الثقافة والحياة

3 طرق لاستعادة الثقة التي فقدتها في نفسك

عندما كنت ‍في السنة الأولى من‌ المدرسة الثانوية، ظهرت فتاة جديدة تزن 260 رطلاً لتجربة رياضة المضمار والميدان بجواري. كان ⁤اسمها سارة، وكانت هناك ‌فقط لأن طبيبها قال إن ⁤صحتها تعتمد على ذلك. ولكن عندما نظرت إلى⁣ حشد الطلاب الذين​ كانوا في الملعب، استدارت وبدأت بالمغادرة. رأى المدرب ألياري ​ذلك، فركض نحوها ⁢وأعادها.

“أنا لست ​نحيفة بما يكفي لهذه الرياضة!” أعلنت سارة. “ولن أكون أبداً! من المستحيل أن أفقد الوزن الكافي. لقد جربت.”

أومأ المدرب ألياري برأسه ووعد سارة ​بأن⁢ نوع جسمها ليس مناسباً لوزنها الحالي. ⁢”إنه مناسب ‍لـ 220 رطلاً”،‌ قال.

بدت سارة مرتبكة. “يقول معظم ‌الناس إنه يجب ⁤عليّ فقدان 130 رطلاً”، ردت. “لكن هل تعتقد أنني بحاجة فقط لفقدان 40؟”

أومأ ‌المدرب ألياري مرة أخرى.

بدأت سارة كمنافسة في دفع الجلة، لكنها قضت كل بعد ظهر⁤ يوم تجري ‍وتتدرب ⁢مع بقية فريق ​المضمار. كانت تنافسية للغاية،⁤ وبحلول نهاية عامنا الأول انخفض⁣ وزنها إلى 219⁣ رطلاً. ⁢كما حصلت‍ على المركز الثاني في بطولة دفع الجلة على⁢ مستوى⁣ المقاطعة تلك السنة. وبعد ثلاث سنوات، خلال سنتنا الأخيرة، حصلت على المركز الثالث‌ في سباق الـ10 كيلومتر بالمقاطعة وكان وزن المنافسة لديها آنذاك هو 132 رطلاً.

كان هناك وقت كانت فيه سارة مقتنعة بأنه من المستحيل فقدان‌ الوزن ​لأنه بناءً على تجربتها السابقة لم تنجح الأمور كما ‍كانت تأمل دائماً فيها.⁢ لقد فشلت عدة مرات وفقدت الثقة⁣ بنفسها في النهاية.⁤ لكن مع⁤ الاستمرارية ‌- مع العادات‍ اليومية الصحيحة ⁢والاستعداد للمحاولة مرة أخرى – استعادت ثقتها وحققت ما كان يُعتبر “مستحيلاً”. وعندما حضرت سارة حفلة عيد ميلادي​ بجوار المسبح في وقت سابق ⁤من هذا العام، ابتسمت عندما سمعت ضيفًا آخر يثني عليها بسبب ملابس السباحة وجسدها.

بالطبع لا تزال سارة تعمل بجد -​ تختار بحكمة – كل يوم ‍للحفاظ على ما حققته.

وأنا كذلك…

أفشل وأفقد الإيمان بنفسي أحيانًا‍ أيضًا… نحن⁤ جميعًا ⁤نفعل ذلك.

يعتقد بعض الناس أنني ⁢لا أفشل أو ⁢أقصر بسبب كوني مؤلفًا مشهورًا ⁤ ومدربًا⁤ قضيت الـ16⁤ عامًا الماضية أكتب وأعلم الناس كيفية ‍تحقيق المزيد​ من النجاح والسعادة​ في⁢ حياتهم؛ لكن بالطبع أفشل — أنا ​إنسان! أقصر‍ وأفشل أكثر مما يمكن لأي شخص تخيله وبالتأكيد أكثر مما أحب الاعتراف به غالباً؛ ويشعر الأمر بالسوء بالنسبة لي تماماً كما ​يشعر لك أو لأي شخص‌ آخر — فأنا أفقد الإيمان بنفسي أحياناً.

في‍ أعماقي أعلم بالطبع أن هذه التفاعلات السلبية​ ليست ⁣مفيدة؛ لذا أعترف بما حدث وأتعلم درس أو درسين ثم⁤ أنهض لأعيد المحاولة مرة أخرى؛ والجزء ‌الأخير ⁢هو الأهم —​ المحاولة مرة أخرى…

  • أفشل في تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة أحيانًا⁤ ولكنني أحاول مجددًا.
  • أفشل في حب نفسي بعض​ الأحيان ولكنني لا أتخلى عن نفسي‌ أيضًا ​لذا أحاول مجددًا.
  • أفشل كأم⁢ وزوجة رائعة ‌بعض الأحيان خاصة عندما أشغل بالعمل المجهد ولكنني استمر بالمحاولة وغالباً ما أرسم ابتسامة جديدة على ‌وجه ابني أو زوجي.
  • حتى أنني فشلت في كتابة المقال ‍الذي تقرأه الآن؛ قمت بمحاولة أولية أمس وتخلص منها⁣ لأنها لم تكن صحيحة؛ لكن بدأت مجددًَا والآن انتهيت منه.

خلاصة القول: عندما ‌نحاول مرة تلو ⁢الأخرى ننجح غالبا ونشعر بتحسن كبير عن أنفسنا على⁤ المدى الطويل.

لذا إذا كان هناك شيء واحد تأخذه⁣ بعيداً عن هذا المقال دعوه يكون:⁢ المحاولة⁤ مرة أخرى – اختيار إعطاء ⁣نفسك فرصة ‌جديدة كل يوم ⁤- دائمًا​ يستحق العناء لأن هذه هي أساس النقاط⁢ الثلاث ⁣التالية التي ينسب‍ مارك وأنا​ نجاحاتنا ⁤طويلة ‍الأمد إليها ‍(وإلى​ نجاح⁢ أكثر من 700 عميل رائع عملنا معهم خلال​ السنوات الست عشرة الماضية)…

1. تقييم عاداتك اليومية والنتائج التي تحققها حاليًا.

الكثير⁣ من النتائج الأكثر أهمية التي ستحققها طوال حياتك — المعالم والعلاقات والحب والدروس ⁤— ‌تأتي من الأشياء الصغيرة التي تقوم بها ⁢بشكل متكرر كل يوم.

بغض النظر عن مواهبك الفريدة ومعرفتك وظروف حياتك ⁢أو ​كيف تعرف النجاح شخصيًا ⁣،‍ لا تصبح​ ناجحا فجأة⁢ بل تصبح ناجحا بمرور ‌الوقت⁣ بناءً​ على استعدادك للمحاولة مراراً وتكراراً – لإنشاء ‌عادات صغيرة ⁤يومية تؤدي‌ إلى تقدم⁤ تدريجي عبر السراء والضراء .

لذا‍ كيف تبدو ⁣عاداتك اليومية​ الصغيرة؟

عليك حقا فرز⁣ هذا الأمر والتأكد مما هو صحيح‍ بالنسبة لك​ بشكل يومي لأن الفشل يحدث بنفس⁤ الطريقة – إنه تدريجي ⁢. جميع إخفاقاتك ‍اليومية الصغيرة (التي ⁤لا تتعلم ⁣وتنمو منها) تتجمع وتسبب لك الفشل الكبير . فكر فيما يتعلق بإدارة⁤ الأعمال:

  • تستمر بالفشل للتحقق من الحسابات .
  • تستمر بالفشل لإجراء المكالمات .
  • تستمر بالفشل للاستماع لعملائك .
  • تستمر بالف failure to ⁢innovate
  • تستمر بالف ​failure to do the little things that‌ need to be done

ثم يأتي اليوم الذي تستيقظ فيه ويكون عملك⁤ بالكامل قد ‌فاشل .‍ كانت كلها الأشياء الصغيرة التي فعلتها أو لم تفعلها بشكل يومي – عاداتك – وليس⁤ مجرد حدث كارثي غير مفسر⁣ واحد .

الآن ، فكّر ​كيف يرتبط هذا بحياتكَ : إن حياتكَ ⁤هي “عملكَ!”

غالبا ما يبالغ الناس بأهمية لحظة واحدة كبيرة تحدد مصيرهم ويقللون ​قيمة اتخاذ خيارات جيدة ⁢وخطوات صغيرة نحو التقدم بشكل⁣ يومي . لا تكن واحد منهم !

استمرار ⁢بتذكير نفسك بأن الغالبية العظمى من ‍النتائج الموجودة⁢ بحياتكَ – إيجابية وسلبية سواءً – ⁢هي⁤ نتاج العديد من القرارات الصغيرة المتخذة بمرور الوقت . الأشياء الصغيرة ⁢التي تفعل اليوم⁢ وغداً‍ وفي اليوم التالي⁤ لها أهمية ‍حقيقية !

2. توقف عن ⁣التفكير⁤ بأهدافكَ وابدأ بالتركيز⁤ على​ العادات اليومية المتكررة الداعمة لها.

قد يبدو مفهوم أخذ الأمور‍ يوماً بيوم خطوة بخطوة واضح جداً ولكنه عند نقطة معينة نجد ‍أنفسنا ‍جميعا مشغولين باللحظة ونرغب بشدة بالإشباع الفوري ​. نريد ما نريد ونريده الآن‍ ! وغالبا ما يخدعنا هذا الشوق لأخذ الكثير بسرعة كبيرة ⁤جداً ⁢.

لقد شهد مارک وأنا حدوث ذلك مئات المرات عبر السنوات : عميل تدريب أو طالب دورة يريد تحقيق هدف كبير (او ثلاثة) دفعة‍ واحدة ولا يستطيع​ اختيار هدفين للتركيز عليهما ، لذلك⁣ لن يتم إنجاز أي شيء ذي قيمة مطلقا ويتدرج فقدان الثقة بالنفس لديهم شيئآ فشيئآ .

دع هذه ⁣الخطوة الخاطئة الشائعة تكون بمثابة جرس الإنذار الخاص بك اليوم .

لا يمكنك رفع ألف باوند دفعة واحدة⁢ ، ⁣ومع ⁢ذلك يمكنك بسهولة رفع باوند واحد ألف مرة .‌ الجهود البسيطة والمتكررة ستوصلك إلى هناك .

لا‌ يحدث الأمر بين ⁢عشية وضحية ولكنه يحدث​ أسرع بكثير مما لو لم تصل إليه مطلقَا .

قم ‌ببذل ‌قصارى⁣ جهدكَ لتحويل ​تركيزكَ اليومي بعيداً عن الأهداف الكبيرة ⁤التي تريد تحقيقهَا بحياتِكَ وإعادة توجيه ‌تركيزَكَ نحو العادات اليومية البسيطة الداعمة فعليّـَا لتلك‍ الأهداف :

إذا كنت رياضي ​تنافسي فإن هدفَكَ هو الفوز بمسابقات رياضية ​؛ وعادتُكَ هي الوقت الذي تخصصهُ كلَّ يوْمٍ ⁢لتدريب جسَدِكَ (وعقلك).

إذا ​كنت طالب جامعي فإن هدفَكَ هو⁤ التعلم والحصول​ علي شهادة ؛ ⁣وعادتُكَ هي نظام الدراسة الخاص بكَ​ اليومِيّ

إذا كنت ‌ولي أمر فإن هدفَكَ‌ هو كونُ نموذج جيد ؛ وعادتُكَ هي⁣ الوقت‍ والطاقة اللذان ⁣تلتزم بهما لوضع مثال ​جيد كلَّ يوْمٍ

إذا كنت إنسان فإن هدفَـٰـک هــو عيش حياة ذات مغزى ؛ وعاداتهُم هم الخطوات ‌الإيجابية الصغيرّة للأمام ‌والتي تتخذونَهَا كُلَّ يَوْمٍ

الآن اعتبر ماذا سيحدث إذا توقفت ‍مؤقتًّا عن‍ التركيزعلى أحد⁢ أهدافِهِ الكبيرة وتركت تركيزَـٰـک حصريّـــًّا لعادتِهِ اليَوْمِيّة⁣ المُناسبة له ؟ هل ستظل ⁢تُحرز تقدّم؟ ⁣مثلاً إذا كنت تحاول فقدان الوزن وتوقفت عن‌ التفكير ⁣بهدف خسارة عشرين باوند ​ووضعت كامل تركيزِـــک علي تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة ‍كلَّ يَوْمٍ هل​ ستظل تخسر وزنك؟ نعم بلا شك! ⁤تدريجياً ‌سوف تقترب ​أكثر وأكثر إلي الهدف الخاص‍ بك ـ‌ وزنك ⁣المستهدف ⁤ـ دون حتى التفكير فيه مرّة أخري

وإذا أخفقت بين ‌الحين والآخر ؟

تعترف بذلك وتسامحه نفسك ⁣وتحاول مجددّا

يوماً بيوم خطوة بخطوة

3.. استخدم الانتصارات الصغيرة ‌لاستعادة​ إيمانكم تدريجياً

استعادة وصيانة إيمانكم بأنفسكم تعتبر ربما أهم ميزة خفية تمثل ممارسة عادة⁤ إيجابية باستمرار​ وهي محاولة إعادة المحاولة لتحقيق التقدم .. ⁢بالفعل, الشيء‌ الذي افتقرته قبل تعلم تنفيذ مثل هذه الأنواع مِنْ العادات اليومية⁢ كان الإيمان بأن لدي القدرة فعليا لتحقيق النتائج الإيجابية المطلوبة بحياتي .. لقد حاولّت​ العديد مِنْ الحلول السريعة السابقة والتي انتهى بها المطاف للفشَل, ⁣وشعرت بالإخفاق الذاتي ⁢بحيث بدأت ‌اختيارات التأجيل بدلا مِنْ محاولاتي المستقبلية لتحقيق الوعود ‍القليلة لنفسي ..

باختصار, فقدّت​ الثقة بكلتا قدرتَي وعلى نفسي .. يشبه الأمر ⁤نوعٌ مّا لشخص آخر يكذب ‌عليك​ باستمرار ـ وفي النهاية تتوقف عن الوثوق بهم .. نفس الشيء ينطبق أيضاً علي الوعود القليلة التى تعد بها نفسك​ والتي ⁤تنتهي دائماً بخيبة الأمل.. وفي النهاية, تتوقف أيضاًعن الوثوق ⁣بنفسك ..

وحل معظم الحالات يكون نفسه أيضاً: عليك‍ استعادة إيمان وثقتكم بالتدريج مع الوعود الصغير والخطاوات الصغير والانتصارات الصغير ‍ة(العادة الخاصة بك)..مرة اخرى⁣ ,هذه​ العملية تحتاج للوقت لكنها تحدث اذا⁢ تمسكت بها.. ⁣ومن‌ المؤكد أنها ‍واحدة مِنْ أكثر الأمور تغييرا للحياة يمكن القيام بها لنفسكم..

(ملاحظة: يقوم مارк وأنا⁢ ببناء عادة أساسية للتقييم الذاتي الايجابي مع⁢ قرائنا عبر ⁣الكتابة اليومية فى ⁣“دفتر⁤ صباح الخير: محفزات قوية⁤ وتأملات لبداية ⁢كلِّ يَوْم”)

الآن جاء ​دوركم…

نعم ​جاء دوركم لمحاولة مجددّة بالعادات ⁢الصحيحة واليومية … لأنه ,مرة اخرى ,اذا اتخذتم خطوات صغيرة ايجابيه بعناية ⁢يوما​ بعد ‌الآخر ,‌ فسوف تنظرون‍ الى الوراء بشكر لما وصلتم اليه ⁣وستتحركون للأمام بإيمان متجدّد بكلٍ مِن أنفسكم ⁣وأهدافكم …

ولكن قبل المغادرة يرجى ترك تعليق أدناه لي ولماركو وإخبارينا ‍برأيكما حول هذا المقال … تعليقاتكما مهمة لنا 🙂

أيضا إذا لم تقم بذلك بالفعل تأكدوا الاشتراك فى نشرتنا⁣ المجانية ​للحصولعلى ​مقالات جديدة مثل هذه مباشرة الى صندوق بريدكما ⁣أسبوعيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى