احتفالاً باليوم العالمي للسياحة: مؤتمر مميز في مصر مع اليونسكو حول تأثير تغير المناخ على السياحة الثقافية!
في محافظة أسوان جنوب مصر، تُقام فعاليات وعروض متنوعة للاحتفال بيوم السياحة العالمي، تشمل عرض اللنشات النهرية والألعاب المائية، بالإضافة إلى معرض للفنون والحرف البيئية التراثية. يهدف هذا الاحتفال إلى تشجيع الأفواج السياحية من مختلف الجنسيات على زيارة أسوان خلال هذا الموسم السياحي للاستمتاع بالمقومات الفريدة التي تمتلكها، في رسالة قوية مع بداية الموسم الشتوي.
يستمر الاحتفال لمدة 4 أيام ويتضمن افتتاح مشروع الهوية البصرية، ومسيرة للمراكب الشراعية وأخرى للدراجات وثالثة لوضع أعلام الدول على قبة جبل أبو الهوا. كما يتضمن موكب الحناطير من حديقة مدكور أبو العز والألعاب النارية.
في محافظة الأقصر، يتم الاحتفال بيوم “السياحة العالمي” في ساحة معابد الكرنك تحت شعار “السياحة والسلام”، حيث تقام عروض موسيقى المزمار والخيول العربية وعروض غنائية وفلكلورية بالأزياء الفرعونية. كما تقدم فرقة الأقصر للفنون الشعبية عروضًا فنية بحضور العشرات من السياح الذين حرصوا على التحدث والتقاط الصور التذكارية.
وعلى هامش الاحتفالات بيوم السياحة العالمي، نظمت جامعة الأقصر مؤتمرًا حول التغيرات المناخية وأثرها على السياحة الثقافية.
يرى الباحث الدكتور أيمن أبو زيد، الخبير السياحي ورئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية أن اختيار شعار هذا العام (السياحة والسلام) جاء مناسبًا في ظل حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها العديد من المناطق حول العالم. ويقول: “يتماشى الشعار مع ما يدور حول العالم من صراعات مما يجعل خيار السلام أولوية خاصة لقطاع السياحة الذي يعمل فيه عدد كبير من شباب مصر خاصة في محافظتي الأقصر وأسوان. وعلى الرغم من ذلك، فأنا متفائل بالموسم السياحي الجديد حيث توجد مؤشرات لقدوم سائحين من جنسيات مختلفة مثل الصين والهند وإيطاليا وإسبانيا.”
- ولكن كيف يكون الارتباط بين السياحة والسلام؟كلما زاد السلام، زادت وتيرة السياحة، والعكس صحيح؛ فكلما كانت هناك صراعات، زاد نفور السائحين من مناطق النزاع والقتال والمشاكل.
– ما هي مشاركتك في مؤتمر تغير المناخ وأثره على السياحة الثقافية؟
بصفتي متخصصًا في سياحة الفلك الأثري، توصلت إلى بعض الظواهر الفلكية، مثل تعامد الشمس في معابد الكرنك بالأقصر، خاصةً في فصلي الخريف والربيع. وقد طالبت بإدراج هذه الظاهرة على الخريطة السياحية استنادًا إلى أن المصري القديم كان يستخدم الضوء لمعرفة الفصول وقياس الوقت والزمن، وهذا يمثل قيمة علمية متميزة.
وتحتفل محافظة الأقصر بمصر بيوم السياحة العالمي. ويتزامن احتفال منظمة السياحة العالمية مع مؤتمر التغيرات المناخية والتنمية المستدامة وأثرها على مناطق السياحة الثقافية الذي تنظمه جامعة الأقصر بالتعاون مع منظمة اليونيسكو. كما يقول الدكتور أيمن عبد المحسن، مدير المشروعات باليونيسكو بالقاهرة: “تعد أجندة المناخ من أولويات منظمة اليونسكو، وهذا بدا واضحًا في مشاركتنا في مؤتمري المناخ (كوب 27) و(كوب 28). ومن هنا جاءت مشاركتنا في مؤتمر الأقصر. تهتم المنظمة بدعم التراث الثقافي سواء المادي أو غير المادي وحمايته من التغيرات المناخية.”
وأضاف: “هناك العديد من المشروعات التي يتم تنفيذها منها مشروع ترميم اللوحات الجدارية بمقبرة الملك امنمحتب الثالث بالأقصر بدعم من الحكومة اليابانية واليونيسكو. ولدينا مركز التراث العالمي الذي يدعم بناء القدرات لمواجهة التغيرات المناخية والتكيف معها. كما لدينا مشروع ملتقى التراث الحضري في القاهرة التاريخية بالتعاون مع عشر مؤسسات مصرية على رأسها وزارة السياحة والآثار وتسع جامعات مصرية. فضلاً عن الانتهاء من متحف الفن الإسلامي الذي يشمل العرض المتحفي وبناء قدرات الأثريين وأخصائيي الترميم.”
محافظة الأقصر بمصر تحتفل بيوم السياحة العالمي.
يرى الدكتور عبد الله السعيد، أخصائي الترميم بكلية الآثار بجامعة القاهرة، ضرورة ربط الآثار بالعلوم الحديثة. وقد تضمن بحثه في المؤتمر الإشارة إلى أهمية ربط السياحة والآثار بالتكنولوجيا الحديثة. وأوضح قائلاً:
“نحاول جاهدين ربط الآثار بالعلوم الحديثة والقديمة، وهذا ما نقوم به في المواقع الأثرية من خلال دراسة بقايا النبات والحيوان في تلك المناطق. ومن ثم نستطيع معرفة كيف كان يعيش الإنسان في تلك الحقبة الزمنية، مثل استخدام القمح والشعير في العصرين اليوناني والروماني خلال الدولتين الوسطى والحديثة. واستطعنا التعرف على العلاقات التجارية بين مصر وأفريقيا وبعض دول شرق آسيا من خلال البقايا النباتية والحيوانية. هذا بالنسبة لورقتي البحثية، بالإضافة إلى محاور المؤتمر الهامة المتعلقة بالتغيرات المناخية وأثرها على المناطق الأثرية والاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في قطاعي السياحة والآثار”.
يشهد الاحتفال باليوم العالمي للسياحة هذا العام في محافظتي الأقصر وأسوان جنوب مصر تشكيل فرق الشباب والمتطوعين لخدمة السائحين والترحيب بهم والترويج السياحي في المطارات والأماكن السياحية المختلفة. كما تتضمن الاحتفالات عروضًا موسيقية وفلكلورية بالأزياء الفرعونية لفرقتي الأقصر وأسوان للفنون الشعبية التي ترفع شعار هذا العام “السياحة والسلام”.