بقلم : رياض محسن المحمداوي.
العربية24نيوز
صورتين لشخصين يعانيان نفس المرض ( عجز النمو الغضروفي)
احداهما يعيش في بريطانيا اسمه { بيتر دينكلاج }..
والثاني يعيش في العراق واسمه {فائز السنفور} .
الاثنين يمتهنان فن التمثيل فكلاهما ممثلين .
لكن يفرق بينهما انهما يعيشان في عالمين منفصلين. البريطاني كان اكثر حظآ من الاخر. وجد فرصته في المجتمع فاصبح من مشاهير التمثيل حين اخذ دور بطولة بواحد من اعظم المسلسلات في التاريخ .
ترشح 61 مرة لجوائز سينمائية عالمية وفي كل حفل يكون اسمه موجود ليس لان ادواره جميلة فحسب . بل هنالك تشجيع واحترام من قبل المجتمع لذوي الاعاقة باعطائه اكثر من فرصة لاظهار موهبته الحقيقية كان يعامل باحترام وعناية كبيرة من قبل المجتمع البريطاني.
وهذا ماجعله يشعر انه فرد مهم من افراد المجتمع لاتوقفه اعاقته عن اظهار موهبته. وبذلك نجح بفرض اسمه في الساحة الفنية العالمية وفاز ب 14 جائزة اربعه منها جائزة ايمي وهي من الجوائز العالمية التي تعادل جائزة الاوسكار لمشاركاته في افلام عالمية مثل فلم المنتقمون و عايش حياته فل الفل وافلام اخرى..
وهنا اردت القول ان للمجتمع دور كبير في اعطاء فرصة العيش للذين لديهم اعاقة وتوفير لهم كل سبل الاحترام ومساعدتهم على ان يمارسوا حياتهم الطبيعية لياخذوا دورهم في المجتمع. وكثيرين من هؤلاء اثبتوا مواهبهم العلمية والفنية وفي كافةرمجالات الحياة.
وهذه صفاة الانساني المجتمع المتحضر الذي ينبذ العنف والتنمر والظلم.
وهنا ناتي على بلدنا العراق الذي لانكاد نعرفه كما عرفناه من قبل بصفاة مجتمعاته التي كانت تتسابق على التحضر والثقافة والاخلاق وعمل الخير والتعامل الانساني. وبعلمي لاتزال هذه الصفاة الحميدة في مجتمعنا العراقي واني لاراها في شبابنا الذي يتسابق علئ التحضر والانسانية والخلق والتطلع لسبل العيش الكريم وهؤلاء هم قادة المستقبل الذين يناضلون ضد الظلم والطغيان والتحزب والطائفية والتخلف والمرض وينادون بالحرية والكرامة لكل العراقيين وهاهي قوافل الشهداء الشباب التي هي اكبر مثال على الوعي ورفض الذل والمهانة والتبعية .وهؤلاء اسميهم جيل الاصلاح المجتمعي والانساني. الذين في قلوبهم رحمه وحمية واحترام للكبير لجميع شرائح المجتمع والذين يرفضون التنمر والتصرفات الا اخلاقية .
ومثالنا الثاني فنان ممثل معاق من العراق. الفنان{ فائز السنفور}.
هو من اصحاب المواهب واثبت نجاحه في عدت ادوار تمثيلية اسندت اليه في المسرح وبعض المسلسلات .لكنه كان يشعر بالاحباط والنقص لكونه يعاني التنمر من قبل كل من حوله في المجتمع وحتى من القلة من يعتبرهم زملائه في العمل الفني.
وقد ظهر يومآ مافي برنامج للكامرة الخفية ليجعلوا منه اضحوكة بموقف سخيف ينم عن التمر ونظرة الاذلال والاحتقار لهذا الفنان المعاق وكانه ليس بانسان بل كانوا يصورونه كحيوان يتسلون به ببشاعة تعامل لا اخلاقي ولايمت للانسانية او روح الاسلام بصلة.
كانوا يستغلونه بطرق بشعة للتنمر لكونه معاق ولايستطيع الدفاع عن نفسه ويركزون على حركاته بالدفاع عن نفسه لكي يضحكون ويضحكون المشاهدين . وتناسوا انه انسان مثلهم يحمل من المشاعر والاحاسيس فقد جعلوا من برنامجهم هذا منصة للتنمر وحث الغير للتنمر واحتقار قصار القامه وجميع المعاقين من ذوي الاحتيجات الخاصة.
فقط لانه كان اقل حظآ منهم ان الله ابتلاه بهذا المرض .
وهذا ما انعكس على الشارع من خلال حث البعض على الانمر والتصرف الا اخلاقي معه ومع امثاله من المعاقين.
وهذا ماجعل سنفور ان يعاني ويعيش العزلة والتامة والشعور بالنقص والاهانة من كل من حوله .
كان سنفور يستجدي العطف و المعالمة الانسانية الحسنة من قبل اهله ومجتمعه وكل من حوله.
لكن لاحياء لمن تنادي. فالضعيف والمريض وكبار السن والمحتاج اصبحوا لامكان لهم في المجتمع العراقي . لكونهم عرضة للتنمر بلارحمة ولاشفقة الا من القلة القليلة . وكان هذا حال سنفور والكثيرين من امثاله يعانون التنمر ويتمنون الموت على الاهانة والذل وعدم الاحترام في مجتمع كانت له الصدارة في الانسانية والتحضر .
سنفور الفنان الذي اثبت موهبته على المسرح لم ينجح ان يقنع من حوله انه انسان كباقي الناس له كرامة واحاسيس وليس حيوان اليف للتسلية .
فقبل ايام من وفاته شوهد مرمي بالشارع بمنظر مهين للكرامه بعد ان تعرض للتنمر من قبل قساة القلوب من المجرمين .وبعد ان نقله
احد الخيرين للمستشفى تدهورت حالته الصحية وتوفاه الله متاثرآ بجراحه .
فليتعلم الجميع من سنفور معنى الانسانية والتسامح والمحبة والنبل والفروسية والتحلي بخلق رسول الله الذي اوصانا بالرفق بالظعيف والمريض وكبار السن والاطفال والفقراء والمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة. فكلنا راع وكلنا مسؤل عن رعيته .
ولتكن قضية سنفور رسالة تحث المجتمع على اصلاح ذاته وزرع الاخلاق بين ابنائنا وحثهم على احترام الاخرين والكف عن التنمر لذوي الاعاقة وقصار القامة .
كما احث زملائي من المخرجين والكتاب بالكف عن نشر شرعية التنمر بمسلسلاتهم ومسرحياتهم وتوجيه المجتمع على التراحم وعمل الخير واحترام اصحاب الاعاقة من قصار القامة والصم والبكم والمجانين وكبار السن وغيرهم ممن يحتاجون انسانيتنا والاعتراف بحقهم بالعيش بكرامة ومعاملتهم باحترام ورحمة. فقد روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هَجَر ما نهى الله عنه)). رواه البخاري، ومسلم.}.
رحم الله الفنان المحترم فائز السنفور.
About Post Author
admin
More Stories
كان ياما كان/باللهجة المحكية
العربية24نيوز/ الجميلة والحرب كان ياما كان جارنا صاحب الدكان عميبيع المحابس لهالعاشق الولهان والعلبة بلفة حرير وكأنو جايبها الأمير لتزين...
صدى صرخاتي
العربية24نيوز/ SALMAN ALANSARY ALANSARY هل مرَّ عليك طيفي وهل اكتويت بلهيب الشوق مثلي لقد اغرقني الفراق بمأساتي فأرسلت إليك مع...
حب وعطاء
العربية24نيوز/ ANAAM ABO SAEED حرفين هني وكونوا كل الحياة وحققوا بالكون كل المعجزات بالحب ترسل غيثها النا السما والأرض من...
العلم و الجهل
العربية24نيوز/ أسامة الحكيم جاء العلم إلى الجهل ناصحا فقال : يا جهل جئتك مادحا. قال: بالله عليك يا علم خبرني...
لا غيري ولاغيرك
العربية24نيوز/ حسين صالح الجميلي لا غيري ولا غيرك إنا لبعض. كالشمس ليس لها غير هذي الأرض. تمد ضياءها كل هذه...
الإشتياق
العربية24نيوز/ MAHMOUD EDLIBI أنا لعيون حبيبتي مشتاق يا قلمي أكتب رسالة لعيون حبيبتي أيها القلم إرفع رأسك اليوم وأنا أحمل...
Average Rating