من قبضة طالبان إلى أحضان نيويورك: قصة هروب زوجين أفغانيين ملهمة
أدانت الولايات المتحدة، يوم السبت، الإجراءات “الخطيرة والتصعيدية” التي قامت بها الصين ضد ما وصفتها بالعمليات البحرية القانونية للفلبين في بحر الصين الجنوبي.
وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية، قال المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، إن “سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني اصطدمت عمدًا ثلاث مرات بسفينة لخفر السواحل الفلبيني أثناء ممارستها لحق حرية الملاحة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالفلبين، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالسفينة وتعريض سلامة الطاقم للخطر”.
وأشار البيان إلى أن هذا الحادث هو الأحدث ضمن سلسلة من التحركات الخطيرة والتصعيدية التي قامت بها الصين في المنطقة خلال شهر أغسطس.
وبالمناسبة، جددت الولايات المتحدة دعوتها للصين للالتزام بالقانون الدولي و”التوقف عن التصرفات الخطيرة والمزعزعة للاستقرار”، وفقًا للبيان.
كما أكدت أن المادة الرابعة من معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والفلبين لعام 1951 تنطبق على أي هجمات مسلحة تستهدف القوات المسلحة الفلبينية أو السفن العامة أو الطائرات بما في ذلك سفن خفر السواحل، في أي مكان في بحر الصين الجنوبي.
وفي وقت سابق من يوم السبت، تبادلت الصين والفلبين الاتهامات بالتسبب بتصادم متعمد بين اثنتين من سفنهما التابعة لخفر السواحل قرب منطقة شعاب متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي بعد سلسلة حوادث مشابهة في المنطقة.تطالب الصين بالسيادة على معظم مساحة الممر المائي الحيوي للاقتصاد، رغم وجود مطالب مشابهة من دول مجاورة وصدور قرار من محكمة دولية في عام 2016 نص على رفض مطالب بكين.
وقال متحدث باسم خفر السواحل الصينيين إن حادثة السبت وقعت قبالة شعاب سابينا المرجانية، التي أصبحت نقطة توتر جديدة في المواجهات البحرية المستمرة بين مانيلا وبكين. تقع هذه الشعاب على بعد 140 كيلومتراً من السواحل الفلبينية و1200 كيلومتر من جزيرة هاينان الصينية.
ونقلت قناة “سي سي تي في” الصينية الرسمية عن المتحدث باسم حرس السواحل، ليو ديجون، قوله إنه بعد الظهر (4:00 بتوقيت غرينيتش) اصطدمت سفينة فلبينية “عمداً” بسفينة صينية قرب الشعاب المرجانية المعروفة في الصين باسم شيانبين. وأضاف أن “الصين تمارس سيادة لا تقبل الجدل” على هذه المنطقة، مندداً بسلوك “غير احترافي وخطير” للسفينة الفلبينية.
ومع ذلك، قال المتحدث باسم خفر السواحل الفلبيني الكومودور جاي تارييلا إن سفينة خفر السواحل الصينية رقم 5205 هي التي “صدمت بشكل مباشر ومتعمد” السفينة الفلبينية “تيريسا ماغبانوا”، البالغ طولها 97 متراً. وترسو السفينة في منطقة سابينا منذ أبريل للتأكيد على مطالبة الفيليبين بالسيادة على المنطقة.
وأضاف تارييلا أن التصادم حصل ثلاث مرات وطال ثلاثة أجزاء من السفينة ما ألحق بها بعض الأضرار. ولم يصب أي من أفراد الطاقم في الحادثة، وعثر على ثقب في السفينة.
وقال تارييلا للصحفيين: “من المهم أن نعي أن هذا التصادم حصل رغم.. سلوكنا ووجودنا غير الاستفزازي في شعاب إسكودا شول”، مستخدماً التسمية الفليبنية لسابينا شول. ويعتبر هذا التصادم هو الحادث الخامس مع سفن فلبينية هذا الشهر وفقاً لتارييلا.
وقال المتحدث باسم المجلس الوطني للملاحة ألكسندر لوبيز إن تقريراً بشأن الحادثة الأخيرة سيتم إحالته إلى دائرة الشؤون الخارجية الفلبينية للاطلاع واتخاذ القرار المناسب. وأكد لوبيز: “نتعامل مع هذا الأمر بقلق شديد”. وأضاف: “نحن موجودون هناك بناءً على أساس قانوني لأنها (المنطقة) لنا، ولا نحتاج إلى طلب إذن في منطقتنا الخاصة. لنكن واضحين جداً بهذا الشأن”.تصادمت سفن فلبينية وصينية قرب شعاب سابينا المرجانية مرتين هذا الشهر، ويقول محللون إن بكين تحاول التوغل بشكل أعمق في المنطقة الاقتصادية الخالصة لمانيلا وتطبيع السيطرة الصينية على المنطقة.
وأثار العثور على أكوام من المرجان المكسّر هذا العام في الشعاب، شكوك مانيلا حول نية بكين لبناء قاعدة دائمة أخرى هناك، ستكون أقرب نقطة لها من أرخبيل الفلبين.
وجرت مواجهات مؤخراً بين سفن فلبينية وصينية في محيط جزيرة سكند توماس شول في أرخبيل سبراتلي. وفقد بحار إبهامه خلال اشتباك هناك، في يونيو، عندما أحبط عناصر من خفر السواحل الصينيين الذين كانوا يحملون سكاكين وعصياً وفأسا محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد حامية صغيرة.
وتعد شعاب سابينا المرجانية نقطة التقاء للفلبينيين لمهمات إمداد الحامية في سكند توماس شول. وقد دفعت المواجهات المتكررة بمانيلا للإعلان خلال مؤتمر للدفاع في وقت سابق من أغسطس أن الصين هي “أكبر معطِّل” للسلام في جنوب شرق آسيا.