Read Time:2 Minute, 4 Second


العربية٢٤نيوز/أ.م.د. جواد كاظم البكري

عادةً ماتقوم السلطات المالية المتمثلة بـ(وزارة المالية) باستخدام (السياسة المالية) بهدف المحافظة على المستوى العام للأسعار، إضافة إلى استغلال جميع الموارد الإنتاجية المتوفرة في الاقتصاد المحلي للوصول إلى حالة التوظيف الكامل، كذلك دعم مسيرة التنمية الاقتصادية، ويتم ذلك من خلال استخدام السلطة المالية لأدوات السياسة المالية المتمثلة بـ(الإنفاق الحكومي، والضرائب).
وتستخدم السلطة المالية هاتين الأداتين لمعالجة مشكلات (التضخم، الكساد، البطالة) والتي عادةً ماتسمى (الفجوة التضخمية، والفجوة الانكماشية) الذي قد يتعرض لها الاقتصاد المحلي، إضافة إلى استخدامهما بشكل مستهدف لرفع مستوى النمو في البلد.وبذلك فان السلطة المالية لايحق لها التأثير بعرض النقد والطلب علية إذ أنهما من صلاحيات السلطة النقدية المتمثلة بالبنك المركزي.ويخبرنا التاريخ الاقتصادي الحديث أن العديد من دول العالم (التي مرت بحروب كبيرة كالحربين العالميتين الأولى والثانية أو انهيار أنظمتها الشمولية كدول المعسكر الاشتراكي السابق) قد عمدت إلى احد إجراءين، فإما تقوم بتغيير عملتها الوطنية أو إزالة مجموعة أصفار منها للعودة إلى مربع الاستقرار الاقتصادي.وفي التجربة العراقية وبعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق فقد قامت سلطة الائتلاف المؤقتة بتغيير العملة العراقية بعملة جديدة ولكنها مساوية لها في القيمة، أي لم تعمد سلطة الائتلاف إلى رفع القوة الشرائية للعملة العراقية مقابل الدولار الأميركي أو العملات الأخرى.
أدى هذا الوضع إلى إبقاء الدينار العراقي الواحد يساوي (0.067) سنت أميركي الأمر الذي يؤشر انخفاضاً كبيراً في القوة الشرائية للدينار العراقي.فإذا ماتم رفع (ثلاثة أصفار) من الدينار العراقي فان ذلك سيؤدي إلى ارتفاع قيمته إلى (1000) مرة محسوبة بالقيمة المرتبية لعدد الاصفار التي تم رفعها، أي أن علبة السكائر التي كانت تُباع بـ(1000) دينار ممكن شرائها بعد رفع الاصفار بدينار واحد، والألف دينار الحديثة يمكن الحصول بها على ألف علبة سكائر.ومن الناحية النظرية وعند رفع (ثلاثة أصفار من الدينار العراقي) فان قوته الشرائية سترتفع أمام الدولار الأميركي بشكل كبير ليصبح الدولار الواحد يساوي (دينار ونصف) فقط وبذلك فان البضاعة المستوردة من الخارج والتي تبلغ قيمتها قبل رفع الاصفار (1200000) دينار عراقي أي مايعادل (1000) دولار أميركي، ستصبح قيمتها بعد رفع الاصفار الثلاثة (1200) دينار عراقي أي مايعادل (1000) دولار أيضاً، وهذا الأمر سوف لايجلب أية آثار سلبية تُذكر على المواطن العراقي من الناحية النظرية.?

ايجابيات رفع الاصفار من الدينار العراقي:
إن عملية رفع ثلاثة أصفار من الدينار العراقي بشكل مدروس ووفق سياسة نقدية محكمة ستؤدي إلى الايجابيات الآتية:
1. رفع القوة الشرائية للدينار العراقي.
2. رفع سعر صرف الدينار العراقي أمام العملات الأخرى.
3. زيادة ثقة المستثمرين الأجانب بالاقتصاد العراقي.
4. زيادة ثقة المواطن العراقي بعملته الوطنية التي أصبحت تضاهي العملات الأخرى مثل الدولار الأميركي والدينار الأردني والدينار الكويتي.

About Post Author

admin

وكالة أنباء إخبارية عراقية عربية دولية مستقلة مهتمة بشأن السياسي والاقتصادي والمرأة والطفل العربي على وجه الخصوص تعمل ضد الأنظمة الاستبدادية والتيار السياسي الإسلامي الفاسد , ندعم مشاريع الوحدة العربية ضد المهيمنات الخارجية .
Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post ثمةامل
Next post نشرت الخارجية الامريكية على حسابها الرسمي في #توتر #
× How can I help you?
How can I help you?