وزير المالية الألماني يحذر من عواقب وخيمة إذا بدأت أمريكا حربًا تجارية!

وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر حذر يوم الجمعة من أنه إذا بدأت الولايات المتحدة حربًا تجارية مع الاتحاد الأوروبي، فقد يكون هناك رد فعل.
وقال ليندنر في حديثه مع كارين تسو من CNBC على هامش الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي في واشنطن العاصمة: “لا يوجد فائزون في النزاعات التجارية، بل فقط خاسرون”.
واقترح ليندنر أن سياسة التجارة الأمريكية قد تتغير إذا تم انتخاب دونالد ترامب رئيسًا. وأضاف: “في هذه الحالة، نحتاج إلى جهود دبلوماسية لإقناع أي شخص يدخل البيت الأبيض بأنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة الدخول في صراع تجاري مع الاتحاد الأوروبي. وسيتعين علينا النظر في الردود المحتملة”. ينتمي ليندنر إلى الحزب الديمقراطي الحر المؤيد للأعمال والذي يتعاون حاليًا مع الحزب الاجتماعي الديمقراطي بزعامة المستشار أولاف شولتس.
وأشار ليندنر إلى أن مشكلة التجارة الأمريكية تكمن مع الصين وليس مع الاتحاد الأوروبي، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي “يجب ألا يصبح تأثيرًا سلبيًا” للنزاع بين الولايات المتحدة والصين.
وقد طرح ترامب فكرة فرض تعريفات جمركية شاملة تتراوح بين 10% و20% على معظم الواردات بغض النظر عن مصدرها.
إذا تم تنفيذ تعريفات بنسبة 20% من قبل الولايات المتحدة، فإن الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي وألمانيا سينخفض في السنوات القادمة، وفقاً لتقرير لوكالة رويترز استند إلى دراسة أجراها المعهد الاقتصادي الألماني IW. التجارة هي واحدة من الأعمدة الرئيسية للاقتصاد الألماني، مما يشير إلى أن التوترات المتزايدة وعدم اليقين والتعريفات ستؤثر على البلاد بشكل أكبر مقارنة بالدول الأخرى.
في وقت سابق من هذا الشهر، قالت الهيئة الإحصائية الألمانية (ديستاتيس) إن أهمية الولايات المتحدة كشريك تجاري لألمانيا تزداد. وأفادت الوكالة أنه منذ عام 2021 كانت الولايات المتحدة ثاني أهم شريك تجاري لألمانيا بعد الصين، ولكن خلال النصف الأول من عام 2024 كان حجم التجارة الخارجية مع الولايات المتحدة أعلى مما هو عليه مع الصين. وفي عام 2023، ذهب حوالي 9.9% من الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة وفقاً لبيانات ديستاتيس.
تزايدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وبين الاتحاد الأوروبي والصين طوال العام الجاري حيث قامت كلٌّ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات أعلى على بعض السلع المستوردة من الصين بسبب ممارسات تجارية غير عادلة.
من جانبها أعلنت الصين أيضًا عن فرض تعريفات مؤقتة أعلى على بعض الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي. كما تستمر التحقيقات والاستقصاءات المتبادلة حول المنافسة والدعم وممارسات أخرى وسط استمرار الإجراءات الانتقامية.
بعد تصويت الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين، دعا ليندنر ألمانيا والولايات الأوروبية الأخرى لعدم بدء حرب تجارية جديدة حيث كانت ألمانيا قد عارضت سابقاً زيادة الرسوم الجمركية بسبب المخاوف بشأن ما يمكن أن تعنيه تلك الرسوم لصناعة السيارات المتعثرة فيها.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع قالت غيتا جوبينات نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي لـ CNBC إن تصعيد التوتر التجاري والرسوم الجمركية بين أمريكا والصين سيكون “مكلفاً للجميع”.