البيئة

هل ستعود الطاقة النووية لتأسر قلوب العالم من جديد؟

“عائلة سمبسون”‌ والطاقة⁤ النووية:‌ من الأمل إلى الشكوك

لقد أساءت “عائلة سمبسون” إلى ‌الطاقة النووية. مع‌ وجود​ أبراج تلوح فوق سبرينغفيلد، وسمكة ذات ثلاث عيون تسبح في ⁢البحيرة، ⁣وهومر⁢ غير الكفء يدير الأمور، فإن محطة الطاقة النووية في العرض تمثل خطرًا وجوديًا دائمًا. إنها نكتة متكررة بالتأكيد، لكنها أيضًا تعكس مجتمعًا⁣ فقد‌ الثقة فيما كان يُعتبر يومًا ما مصدر الطاقة الواعد للمستقبل.

هذا التحول وضع الحضارة البشرية في مأزق. فقد انخفضت تكاليف مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية بشكل حاد في السنوات الأخيرة حتى أنها ​”أدهشت الباحثين”. يومًا بعد⁤ يوم، تجد شركات الكهرباء في الولايات المتحدة ⁢طرقًا ذكية لتخزين تلك ​الطاقة، مثل الاستفادة من الحافلات ⁢المدرسية الكهربائية غير المستخدمة​ واستخدام ‍الأرض نفسها كبطارية عملاقة. ومع ذلك، لا يمكن للبشر جعل الشمس تشرق دائمًا أو الرياح تهب باستمرار، لذا يتعين على شركات الكهرباء حاليًا حرق الغاز الطبيعي الذي ​يسهم في ارتفاع درجة حرارة الكوكب ‍عندما لا تكون ⁣مصادر الطاقة المتجددة متاحة.

تولد محطات الطاقة⁣ النووية الكهرباء بشكل نظيف وموثوق به، لكن هذه التكنولوجيا أصبحت أقل شعبية. قال الصحفي البيئي ماركو فشر: “عندما ظهرت الطاقة النووية لأول مرة على الساحة، كانت هذه هي المرة الأولى التي نكسر فيها ⁤ندرة الموارد التي عرفناها طوال تاريخ البشرية”.⁤ وأضاف: “هذا المصدر الوفير للطاقة ازدهر وكان بمثابة⁢ ثورة”.

خلال أوائل الثمانينات من القرن الماضي، بدأ المشغلون بناء متوسط⁤ 19 مفاعل ​جديد سنويًا. ولكن كما يروي ⁣فشر، ‍تآمرت مجموعة⁤ متنوعة من العوامل لتحويل الطاقة‍ النووية من تقنية معجزة إلى شرير — وأصبحت موضوع نكات “سمبسون” — وذلك بفضل حادث تشيرنوبل وحوادث أخرى. بحلول التسعينيات انخفض عدد المشاريع الجديدة إلى عدد قليل كل عام. الآن ومع ذلك ،⁣ يبدو أن للطاقة النووية لحظة جديدة​ حيث يمكن أن تعمل جنباً إلى جنب مع مصادر ​الطاقات المتجددة لتسريع إزالة الكربون عن الشبكة.

جلس موقع ⁣Grist ‍مع فشر ‍للحديث عن التاريخ المضطرب لهذه التكنولوجيا.

مقتطفات من الحوار

س: بالعودة إلى التاريخ المبكر للطاقة ​النووية ، بدأت باستخدام الأسلحة الذرية الرهيبة ضد اليابان وتحولت هذه التقنية التي اعتقد الناس حقاً أنها ستكون مستقبل⁤ الطاقة؟

ج: عندما ⁣افتتحت أولى المحطات النووية⁣ في الخمسينات والستينات ، كانت⁣ هناك وعود كبيرة: إنها نظيفة ورخيصة وعصرية. كان بإمكانها تشغيل محطات تحلية المياه ⁤بحيث يكون ‍هناك ⁤الكثير من المياه النظيفة ⁤حول ‌العالم.

س: يتحدث قسم من الكتاب عن تنظيم الصناعة كونه مشكلة ولكن ليس بالطريقة التي قد يفكر بها الناس؟

ج: جاء تنظيم الصناعة بسبب ‌مخاوف التعرض للإشعاع والتي كانت مرتبطة بالخوف من الحرب النووية وخطر ⁢الإصابة بالأمراض نتيجة التلوث الإشعاعي الناتج عنها.

استمرت المخاوف والشكوك لتعطي فكرة أن أي حادث يحدث في ⁣محطة طاقة نووية يجب أن يكون نوعاً ما نهاية للعالم؛ ⁣لكن ⁢الواقع⁣ أكثر⁢ بساطة بكثير مما نتخيله.

بعد‍ حادثة فوكوشيما قررت‌ ألمانيا إغلاق ‍مفاعلاتها واحدة تلو الأخرى وكذلك فعلت اليابان؛ الحوادث تحدث نادرًَا لكنها تؤثر بشكل كبير على الصناعة.

س: بينما تحول العالم ضد الطاقة النووية وبدأ بإغلاق المحطات ، كيف حصلنا‌ على الكهرباء؟

ج: عادةً ما يحدث أنه ⁤عند​ إغلاق محطة​ نووية⁣ يتم فتح محطة غاز طبيعي لاحقاً؛ فالطاقة النوورية تنافس الفحم والغاز الطبيعي وليس⁤ بالضرورة⁢ المصادر المتجددة ⁣لأنها تستطيع العمل عند الحاجة إليها بعكس المصادر المتجددة المعتمدة على الطقس.

في النهاية, سيكون استخدام القوة الذرية أمرٌ⁤ ضروري لمواجهة التحديات المناخية​ المستقبلية ولضمان توفير‍ طاقة موثوقة ومستدامة للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى