الشرق الأوسط

90 مليون دولار في 3 أسابيع: هاريس تكشف التناقضات مع ترامب بطريقة مثيرة!

تحدث مقال رأي في صحيفة “بوليتيكو” ‍عن أن ولي عهد⁤ السعودية، الأمير محمد ⁣بن سلمان، أخبر مشرعين أميركيين مؤخرًا أنه⁤ معرض لخطر الاغتيال. وقد اعتبرت الصحيفة أن هذه التهديدات قد يستخدمها الأمير للضغط على الولايات المتحدة من⁤ أجل دفع إسرائيل نحو إقامة دولة فلسطينية مستقبلية.

وذكرت ⁤الكاتبة نهال‌ توسي، كبيرة مراسلي الصحيفة للشؤون الخارجية، أن الأمير السعودي أوضح لأعضاء الكونغرس الأميركي أنه يعرض حياته للخطر من خلال سعيه إلى إبرام صفقة كبرى مع الولايات المتحدة وإسرائيل تتضمن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

وأشارت الكاتبة إلى أنه ​في مناسبة واحدة على الأقل، استشهد بما حدث لأنور السادات، ⁢الرئيس المصري الذي قُتل بعد توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، متسائلاً عما فعلته الولايات المتحدة لحماية السادات.

كما ناقش المقال التهديدات التي يواجهها الأمير محمد بن ⁤سلمان وشرح‍ سبب ضرورة تضمين أي صفقة⁤ من هذا القبيل‌ مسارًا حقيقيًا نحو إقامة دولة فلسطينية، خاصة بعد أن أدت الحرب في غزة إلى تفاقم الغضب العربي تجاه إسرائيل.

ونقل المقال عن مسؤول أميركي ‌سابق⁤ مطلع على المحادثات وشخصين آخرين على علم بها‌ قولهم إن هذه المناقشات كانت جادة ومهمة. ومع ذلك، أشار الأشخاص إلى أن ولي العهد السعودي يبدو عازمًا على إبرام الصفقة الضخمة⁣ مع ‌الولايات المتحدة وإسرائيل رغم المخاطر المرتبطة بها؛ لأنه يعتبرها ⁣حاسمة لمستقبل بلاده.

وتطرق⁤ المقال أيضًا إلى الخطوط العريضة للاتفاقية السرية‍ التي لا تزال قيد التطوير. وأوضحت أنها تتضمن التزامات أميركية متعددة تجاه السعوديين تشمل ‌ضمانات أمنية عبر معاهدة والمساعدات في برنامج نووي مدني والاستثمار الاقتصادي في مجالات ‌مثل التكنولوجيا. ووفقًا لبعض التقارير، فإن السعودية ستحد من تعاملاتها مع الصين وستقيم علاقات دبلوماسية وغيرها مع إسرائيل؛ وهو‌ ما يعد ‌ميزة كبيرة للإسرائيليين نظرًا لأهمية المملكة بين الدول ⁣الإسلامية.

لكن المقال أوضح أن ما أحزن الأمير محمد بن سلمان هو عدم رغبة الحكومة الإسرائيلية ⁣في تضمين مسار موثوق به نحو إقامة دولة فلسطينية ‌ضمن ​الاتفاق.لقد قالها على النحو التالي: (إن السعوديين يهتمون بهذا الأمر بشدة، والشارع في جميع أنحاء ‍الشرق ⁤الأوسط⁣ يهتم بهذا الأمر بشدة، ولن تكون ولايتي كحارس للأماكن المقدسة للإسلام⁤ آمنة⁢ إذا لم أعالج القضية ⁣الأكثر إلحاحًا المتمثلة في العدالة ‌في منطقتنا)”.

يرى مقال الصحيفة أن تأطير الأمير محمد بن سلمان للموقف هو استراتيجية تسويق دبلوماسية ذكية. فهو يقول ‌إن ‌حياته في خطر لدفع المسؤولين⁣ الأميركيين إلى زيادة الضغط على إسرائيل للخضوع لصفقة ترضيه. ⁣وفي هذا​ الإطار، فإن القول بأنك ⁢تخاطر بحياتك من أجل صفقة قد تكون تاريخية هو بالتأكيد طريقة⁢ مقنعة لجذب انتباه محاوريك.

لكن الكاتبة ترى أنه من الإنصاف أن نقول أيضًا إن صنع السلام‌ عمل خطير. وهذا صحيح ⁣بشكل خاص ⁢في الشرق الأوسط، حيث كان الأمير محمد بن سلمان⁤ حتى قبل حرب غزة يقامر​ بفكرة إقامة علاقات‍ دبلوماسية مع إسرائيل.

ووفقًا لتوسي، كان الممثلون⁤ السعوديون الذين تواصلت ‌معهم مترددين، كما⁤ هو متوقع، في تفصيل محادثات ولي العهد. ورفضت السفارة‍ السعودية في⁣ واشنطن التعليق لـ “بوليتيكو”.

لكنها‌ أوضحت أن أحد كبار المسؤولين السعوديين ⁤أخبرها أن الأمير محمد بن سلمان يعتقد أنه ⁣بدون حل القضية الفلسطينية، فإن ⁢بلاده لن تجني الفوائد⁣ الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية المفترضة للصفقة الشاملة. ​وذلك⁤ لأنه “لن يكون لدينا أمن⁤ واستقرار إقليمي دون معالجة القضية الفلسطينية”، كما قال المسؤول.

وترى الكاتبة أن “تعليقاته كانت منطقية في سياق الصورة التي يقدم بها محمد بن سلمان نفسه كقومي سعودي؛ ولذلك سواء كان يهتم شخصيًا بالقضية الفلسطينية أم لا، فهو سيدعمها ⁢إذا كانت تفيد السعودية”.

وأشار المقال‍ إلى أن “الصفقة الضخمة التي يجري العمل عليها ⁤قد تغير الشرق الأوسط بشكل كبير، ليس أقلها ‍من خلال⁢ رؤية إسرائيل والسعودية تعملان كجبهة موحدة ضد إيران”.

لكن مع⁤ اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية والحاجة إلى تصديق مجلس الشيوخ على أي معاهدة ذات صلة، ترى الكاتبة أن الصفقة لن⁤ تصبح حقيقة واقعة في أي وقت قريب. لكنها⁢ تتوقع أنه بغض النظر عما إذا كان ⁤الرئيس القادم هو الرئيس السابق دونالد⁢ ترامب أو نائبة الرئيس كامالا هاريس، فإن أي منهما سيواصل السعي لتحقيق هذه​ الصفقة.

يرى‌ المقال أنه حتى⁣ الآن، لا يوجد دليل يذكر على أن الضغوط الخارجية ستغير رأي ⁣رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بشأن وضع خطة جادة لكيفية التعامل مع غزة بعد الحرب، ناهيك عن الفلسطينيين ككل.

ورد المسؤولون الإسرائيليون على المقال قائلين: “نحن نفهم أن​ حكومات الولايات المتحدة والسعودية ‌وإسرائيل مهتمة جميعًا​ ببحث صفقة تغطي ‌القضايا الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية والتطبيع الإسرائيلي-السعودي. ومع ​ذلك، فإن الأمر يتطلب ‍شروطًا معينة لتحقيق مثل هذه الصفقة، والتي ليست كلها موجودة حاليًا”.

ولذلك خلص مقال الصحيفة إلى ‌أنه ليس من ‍الواضح ما إذا كانت استراتيجية محمد بن⁣ سلمان المتمثلة في التأكيد‍ على المخاطر التي يخوضها ​ستقنع نتانياهو ⁤بأنه يجب ⁢عليه أيضًا المخاطرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى