تحركات الجيش الإسرائيلي من حيفا إلى لبنان: هل يستعد حزب الله للرد؟

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، مساء السبت، عشرات الغارات على مناطق جنوب لبنان، مستهدفة بشكل رئيسي التلال والأودية ومجاري الأنهار، في ظل تصعيد ملحوظ يثير مخاوف من أن يتحول إلى حرب واسعة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن القصف طال مناطق عدة، أبرزها الوادي بين أنصار والزّرارية، مجرى النهر بين يحمر الشقيف والزوطرين الشرقية والغربية، وادي رومين-دير الزهراني، وأطراف بلدات اللويزة ومليخ وبرتي وكفرملكي ومرتفعات جبل الريحان ومنطقة بصليا في إقليم التفاح ومنطقة الجرمق والمنطقة بين فرون والغندورية. كما شمل القصف مجرى نبع الطاسة في إقليم التفاح.
وأفادت الوكالة أنه خلال أقل من 40 دقيقة تم تسجيل أكثر من 50 غارة على المناطق المذكورة وسط تحليق مكثف للطائرات الاستطلاعية الإسرائيلية في أجواء المناطق الجنوبية.
وفي حوالي الثامنة والثلث من مساء اليوم نفسه استهدف الطيران الإسرائيلي الوادي بين رومين ودير الزهراني بالإضافة إلى أطراف بلدة كفرملكي. كما استهدف أطراف بلدتي جبال البطم وصريفا فرون.
هجمات استباقية
وتوضيحاً لما يحصل أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في تصريح بعيد الثامنة مساء (17:00 ت غ) أنه “في الساعة الأخيرة يقوم الجيش الإسرائيلي بشن غارات واسعة في جنوب لبنان بعد رصد استعدادات حزب الله لإطلاق قذائف صاروخية نحو الأراضي الإسرائيلية”، لافتاً إلى أن “عشرات الطائرات الحربية تهاجم أهدافاً إرهابية ومنصات صاروخية لإزالة تهديدات نحو مواطني إسرائيل”.
وأضاف “نقوم بشن الغارات بشكل منهجي ونجرّد حزب الله من قدراته على إطلاق قذائف نحو إسرائيل بالإضافة إلى تصفية قادته وعناصره. وقد قمنا باستهداف 400 منصة صاروخية لحزب الله اليوم شملت الآلاف من فوهات الإطلاق”.
وأشار هاغاري إلى أن وزير الدفاع أعلن “حالة خاصة” في الجبهة الداخلية نظراً لتقييم الوضع العسكري مما أدى إلى تغيير سياسة الاحتماء بدءاً “من منطقة حيفا شمالاً”. ووفق سياسة الاحتماء الجديدة “2”، سيسمح بإجراء الفعاليات التربوية والخروج لمراكز العمل في الأماكن التي يمكن التوجه فيها إلى مكان آمن في الوقت المناسب.
وقال هاغاري إنه قد يتم إطلاق قذائف صاروخية وتهديدات أخرى نحو إسرائيل خلال الفترة المقبلة داعياً الجمهور للالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية. كما أكد على استعداد الجيش الإسرائيلي للخطوات المقبلة سواء هجومياً أو دفاعياً مشيراً إلى أن طائرات سلاح الجو وأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديدات.
وفي وقت سابق من اليوم السبت أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “خلال الساعات الفائتة قصف سلاح الجو الإسرائيلي آلافا من قاذفات الصواريخ كانت جاهزة لاستخدامها فورًا لإطلاق نيرانها باتجاه الأراضي الإسرائيلية”، مضيفًا أنه أصاب “180 هدفًا” دون تحديدها.
كما أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بأن “حزب الله أطلق السبت نحو تسعين صاروخًا من لبنان باتجاه إسرائيل” مع استمرار تبادل القصف بشكل شبه يومي على الحدود.
سلسلة استهدافات
وأعلن حزب الله السبت عن استهداف عدة مواقع عسكرية إسرائيلية بينها موقع الرمثا في تلال كفرشوبا وثكنة زبدين في مزارع شبعا بالإضافة إلى مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح والمقر المستحدث لفرقة الجليل in إيليت هشاحر.
وشملت هجمات حزب الله كذلك وفق ما أوردت عدة بيانات مواقع أخرى مثل تموضع قوات لواء 300 التابع للفرقة 146 ثكنة أدميت ومقر قيادة كتيبة السهل ثكنة بيت هلل ومقر الدفاع الجوي والصاروخي ثكنة كيلع إضافةً لمركز تموضع كتيبة استطلاع 631 التابعة للواء غولاني ثكنة راموت نفتالي وثكنة زرعيت والقاعدة الأساسية للدفاع الجوي والصاروخي التابعة لقيادة المنطقة الشمالية ثكنة بيريا.
وتصاعدت حدة التوتر على الجبهة الجنوبية للبنان عقب عملية اغتيال استهدفت قادة من حزب الله خلال اجتماعهم بالضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة. وأسفرت الضربة عن مقتل 37 شخصًا وفق تصريحات السلطات اللبنانية. كما أعلن الجيش الإسرائيلي السبت عن أسماء قادة حزب الله الذين لقوا حتفهم بالهجوم.
وكان حزب الله قد تعرض يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين لضربة وصفت بـ”القاسية”، تم خلالها استهداف أجهزة الاتصالات الخاصة بعناصره مما أدى لمقتل 37 شخصًا بينهم 20 عنصرًا وإصابة الآلاف بجروح.