوجيا مثل هواتفهم أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة.
بالمقارنة مع الحواس الأخرى، قد تبدو حاسة الشم لدى الإنسان كفكرة ثانوية. ومع ذلك، فقد اكتشف الباحثون تأثيرًا مفاجئًا لهذه الحاسة التي نأخذها كأمر مسلم به على الطريقة التي نتنفس بها الهواء.
قام فريق من معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل بقياس تدفق الهواء الأنفي لدى 31 شخصًا لديهم حاسة شم سليمة و21 متطوعًا يعانون من “فقدان الشم”، ليجدوا زيادة مذهلة في عدد الأنفاس بين الأشخاص القادرين على استشعار الروائح.
تمت مراقبة المجموعة القادرة على اكتشاف الروائح خلال فترة 24 ساعة، حيث أضافت كمية صغيرة ولكنها مهمة من الهواء مع كل نفس، مما أدى إلى زيادة مذهلة تصل إلى 240 قمة استنشاق إضافية في الساعة.
ليس فقط أن هذا السلوك الفسيولوجي الجديد دقيق بنسبة تزيد عن 80% في تشخيص فقدان الشم بشكل موضوعي، بل يمكن أن يساعد أيضًا في تفسير سبب كون عدم القدرة على اكتشاف الروائح لدى كبار السن يزيد ثلاث مرات فرص الوفاة مقارنةً بالأشخاص الذين تعمل لديهم نظام الشم بشكل كامل.
كما شهد الكثيرون بعد الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19)، فإن فقدان حاسة الشم ليس عرضاً تافهاً. عندما تُسلب منا هذه الحاسة، يبدو أن هناك شيئاً مفقوداً بشدة.
تختفي العطور الدافئة والمألوفة بينما تصبح الأطعمة بلا طعم تقريبًا، مما يسحب المتعة من تناول الطعام. وفي أسوأ الأحوال، يحرم الأفراد من وسيلة قيمة لمعرفة ما إذا كانت قطعة الطعام قد فسدت مما قد يعرضهم لخطر التسمم الغذائي.
نظرًا لأن قدرتنا على الشم يمكن أن تنقذ حياتنا بتنبيهنا لعلامات النار أو الغاز، فإنه ليس بالأمر الصعب رؤية كيف يمكن لاختبار سريع للشم تقليل خطر وفاتنا المبكرة.
وفقاً للباحثين ، فمن الممكن أن تغييرات فسيولوجية أخرى أقل وضوحا قد تسهم أيضًا في زيادة خطر الوفاة بين أولئك الذين فقدوا حاستهم للشم.
من المعروف جيداً أن كمية الهواء النسبية التي نستنشقه عبر أنوفنا تزداد كلما انخفضت شدة أو متعة الرائحة. عند مواجهة رائحة قوية ، نكون أقل احتمالاً لابتلاع كمية كبيرة عبر فتحتي الأنف حتى أثناء النوم.
Nنظر إلى كيفية تغيير الروائح لطريقة تنفسنا ، تساءل الباحثون عما إذا كان فقدان حاسة الشم يمكن أيضاً الكشف عنه كسلوك تنفسي عام.
Pمن خلال ارتداء أجهزة قابلة للارتداء تقيس بدقة تدفق الهواء عبر الأنف ، قام المتطوعون بالدراسة بممارسة يوم عادي يتضمن تناول الطعام والتحدث والنوم بينما تم حساب وتقييم كل نفس يتم أخذه.

Pبينما ظل العدد الإجمالي للنفس وحجم الهواء المستنشق قابلين للمقارنة بين المجموعتين ، أظهر أولئك الذين يستطيعون اكتشاف الروائح ارتفاعات مزدوجة غريبة أو حتى ثلاثية “كلما توسعت رئاتهم.” Pبالضبط ما تحققه هذه الاستنشاق المتقطع – إن كان له أي تأثير – غير واضح.Pأيضًا ، يصعب القول ما الضرر الذي قد يسببه غيابها بين الأشخاص فاقدي حسّ شمّهم والذين يُقدر أنهم يمثلون “أكثر من15 بالمائة”.
“مثل هذه الأنماط التنفسية المنحرفة وخاصة نماذج تدفق الهواء الأنفي قد يكون لها تأثير على الصحة الفسيولوجية والعقلية”، يقترح الباحثون “في تقريرهم”. Pالدراسات المستقبلية التي توفر دقة أعلى حول أخذ عينات تدفق الهواء وتقييم القدرات الفعلية لاكتشاف الروائح أو حتى تضمين عينة أكثر تنوعا تشمل الأشخاص ذوي الحس والشخصيات غير الحساسية يمكن أن تقدم رؤى إضافية حول هذا التباين المفاجئ في نمط التنفس وقد تحدد ربما تأثيره على صحتنا. Pحتى الآن ، ربما يكون الأمر يستحق الاحتفاظ بهاتف احتياطي في جيبك الخلفي تحسبا لأي طارئ . إذ إن قدرتك على الاستنشاق قد تكون أكثر أهمية لصحتك العامة مما تعتقد . This research was published in “Nature Communications”.