تحذيرات أممية: دعم عاجل للمتضررين في لبنان لمنع تكرار مأساة غزة!

من بيروت، تحدث عبر الفيديو في مؤتمر صحفي بمكتب الأمم المتحدة في جنيف، ماثيو هولينغورث مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في لبنان، وقال: “من المستحيل تلبية احتياجات أكثر من مليون شخص اُقتلعوا فجأة من ديارهم وهُجروا، دون وصول موارد إضافية”. وأضاف أن لبنان لم يكن مستعدًا بالشكل الكافي بسبب كل التحديات التي واجهها على مدار السنوات الماضية.
وبعد أسبوع من إطلاق الأمم المتحدة نداء لجمع 426 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الأزمة في لبنان، بلغت قيمة المساهمات ما يزيد قليلاً عن 12%، أو 51.4 مليون دولار. وأكد هولينغورث التزام فرق الإغاثة بمساعدة كل المحتاجين وخاصة الأكثر ضعفًا، لكنه حذر من أن العديد من النازحين بسبب التصعيد السريع في القتال لم يكن لديهم خيار سوى مغادرة منازلهم بدون أي متعلقات.
وأشار المسؤول ببرنامج الأغذية العالمي إلى إشعارات للإخلاء لم تعطِ الناس سوى ساعات قليلة للاستعداد والمغادرة. وقال إن الأسر التي نزحت على مدار العام الماضي والتي أعدت نفسها بشكل جيد كانت في وضع أفضل بكثير مقارنة بالأغلبية العظمى الذين غادروا خلال الأسابيع الماضية في غضون ساعات قليلة قبل تعرض مناطقهم للقصف.
وفي ظل القصف الإسرائيلي المكثف، قال هولينغورث إن المناطق السبع الموجودة على الخطوط الأمامية جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت قد أفرغت من مئات الآلاف من الناس، وإن “العديد من هذه المدن والقرى والضواحي لم تعد الآن أكثر من أنقاض”.
وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، يعيش الآن أكثر من 200 ألف شخص في 973 ملجأ رسمي داخل بيروت وشمال البلاد. وقال هولينغورث إن نحو 773 ملجأً مكتظ تمامًا بالسكان. وأضاف أن الناس في الجنوب قرروا المغادرة ليس فقط لأن أراضيهم ومنازلهم دمرت ولكن لأنهم فقدوا “عائلاتهم وأصدقائهم ومجتمعاتهم وهم خائفون بشكل كبير مما قد يأتي بعد ذلك”.
وأشار المسؤول الأممي إلى تقارير تفيد بحرق 1900 هكتار من الأراضي الزراعية جنوب لبنان على مدار العام الماضي وخاصةً في الأسابيع القليلة الماضية.
وبالإضافة إلى ذلك تم التخلي عن 12 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في واحدةٍ من أكثر المناطق إنتاجيةً بالبلاد وتأثر حوالي 46 ألف مزارع بشدة بالأزمة. وأشار هولينغورث إلى عدم حصاد الزيتون والموز والحمضيات في الجنوب.
وفي نداء جديد لوقف العنف في غزة ولبنان وخارجهما قال جيريمي لورانس المتحدث باسم مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان: “إن المدنيين ما زالوا يدفعون الثمن الأكبر سواء تمثل ذلك بإغلاق المستشفيات أو نزوح مليون شخص أو مقتل مدنيين أو تضرر المدارس. إن الدمار لا يصدق لجميع الناس في لبنان كما هو الحال بغزة. لا يمكننا أن نسمح بحدوث هذا مرة أخرى”.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أدى 17 هجومًا على الرعاية الصحية والعاملين بالمجال الطبي منذ السادس عشر سبتمبر إلى مقتل 65 شخصاً وإصابة 42 آخرين.
وقد أجبر أكثر من96 مركزاً للرعاية الصحية ومرفقاً صحياً على الإغلاق بالجنوب. وقال إيان كلارك المسؤول بمنظمة الصحة العالمية بلبنان إنه تم إخلاء أربعة مستشفيات إضافية جزئيًا للحفاظ على خدمات الطوارئ مع إحالة المرضى الذين يحتاجون لغسيل الكلى والرعاية الحرجة للسرطان إلى مستشفيات أخرى.
ويشدد العاملون الإنسانيون التابعون للأمم المتحدة على ضرورة إبقاء الوصول البري والجوي والبحري مفتوحا إلى لبنان الذي يعتمد على الواردات لتلبية معظم احتياجاته.