5 طرق فعّالة لزيادة كفاءة تعلمك وتحقيق نتائج مذهلة!
أقضي الكثير من الوقت في التفكير حول كيفية التعلم بشكل أكثر كفاءة. مع نفس القدر من الوقت والموارد، كيف يمكننا أن نتعلم أكثر؟
بينما تعتبر الكفاءة مفيدة، فإن التركيز المفرط عليها قد يقودنا إلى إهمال العامل الأكثر أهمية لنجاح التعلم: كمية الوقت المستغرق في التعلم.
فكر في نشاط مثل استخدام بطاقات الذاكرة لتعلم المفردات في لغة جديدة. إذا كنت تركز على الكفاءة، ستحاول معرفة أفضل طريقة لتعلم كل بطاقة. هل يجب عليك دراسة الكلمات المعزولة أم تضمين كل واحدة منها في جملة؟ بطاقة واحدة أم عدة بطاقات لكل مصطلح؟ استخدام الصور أم الكلمات فقط؟
هذه أسئلة جيدة يجب طرحها، لكن الفوائد الناتجة عن بطاقات الذاكرة الأكثر كفاءة تتضاءل أمام السؤال الأهم: كم عدد البطاقات التي تدرسها.
عندما كنت أتعلم اللغة الصينية الماندرين، وضعت هدفًا لدراسة 100 بطاقة ذاكرة جديدة يوميًا بالإضافة إلى مراجعات. كان لدي عدة بطاقات لكل كلمة، لكن هذه الطريقة سمحت لي بإضافة عشرين إلى خمسين كلمة جديدة لمفرداتي يوميًا، مما جعل الوصول إلى مستوى محادثة أسرع خلال إقامتي القصيرة في الصين ممكنًا.
هذه الطريقة “الأكثر هو الأفضل” لا تقتصر على بطاقات الذاكرة فقط. قيمة زيادة الإنتاجية للتعلم واضحة في كل مكان:
- عدد الكتب التي تقرأها سنويًا (مقابل محاولة قراءة “الكتب الصحيحة”).
- عدد المقالات التي تنشرها.
- عدد الامتحانات التجريبية التي تكملها.
- عدد مرات ممارسة أغنية.
- عدد الألغاز البرمجية التي تحلها.
- عدد دقائق المحادثة بلغة أخرى.
تعتبر الكفاءة وقت متاح ثابت وتفترض أن أفضل طريقة لتحسين نتائج تعلمك هي محاولة العثور على الطريقة الأكثر فعالية. بينما تحدد الإنتاجية الطريقة وتسأل: كيف يمكنني أن أتعلم أكثر؟
بينما أركز عادةً على كفاءة التعلم، اليوم أرغب في النظر إلى بعض الطرق التي يمكننا من خلالها زيادة إنتاجية التعلم.
1. جدولة فترات طويلة من الوقت غير المنقطع
أفضل طريقة للقيام بالكثير من شيء ما هي وضعه على التقويم الخاص بك. إذا كنت مترددًا لوضعه على التقويم، ستكون مترددًا مرتين للقيام بالعمل فعليًا.
هذا العامل هو “سر” أكبر لنجاحي الدراسي مما أناقشه غالباً بشكل صريح. عندما قمت بتحدي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT Challenge)، كتبت كثيراً عن أفكاري حول الدراسة الفعالة – لكنني كنت أيضًا أدرس 10-11 ساعة يوميًا مع فترات راحة قليلة جدًا.
وبالمثل، بينما كانت قاعدة “لا إنجليزية” الخاصة بي وتقنية Vat مفيدة لتعلم اللغة بشكل غامر، كان تعلم اللغة هو وظيفتنا بدوام كامل؛ خصصت عدة ساعات يوميًا لدراسة اللغة أثناء وجودي في الصين بالإضافة إلى جميع الاستخدامات العرضية أثناء السفر داخل البلاد.
أفكر بهذا لأنني أتلقى بين الحين والآخر أسئلة تسأل كيف يمكن لشخص ما إعادة إنتاج أحد مشاريعي بينما يعمل أيضًا بدوام كامل؛ يبدو أن الافتراض الضمني هو أن العمل بدوام كامل لن يمنعهم من الالتزام بنفس الجدول الزمني الآخر؛ لطالما واجهت صعوبة لفهم هذا المنظور ولكن الأمر منطقي إذا لم تدرك مقدار العمل الذي تم القيام به خلف الكواليس.
جدولة فترات كبيرة من الوقت للمشاريع غير المركزية لحياتي العملية أو العائلية ليست سهلة بالنسبة لي هذه الأيام ولكن عندما يتطلب المشروع ذلك ، لا زلت أجعل جدوله أولاً . قرأت أكثر من 100 كتاب وأكثر من 600 ورقة علمية لكتابي الجديد Get Better at Anything. فعلت ذلك أساسا عن طريق الجلوس وقراءة طوال اليوم لعدة أشهر .
2 . كن عدوانياً بشأن استخدام الوقت المجزأ
ماذا يمكنك أن تفعل إذا كانت فتراتك الكبيرة قد تم جدولتها بالفعل؟
الخطوة التالية هي الاستفادة من وقتك غير المجدول . هناك طريقتان رئيسيتان يمكنك القيام بذلك:
1) استبدل الأنشطة المتعلقة بالهاتف بشيء آخر
التواجد على الهاتف الذكي (أو جهاز آخر) يستهلك الكثير من وقتنا ، وغالبا عندما لا توجد أنشطة بديلة سهلة . نحن نتحقق من هواتفنا أثناء الانتظار في الطابور عند المتجر ، وعندما يغادر صديق الطاولة للذهاب إلى الحمام ، وعند الجلوس بالحافلة خلال تنقلنا . هذا الوقت عادةً ليس مخصصاً للأنشطة التعليمية العميقة المذكورة سابقاً ولكنه ليس عديم الفائدة تمامًا أيضاً .
معرفة ما يمكنك القيام به بهذا الوقت – والانضباط بشأن استخدامه – يمكن أن يحدث فرق كبير . قبل رحلتنا أنا وفاتي للصين ، قضيت حوالي 100 ساعة لتعلم الصينية رغم أنه لم يكن لدي سوى حوالي عشرة ساعات مجدولة للدراسة الفعلية ؛ معظم ممارستي جاءت باستخدام شظايا الزمن لدراسة بطاقاتي .
وبالمثل ، فإن وجود تطبيق Kindle على هاتفك يمكن أن يزيد بشكل كبير العدد الإجمالي للكتب التي تقرأها وتحميل المحاضرات لمشاهدتها لاحقاً عبر هاتفك قد يزيد أيضًا العدد الإجمالي للدروس التي تشاهدها .
عادةً ما تكون العقبة الرئيسية لتحقيق ذلك هي جميع الأشياء الأخرى الموجودة على هاتفك ؛ إذا كان لديك X (سابقا تويتر) أو إنستغرام فلن تقوم بمراجعة البطاقات لذا فإن أفضل طريقة يمكنك بها تخطيط وقتك هنا هي إزالة أي تطبيقات مشتتة حتى تكون الأشياء الوحيدة القابلة للاستخدام لهاتفك لقضاء بعض الوقت هي الأمور المهمة بالنسبة لك حقا .
2) اجعل المشاريع والأنشطة جاهزة للعمل
الفترة الأخرى المتاحة لنا لاستعادتها هي فترات التوقف خلال اليوم حيث كان بإمكاننا التعلم ولكن لم نكن ميالون لذلك ؛ هذه الأوقات حينما نستطيع مشاهدة Netflix ولكن بإمكاننا أيضاً القراءة أو ممارسة البرمجة أو الرسم .
العائق هنا عادةً يكون بأن المشاريع المحتملة لدينا لها تكاليف طاقة عالية جداً أو تكاليف لوجستيات للبداية فيها ؛ بمجرد الدخول للمشروع تصبح مهمة التعليم ممتعة بما يكفي لتحفيز نفسك للاستمرار ولكن إذا لم تتمكنوا تجاوز تلك العقبة الأولوية خاصة عند الشعور بالتعب بنهاية اليوم ستنتهي باستثمار أقل بكثيرمن الزمن
يمكن إصلاح هذا بجعل الأنشطة جاهزة للعمل؛ وجود مساحة مخصصة لمنزلتي لأعمال الفن جعل الأمر أسهل بكثير للاستمرار فيها مقارنة بوقت إعداد كل شيء وإعادته بعد كل جلسة عمل؛ وبالمثل أحب الاحتفاظ بنوافذ مشاريع البرمجة مفتوحة باستمرار عندما أعمل عليها بحيث يتطلب الأمر نقرة واحدة فقط للوصول لمنطقة العمل الخاصة بي وأخيراً إبقاء مقاطع الفيديو التعليمية متوقفة حيث توقفت يوفر عليك البحث عن الفيديو مرة أخرى ومكان توقف المشاهدة وهذا قد يبدو تافه ولكنه يضيف كثيراً لما تقوم به
يجدر بالذكر أنه سياستي الشخصية تجنب هذه الاستراتيجية للمشاريع المجدولة بالفعل بشدة فإذا كنت تستثمر بالفعل عدة ساعات للدراسة المتعمقة فمن الأفضل عدم الإشارة أيضا أنك تستطيع الدراسة كلما حصلت علي وقت فراغ لأن ذلك يميل لسحب الطاقة بعيدًا عن جدول أعمالكم الحقيقي
3 . اجعل كل دورة تعليم أكثر كفاءة
في السياقات الصناعية جزء كبيرمن زيادة الإنتاج يتمثل بالقضاء حتى علي النسب التافهة للهدر الذي يحدث لكل عنصر مُجمع واحد ومن بين رؤى هنري فورد الرائعة كانت تحويل العملية بحيث يتحرك العمال بين السيارات لجمع أجزاء معينة إلي تحريك السيارات إلي العمال – حزام النقل الخاص بخط التجميع قلص مقدار الزمن الذي يقضيه العمال بالمشي حول المصنع
بالمثل هناك خطوات غالبا ما يمكنك اتخاذها لتقليل الأجزاء الغير فعالة وغير التعليمية ضمن عملية تعلمكم :
- وقت اختيار المواد : وهذا يشمل اختيار ماذا ترسم وماهي الكلمات المراد حفظها وماهي الكتب والمقالات المطلوب قراءتها وماهي المشاكل التدريب المطلوبة حلّ ها , مصدر مهم للهدر الزمني ببساطة يكمن بقرار ماذا تتعلم بعد, فإذا قمت بإنشاء قائمة انتظار وملئتها بالمواد ستتمكن تجنب هكذا نوعٍ مِن الهدر .
- وقت الانتظار ضمن المهام : تحتاج اللوحة الأساسية للجفاف قبل تحسين شكل الرسمة , نموذج تعليمي يحتاج تدريب قبل تصحيحه , يجب عليك الانتظار دوركَ للسؤال للأستاذ, ويمكن القضاء علي تلك الثغرات عبر مهام متزامنة او ان كانت غير ممكنة نشاط بديل يكمل ماتعمل عليه(مثل التحويل بين الممارسة والقراءة).
- وقت إعداد المواد : إنشاء بطاقات ذاكرة وتنظيم ملاحظتك وتحميل بيئة المطور وطباعة مواد القراءة كلها جزءٌ مِن وظيفة التعليم لكنها لاتشتمل أي تفكير نشط يؤدي للتعليم, ويمكن تحسين تلك الأمور بتجميع المهام المشابهة سويا وإنشاء نماذج للأعمال المستقبلية او حتى تجاهل المهمة بالكامل(على سبيل المثال اعتدت طباعة الأوراق لأقرأ منها الآن أقوم بكل شيء عبر الكمبيوتر توفيرا للوقت).
هناك تحذير مهم هنا وهو أننا نريد جعل دورات تعليمينا اكثر كفاء ةلكن لن نفعل ذلك باختصار عملية التعليم, حفظ حلٍ لا تفهمه والتسرع خلال عملية بسرعة وعدم دقة حين يكون هدفكَ الدقة واستخدام مواد تحتوي أخطاء دون أخذ زمناً لإصلاح الأخطاء سيؤدي لانخفاض إنتاجيتكَ التعليمية حتى لو تسارعتَ السُرعة ظاهريًّا
4 . اجعل التعليم ممتعا أكثر
هناك ارتباط أساسي بين المرح والإنتاج: إنه أسهل لتحفيز نفسك لفعل مهام ممتعة مقارنة بتلك المهام الشاقة والمملة, نظر ا لأن التحفيز وليس الزمن غالب ا مايكون الشيء الناقص لذا فإن جعل التعليم اكثر مرح ا سيزيد تلقائي ا المشاركة فيه
لقد كتبت مقال منفصل حول كيفية جعل التعليم اكثر مرح ا دون التضحية بالكفاءة; باختصار تحسين الصعوبة لتحقيق معدل نجاح مرتفع والعثور علي طرق لجعل الموضوع ذو مغزى ومجازاة نفسك بصورة مستمرة كلها طرق تجعل النشاط ممتعا بما فيه الكفاية بحيث لا يتطلب انضباط زائد لتنفيذ النشاط
5 . قرر ماذا ستقوم بفقدانه لكي تتعلم المزيد
النقاش حول المقايضات بين الأنشطة المختلفة القيمة يعتبر تابو بالنصائح المتعلقة بتحسين الذات; الدلالة تشير أنك ينبغي عليك ممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي والتأمل وتدوين الملاحظات والسعي والسفر وقضاء وقت جيد مع عائلتك وشرب ست عشرة كوب ماء يوميا
إلا أنه أمر مستحيل; أنت لا تستطيع فعل كل شيء حقّا والأشخاص الذين يظهرون أنهم يفعلون كل شيء عادة هم كذلك ليسوا كذلك
بدلاً مِن ذالك قرار تعلم المزيد دائماً يعني اتخاذ قرار بفقدان شيئ آخر ; بينما أحيانَا لاتسبب هذه المقايضة تعارض قيم ذات مغزى(أنا شخصياً لا أشعر بأي افتقاد للشبكات الاجتماعية مثلاً ) إلا أنها ليست دائمَا الحالة ; قرار قضاء مزيدٍ مِن الزمن بقراءة الكتب مثلاً يعني قضاء زمن أقل متابعة الأخبار; أو قرار تعلم لغة يعني عدم توفر ثلاثون دقيقة إضافيه بالتأكيد للتأمل
وأحيانَا تكون المقايضة فيما يتعلق بالأشياء التى تنوي دراستها ; بعد إنجاب الأطفال اخترت عمدآ التوقف عن جدولة ممارسة المحادثة المنتظمة باللغة التى درستُ بها شعرت بالسوء حيال ذلك جزئيًّا لأن الحفاظ علي مستوى محادثة بهذه اللغات كان مهمّا لي ومع ذالك اذا أصريتُ علي جدولة العديد مِن الساعات أسبوعياً للحفاظ عَلَى مشاريعي السابقة سأحول نفسي بعيدآ عَن تعَلُمِ أشياء أخرى والتي تُعتبر ذات قيمة أكبر بالنسبة لي
الحاجة لقبول المقايضات سببٌ يجعلني أحب مشاريع التعلم ذات الجداول المحددة بدلَا مِن العادات المستمرة بلا نهاية ; سيكون الأمر اسهل للإلتزام بالعمل عَلَى مهارات الفرنسية وجافاسكربت او فن الخطابة العامة اذا كانت الفترة الزمنيه أربعة أشهر بدلَا مِن الالتزام الأبدي
ومع ذالك اعتقد ان المزيد منا سيكون بحالة افضل لو قمنا بجعل هذة المقايضات واضحة بدلَا مِن القيام بها بلا تفكير والشعور بالذنب بعدها
كانت تلك اقتراحاتي – فما اقتراحاك؟ ماذا تفعل لتعظيم كمية المعرفة بحياتكَ ؟ شاركوني آرائكم بالتعليقات!