الأمم المتحدة تحذر: إنقاذ لبنان وإسرائيل من شبح الكارثة قبل فوات الأوان!

في إحاطتها أمام جلسة عقدها مجلس الأمن مساء اليوم الخميس لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، قالت ديكارلو إن “عجزنا الجماعي عن وقف العنف ووقف إراقة الدماء أمر مدان”.
وأشارت إلى ضرورة أن يتوقف حزب الله والجماعات المسلحة غير الحكومية الأخرى عن إطلاق الصواريخ والقذائف على إسرائيل. كما حثت إسرائيل على وقف قصفها للبنان وسحب قواتها البرية.
وأضافت: “يتعين على الأطراف أن تغتنم الخيارات الدبلوماسية المطروحة أمامها، وليس الأسلحة التي بحوزتها”، مشددة على أهمية الالتزام بالعودة إلى وقف الأعمال العدائية والتنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 1559 لعام 2004 و1701 لعام 2006.
وأكدت أن الدولة اللبنانية يجب أن تسيطر على جميع الأسلحة داخل أراضيها، مضيفة: ”نحن نرى ماذا يحدث عندما لا تفعل ذلك”. ودعت الزعماء السياسيين في لبنان إلى اتخاذ خطوات حاسمة لمعالجة الفراغ السياسي، مشيرة إلى المأزق الذي يواجه انتخاب رئيس والذي يقترب من العامين.
دعوة لبذل كل الجهود الممكنة
وقالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام إنه يجب احترام سيادة الدولة وسلامة أراضي لبنان وإسرائيل والالتزامات بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني.
وشددت ديكارلو على ضرورة التمييز بين المدنيين والمقاتلين وبين البنية الأساسية المدنية والأهداف العسكرية، وألا يتم استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية وتجنب الهجمات العشوائية وغير المتناسبة.
وأكدت كذلك أنه ينبغي ألا يتم استهداف العاملين في المجال الإنساني والعاملين في المجال الطبي والصحفيين، وضرورة حماية موظفي الأمم المتحدة، ”بما في ذلك قوات حفظ السلام الشجاعة على طول الخط الأزرق وأعضاء أسرة الأمم المتحدة الذين يعملون تحت ظروف خطيرة في مختلف أنحاء لبنان”.
وختمت إحاطتها بالقول: “إننا بحاجة الآن إلى بذل كل الجهود الممكنة للعدول عن مسار هذه الدائرة من العنف وإنقاذ لبنان وإسرائيل والمنطقة من شفا كارثة”.
إصابة مواقع لليونيفيل
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا قدم إحاطة أمام المجلس أيضًا حيث أشار إلى استمرار العمليات البرية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في لبنان.في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، شهدت البلاد قصفًا جويًا مكثفًا، بالإضافة إلى استمرار حزب الله في إطلاق النار عبر الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
وقال جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، إن اشتباكات عنيفة اندلعت على الأرض منذ بداية الشهر، مضيفًا أن “هذا الوضع أدى إلى تعريض قوات حفظ السلام التابعة لنا لخطر شديد”.
وأفاد بأن اثنين من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أصيبا اليوم الخميس عندما تعرض موقع مراقبة تابع للأمم المتحدة في مقر اليونيفيل بالناقورة لنيران دبابة إسرائيلية. كما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على موقع للأمم المتحدة من فتحة في السياج أحدثها خلال أعمال أرضية مجاورة يوم أمس، مما أدى إلى تضرر عدة مركبات ونظام اتصالات.
وأوضح لاكروا أن “قوات حفظ السلام التابعة لنا ظلت في مواقعها، بما يتماشى مع التفويض الذي منحته هذه الهيئة، مع إعادة تقييم وضع القوة باستمرار ضد المخاطر السائدة”.
“خطر متزايد”
وأشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام إلى أنه في ظل الظروف الأمنية الحالية، “قررت اليونيفيل تقليص وجودها في أكثر المواقع تضررًا بنسبة 25%. وبحلول السادس من تشرين الأول/أكتوبر، نقلت اليونيفيل مؤقتاً 300 من حفظة السلام إلى قواعد أكبر داخل منطقة العمليات، مع التخطيط لنقل 200 آخرين اعتماداً على الوضع الأمني السائد”.
وأكد المسؤول الأممي أن “سلامة وأمن قوات حفظ السلام أصبحت الآن في خطر متزايد”. ولفت لاكروا الانتباه إلى المنشآت العسكرية المحيطة بمواقع الأمم المتحدة مشيرًا إلى قيام القوات الإسرائيلية بإنشاء مواقع مجاورة مباشرة لمواقع اليوينيفيل.أعربت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد إزاء التطورات الأخيرة، مشددة على أن “هذا التطور الذي نحتج عليه بشدة”. وأكدت أن المسؤولية النهائية لضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام تقع على عاتق الجهات الفاعلة الموجودة على الأرض. كما نبهت إلى أن “الأنشطة العملياتية لليونيفيل توقفت تقريبًا منذ 23 سبتمبر، وقد تم حصر قوات حفظ السلام في قواعدها مع فترات طويلة في الملاجئ”.
وأضافت أن هذا العائق الكبير لحرية حركة البعثة داخل منطقة العمليات أدى إلى تقليص قدرتها على الرصد والإبلاغ. وأكد المسؤول الأممي أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائد قواتها، بالتنسيق مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يعملان بنشاط مع الطرفين لحثهما على خفض التصعيد الفوري والعودة إلى وقف الأعمال العدائية.
وأعرب لاكروا عن تضامنه مع رجال ونساء اليونيفيل الذين يقفون الآن في الخطوط الأمامية في محاولتهم لتثبيت الاستقرار على الخط الأزرق وما وراءه.