Read Time:3 Minute, 13 Second
العربية24نيوز/ عبدالله جربوع علم أدب شعر
لا شك أن الإنسان لديه القدرة على استعمال العقل وفقا لما وصل إليه من مكتسبات ومعلومات لكن الأمر يتطلب توسيع دائرة وجوده كإنسان ومن شأن هذا التوسع ومن وظائفه هو العمل على استغلال هذه النعمة بطريقة صحيحة وطريقة تحفزه على صنع المعرفة ،و لأن المعرفة تتطلب بناء مخزون ضخم داخل الدماغ فلا بد من البحث عن ادوات تربط ما بين الوصول إلى الثقة بالنفس وبين العمل بمقتضى هذه الثقة ،فلا يمكن أن تكون الثقة بالنفس إلا نتيجة لشيء ثمين يملكه الإنسان الا وهو القدرة على إثبات موقعه الصحيح في الوقت الصحيح والمكان الصحيح،حيث تتراكم المعلومات داخل المخزون المتوفر في الدماغ ،لذلك يجب أن يتم ترتيب المعلومات وايضا مسح أي معلومة مغلوطة على الفور ،هنالك لبس كبير بين الثقة بالنفس وبين الظن بالثقة بالنفس حيث يوجد اشخاص يظنون أن الثقة بالنفس هي عبارة عن شعور دون امتلاك أي ادوات تدل على ذلك ،ومن وجهة نظري المتواضعة أن الشعور بالثقة يجب أن يكون مقترن بما يملك الإنسان من ابداعات و مهارات وقدرة على اكتشافات تجعل من الإنسان أن يظهر بما يملك ولا يظهر بما لا يملك ، إن العقل البشري هو عقل سليم الخلق لان الخالق هو الله سبحانه وتعالى ولكن اللذي يحدث معظم الوقت هو أن الكثير من الناس يعملون على تلويث الدماغ من خلال مكتسبات غير صحيحة ،بمعنى أدق أن البعض ينتقي المعلومات دون إخضاعها لميزان الذكاء بل ويغييبون هذه الطاقة مما تجد لديهم معلومات من شأنها أن تعطل المسيرة الفكرية ،ومن شأن هذه المعلومات الغير صحيحة هو أنها تدخل في المخزون الافتراضي داخل الدماغ ثم يبنى عليها خليط ما بين فكر صحيح وفكر ملوث ،ذلك لأن الأساس هش بل على اعوجاج ومن هنا تتكون عند البعض فكرة الثقة بالنفس ولكن الحقيقة أن هذه الثقة الافتراضية سوف تعرض أصحابها إلى العزوف عن تخزين المعلومات الصحيحة علموا بذلك أم لم يعلموا ،وكذلك سوف تتولد لديهم حالة الغرور ،لان الشخص الذي يمتلك معلومات صحيحة وقيمة لا بد أن يعمل بمقتضاها ولا يمكن أن يكون اي شخص حاملا في مخزونه افكار أو فكر خاطئ وهو متيقن أنه على ثقة بنفسه الا و تنشأ بداخله حالة الغرور ،ومن هذا المنطلق و وفق النظرة السطحية يظن أنه على ثقة بنفسه وهذه هي المأساة التي يعيشها الكثير من الناس …. إن المعادلة واضحة جدا ،الشخص اللذي لديه القدرة على صناعة المعرفة على أسس منطقية و واقعية في أن واحد هو ذلك الشخص اللذي يستطيع أن يظهر مظهر معتدل ومن ثم يستطيع أن يقول أنه يثق بنفسه أما الشخص الذي يمتلكه الغرور فلا يمكن أن يكون واثق من نفسه ، هنالك علماء و أدباء وفلاسفة حقيقيين تجدهم أكثر تواضعا ليس فقط لانهم أصحاب قيم ومبادئ فحسب بل لأن طاقة الغرور لم تخترق نهجهم ولا حتى مخزونهم العقلي لأن الصد المنيع هو عدم وجود أساس غير صحيح و طبعا هنالك دائما استثنائات ،والنصيحة التي أود تقديمها هي أن يعمل الجميع على تأسيس مخزون داخل الدماغ وظيفته الفصل بين المعلومة المسمومة وبين المعلومة الصحيحة وهذا يتطلب ذكاء رياضي وذكاء اجتماعي وكذلك ذكاء لغوي …….
هنالك فرق شاسع بين الثقة بالنفس بمقتضى أحكام إنسانية مقرونة بتفريغ ما يملك الشخص من محتوى و مستوى و ما بين الوهم الذاتي والذي بدوره يعطي إشارات خاطئة لصاحبه بل و يملي عليه ذلك الوهم بأنه على ثقة بنفسه ااااااا
قد يصل الشخص الذي يمتلكه الوهم إلى درجة الظن بأنه فوق قوانين المعرفة مما يسبب له الدخول في قوقعة و من ثم يصل به وهمه إلى درجة شخص دغمائي،،، Dogmatic ،،، وهذا اسوء ما يمكن أن يتعرض له الإنسان …
الثقة بالنفس هي الشعور بأن ما تعرفه ما هو إلا نقطة من محيط ولكنك على أتم الاستعداد بأن تبدأ بالشروع لمعرفة النقطة التالية ….
بكل اسف هنالك الكثير من الناس يظنون أن الثقة بالنفس هي المقارنة ما بين شخص لا يعرف الكثير و شخص يظن أنه عرف بعض الشيء ومن خلال هذه الفروقات البسيطة و التي لا تكاد أن تذكر تتولد لدى بعض الناس فكرة أن الثقة بالنفس هي عبارة عن طاقة بلا وقود و من هنا تتعثر مفاهيم الإنسانية لدى أصحاب البيئة التي يتحكم فيها الجهل ااااااا
وكالة أنباء إخبارية عراقية عربية دولية مستقلة مهتمة بشأن السياسي والاقتصادي والمرأة والطفل العربي على وجه الخصوص تعمل ضد الأنظمة الاستبدادية والتيار السياسي الإسلامي الفاسد , ندعم مشاريع الوحدة العربية ضد المهيمنات الخارجية .
Happy
0
0 %
Sad
0
0 %
Excited
0
0 %
Sleepy
0
0 %
Angry
0
0 %
Surprise
0
0 %
Average Rating