Read Time:3 Minute, 46 Second

بقلم : رياض محسن المحمداوي.

العربية24نيوز

صورتين لشخصين يعانيان نفس المرض ( عجز النمو الغضروفي)
احداهما يعيش في بريطانيا اسمه { بيتر دينكلاج }..
والثاني يعيش في العراق واسمه {فائز السنفور} .
الاثنين يمتهنان فن التمثيل فكلاهما ممثلين .
لكن يفرق بينهما انهما يعيشان في عالمين منفصلين. البريطاني كان اكثر حظآ من الاخر. وجد فرصته في المجتمع فاصبح من مشاهير التمثيل حين اخذ دور بطولة بواحد من اعظم المسلسلات في التاريخ .
ترشح 61 مرة لجوائز سينمائية عالمية وفي كل حفل يكون اسمه موجود ليس لان ادواره جميلة فحسب . بل هنالك تشجيع واحترام من قبل المجتمع لذوي الاعاقة باعطائه اكثر من فرصة لاظهار موهبته الحقيقية كان يعامل باحترام وعناية كبيرة من قبل المجتمع البريطاني.
وهذا ماجعله يشعر انه فرد مهم من افراد المجتمع لاتوقفه اعاقته عن اظهار موهبته. وبذلك نجح بفرض اسمه في الساحة الفنية العالمية وفاز ب 14 جائزة اربعه منها جائزة ايمي وهي من الجوائز العالمية التي تعادل جائزة الاوسكار لمشاركاته في افلام عالمية مثل فلم المنتقمون و عايش حياته فل الفل وافلام اخرى..
وهنا اردت القول ان للمجتمع دور كبير في اعطاء فرصة العيش للذين لديهم اعاقة وتوفير لهم كل سبل الاحترام ومساعدتهم على ان يمارسوا حياتهم الطبيعية لياخذوا دورهم في المجتمع. وكثيرين من هؤلاء اثبتوا مواهبهم العلمية والفنية وفي كافةرمجالات الحياة.
وهذه صفاة الانساني المجتمع المتحضر الذي ينبذ العنف والتنمر والظلم.

وهنا ناتي على بلدنا العراق الذي لانكاد نعرفه كما عرفناه من قبل بصفاة مجتمعاته التي كانت تتسابق على التحضر والثقافة والاخلاق وعمل الخير والتعامل الانساني. وبعلمي لاتزال هذه الصفاة الحميدة في مجتمعنا العراقي واني لاراها في شبابنا الذي يتسابق علئ التحضر والانسانية والخلق والتطلع لسبل العيش الكريم وهؤلاء هم قادة المستقبل الذين يناضلون ضد الظلم والطغيان والتحزب والطائفية والتخلف والمرض وينادون بالحرية والكرامة لكل العراقيين وهاهي قوافل الشهداء الشباب التي هي اكبر مثال على الوعي ورفض الذل والمهانة والتبعية .وهؤلاء اسميهم جيل الاصلاح المجتمعي والانساني. الذين في قلوبهم رحمه وحمية واحترام للكبير لجميع شرائح المجتمع والذين يرفضون التنمر والتصرفات الا اخلاقية .
ومثالنا الثاني فنان ممثل معاق من العراق. الفنان{ فائز السنفور}.
هو من اصحاب المواهب واثبت نجاحه في عدت ادوار تمثيلية اسندت اليه في المسرح وبعض المسلسلات .لكنه كان يشعر بالاحباط والنقص لكونه يعاني التنمر من قبل كل من حوله في المجتمع وحتى من القلة من يعتبرهم زملائه في العمل الفني.
وقد ظهر يومآ مافي برنامج للكامرة الخفية ليجعلوا منه اضحوكة بموقف سخيف ينم عن التمر ونظرة الاذلال والاحتقار لهذا الفنان المعاق وكانه ليس بانسان بل كانوا يصورونه كحيوان يتسلون به ببشاعة تعامل لا اخلاقي ولايمت للانسانية او روح الاسلام بصلة.
كانوا يستغلونه بطرق بشعة للتنمر لكونه معاق ولايستطيع الدفاع عن نفسه ويركزون على حركاته بالدفاع عن نفسه لكي يضحكون ويضحكون المشاهدين . وتناسوا انه انسان مثلهم يحمل من المشاعر والاحاسيس فقد جعلوا من برنامجهم هذا منصة للتنمر وحث الغير للتنمر واحتقار قصار القامه وجميع المعاقين من ذوي الاحتيجات الخاصة.
فقط لانه كان اقل حظآ منهم ان الله ابتلاه بهذا المرض .
وهذا ما انعكس على الشارع من خلال حث البعض على الانمر والتصرف الا اخلاقي معه ومع امثاله من المعاقين.
وهذا ماجعل سنفور ان يعاني ويعيش العزلة والتامة والشعور بالنقص والاهانة من كل من حوله .
كان سنفور يستجدي العطف و المعالمة الانسانية الحسنة من قبل اهله ومجتمعه وكل من حوله.
لكن لاحياء لمن تنادي. فالضعيف والمريض وكبار السن والمحتاج اصبحوا لامكان لهم في المجتمع العراقي . لكونهم عرضة للتنمر بلارحمة ولاشفقة الا من القلة القليلة . وكان هذا حال سنفور والكثيرين من امثاله يعانون التنمر ويتمنون الموت على الاهانة والذل وعدم الاحترام في مجتمع كانت له الصدارة في الانسانية والتحضر .
سنفور الفنان الذي اثبت موهبته على المسرح لم ينجح ان يقنع من حوله انه انسان كباقي الناس له كرامة واحاسيس وليس حيوان اليف للتسلية .
فقبل ايام من وفاته شوهد مرمي بالشارع بمنظر مهين للكرامه بعد ان تعرض للتنمر من قبل قساة القلوب من المجرمين .وبعد ان نقله
احد الخيرين للمستشفى تدهورت حالته الصحية وتوفاه الله متاثرآ بجراحه .
فليتعلم الجميع من سنفور معنى الانسانية والتسامح والمحبة والنبل والفروسية والتحلي بخلق رسول الله الذي اوصانا بالرفق بالظعيف والمريض وكبار السن والاطفال والفقراء والمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة. فكلنا راع وكلنا مسؤل عن رعيته .
ولتكن قضية سنفور رسالة تحث المجتمع على اصلاح ذاته وزرع الاخلاق بين ابنائنا وحثهم على احترام الاخرين والكف عن التنمر لذوي الاعاقة وقصار القامة .
كما احث زملائي من المخرجين والكتاب بالكف عن نشر شرعية التنمر بمسلسلاتهم ومسرحياتهم وتوجيه المجتمع على التراحم وعمل الخير واحترام اصحاب الاعاقة من قصار القامة والصم والبكم والمجانين وكبار السن وغيرهم ممن يحتاجون انسانيتنا والاعتراف بحقهم بالعيش بكرامة ومعاملتهم باحترام ورحمة. فقد روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هَجَر ما نهى الله عنه)). رواه البخاري، ومسلم.}.

رحم الله الفنان المحترم فائز السنفور.

About Post Author

admin

وكالة أنباء إخبارية عراقية عربية دولية مستقلة مهتمة بشأن السياسي والاقتصادي والمرأة والطفل العربي على وجه الخصوص تعمل ضد الأنظمة الاستبدادية والتيار السياسي الإسلامي الفاسد , ندعم مشاريع الوحدة العربية ضد المهيمنات الخارجية .
Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post غرد الاستاذ فلاح الذهبي على صفحته #تويتر#
Next post الخزعلي من قتل متظاهري 25/ أيار القوات الأمنية وبأمر حكومي
× How can I help you?
How can I help you?