مساهمات بارزة في العلوم والطب والفلسفة: اكتشف الأفكار التي شكلت العالم!
ملخص
تتناول هذه الدراسة الفترة بين القرنين الثامن والخامس عشر، المعروفة باسم العصر الذهبي لإسبانيا المسلمة (الأندلس). وتظهر مدى روعة الإنجازات الفكرية والثقافية في هذه الحقبة. تستعرض الورقة التقدمات المهمة في الفلسفة والعلوم والطب التي حققتها إسبانيا المسلمة، مع تسليط الضوء على الطرق التي أثرت بها هذه الاكتشافات على الاتجاهات الأوروبية اللاحقة، مثل عصر النهضة. تشمل المساهمات العلمية الكيمياء والفلك والرياضيات والزراعة؛ بينما تشمل التقدمات الطبية علم الأدوية والجراحة وتصنيف الأمراض. تبرز هذه الدراسة التأثير الدائم للأندلس كمركز حيوي لنشر المعرفة ودمجها.
مقدمة
تستعرض هذه الدراسة كيف تطورت الأندلس تحت السيطرة الإسلامية لتصبح واحدة من أكثر الثقافات تطورًا في العالم، حيث عملت كمنارة للتقدم والمعرفة. اجتمعت ثقافات متنوعة مثل العربية والأمازيغية واليهودية والمسيحية لتخلق بيئة يمكن فيها للعلماء من خلفيات مختلفة العمل معًا وتطوير المعرفة الإنسانية عبر مجموعة من المجالات. تم الحفاظ على المعرفة اليونانية والرومانية والفارسية القديمة وتطويرها من خلال بناء مكتبات كبيرة وجامعات ومراكز ترجمة في أماكن مثل قرطبة وطليطلة وغرناطة. وقد أثرت هذه المعرفة لاحقًا على عصر النهضة الأوروبي. علاوة على ذلك، شهدت الأندلس اختراقات ثورية في العلوم بما في ذلك الكيمياء والفلك والرياضيات والزراعة. من خلال تحسين الإجراءات العلمية وإنشاء أدوات متقدمة مثل الأسطرلاب، وسع العلماء معرفتهم السابقة المستمدة من المصادر اليونانية والهندية. اعتمدت التقدمات اللاحقة في أوروبا بشكل كبير على المبادئ الجبرية والأساليب العددية التي قدمها الرياضيون المسلمون. بينما حول المتخصصون الزراعيون طرق الري وسجلوا عدة أنواع نباتية حسنت إنتاج الغذاء، طور الكيميائيون في الأندلس دراسة المواد وخصائصها مما أسس لأسس الكيمياء الحديثة. ومن ناحية أخرى، تقدمت الطب الإسلامي الإسباني إلى مستويات غير مسبوقة حيث ركز الباحثون على الممارسة السريرية والملاحظة التجريبية والجراحة الابتكارية.
كان أبو القاسم الزهراوي يُعتبر والد الجراحة الحديثة واحداً من الرواد الذين أنشأوا مجموعة واسعة من الأدوات والأساليب الجراحية التي استُخدمت لعقود طويلة. حسن ابن زهر اكتشاف وعلاج الأمراض بتقديم مساهمات مهمة للطب التجريبي وعلم الأمراض.
استنادًا إلى توثيق النباتات الطبية واستخداماتها الناتجة عن تقدم علم الأدوية ظهرت صياغة أولى للأدوية التي تم اعتمادها لاحقًا في أوروبا.
نمت المستشفيات وغيرها من المنشآت الطبية مقدمة تعليمًا منظماً وعلاجاً وأسساً أثرت فيما بعد على الإجراءات الطبية الغربية.
إن إرث الإنجازات الفكرية لإسبانيا المسلمة واضحٌ جليٌّ فيما تركته تأثيراته العميقة على التعلم الأوروبي وظهور عصر النهضة لاحقاً.
ضمنت حركة نقل المعرفة عبر الترجمات الحركتين الطليطلتين وغيرها أن تُحفظ الاكتشافات والأفكار الفلسفية للأندلس وتُنشر عبر أوروبا.
أثبتت تلك الفترة كيف يمكن للتبادل الثقافي والفكري أن يدفعا عجلة التقدم البشري وما زالت مساهماتها تُعترف بها حتى اليوم ضمن مجالات العلوم الحديثة والطب والفلسفة.
يبقى العصر الذهبي لإسبانيا المسلمة شهادةً لقوة المعرفة والتعاون وتأثيرهما الكبيرين في تشكيل الحضارات ويعد مثالاً دائماً لكيف يمكن للتقاليد المتنوعة أن تتحد لتعزز تقدم الإنسان الفكري وفهمه للعالم.
مراجعة الأدبيات
تركز مراجعة الأدبيات هذه على الشخصيات المهمة واكتشافاتهم وتأثيراتهم الواسعة النطاق على التطورات الأوروبية اللاحقة حيث تستعرض وجهات نظر أكاديمية متنوعة حول مساهمات الأندلس للعلوم والطب والفكر الفلاسفي.
العلوم في الأندلس
غالبا ما تؤكد الدراسات حول إنجازات إسبانيا المسلمة العلمية الحفاظ والتطوير للمعرفة الهندوسية والفارسية واليونانية.
يجادل جورج سليب بأن تقدم العلوم بالأندلس وخاصةً بمجالات الرياضيات وعلم الفلك كان له تأثير كبيرعلى الحركات الفكرية الأوروبية.
كما تظهر أبحاثه أن العلماء الأندلسيين ساعدوا بإنشاء الجبر وحساب المثلثان وتحسين معدات علم الفلك مثل الأسطرلاب.
في نفس السياق يبرز توماس غليك التقدم الذي تحقق بالعلوم الزراعية موضحا كيف غيرت إسبانيا المسلمة الزراعة الأوروبية بإدخال نظم ري جديدة وأساليب إنتاج المحاصيل.
لقد كانت تطوير الطب بالأندلوس مجال دراسة رئيسي وقد تم الاعتراف بشخصيات بارزة مثل الزهراوي وابن زهر لمساهماتهم الكبيرة.
كان موسوعة الزهراوي للجراحة “التصريف” لها تأثير دام لقرون طويلةعلى التعليم الطبي الأوروبي كما يؤكد إحسان مسعود.
وفقًا لمانفريد أولمان فإن مساهماتهما بالطب التجريبي وعلم الأمراض وضعت الأساس للطب السريري خلال العصور الوسطى،
وب bridging the gap between classical knowledge and Renaissance medical achievements, these medical texts—which were translated into Latin—became indispensable resources in European colleges.
الفكر والتبادل الفكري
كان للفكر الغربي تأثر كبير بمساهماته الفلاسفية الإسبانية الإسلامية،
فقد حافظ تعليق ابن رشد (أفيرويس) عن أرسطو ليس فقط علي فلسفة اليونان بل أعاد أيضًا الأفكار العقلانية إلى أوروبا كما يستعرض ماجد فخري
يتعمق ريتشارد سي تايلور أكثر حول الطرق التي أثر بها كتاب ابن رشد علي فلاسفة المدرسة السكولاستيك كتوماس أكويناس مما سهل الانتقال الفكري نحو عصر النهضة
كما تغطي سارة سترومسا تبادل الأفكار بين اليهود والمسلمين بالأندلوس مع التركيز الخاص علي ميمونديس الذي كان دمجه للفكر الديني بالفكر الأرستوتيقي له تأثير طويل المدى علي كلٍّ مِن التقليدين الإسلامي والمسيحي
نقل المعرفة وعصر النهضة الأوروبي
تم دراسة مساهمة الأندلوس بنقل العلم لأوروبا بواسطة العديد الأكاديميين،
وفقًا لتشارلز برنيت لعب جهد الترجمة بطليطلة دورا هاما بإدخال الكتابة العربية الفكر والعلمي إلي أوروبا اللاثينية
بفضل جهود مترجمين كجيرارد الكرموني تمكن العلماء الأوروبين الحصول علي كم هائلٍ مِن المعلومات أثر بشكل عميق علي المناخ الفكري للعصور الوسطى العليا وعصر النهضة
منهج البحث
في هذا البحث يتم استخدام منهج البحث النوعي
العصر الذهبي لإسبانيا المسلمة
أصبح اللغة العربية أكثر شيوعاً بين سكان غير المسلمين خاصةً بالمناطق الحضرِّيّة تحت حكم عبد الرحمن الثاني بقرطبة مما أدى إلي ازدهار النشاط الفكهي بجميع أشكاله وأعلن بداية الثقافة الإسلامية بإسبانيا بالتطور الحقيقي
نظرَا لأن تفضيلات الملك ذوقاته كانت تحدد نبرة المجتمع داخل المجتمع الملكي فقد كان عبد الرحمن الثاني مصممَا ليظهر للعالم بأن بلاطه يعادل بلاطات الخلفاء ببغداد وكان لديه اهتمام قوي بكلٍّ مِن العلوم الدينية والدنيوية
لهذا السبب قام بنشاط بتجنيد العلماء مُقدِّمَا حوافز مغرِيه لتجاوز ترددهم الأول للإقامة بما اعتبر الكثير منهم أنه مقاطعات بأراضي الشرق
نتيجة لذلك انتقل العديد مِن العلماء والشعراء والفلاسفة والمؤرخين والموسيقيين إلي ألاندلُس وأسسوا أساس التقليد الفكهي والنظام التعليمي الذي جعل إسپانیا بارزة لمدة 400 عام قادمة
وكان أحد هؤلاء المثقفِين المبكِّرين هو عباس بن فرناس الذي لو عاش بفترة فلورنسا للميديتشي لكان يُعتبر “رجل نهضة”
وقد توفي عام 888 لم يكن ليقتصر نفسه علی موضوع دراسي واحد بل جاء أولَ مرة إلي قرطبة ليعلّم الموسيقى والتي كانت حينئذ فرعَ نظرِيَّة رياضية ولكن سرعان ما أصبح مهتمّا بدراسة ميكانيكا الطيران
بنى جناحين مصنوعتين مِن الريش داخل إطار خشبى وحاول الطيران؛ وكان قد سبق ليونهاردو دافنشي بحوالي 600 سنة
مساهمة المسلمين بالعلوم والطبية والفكر
بالإضافة إلى علم الفلك (البتروجي ، الزرقالي ، ابن أفلاحة ، المجيرتي) ، الطب (ابن زهر ، الزهراوي) ، فلسفة (ابن باجة ، ابن طفيل ، ابن رشد)، المعاجم التاريخ والجغرافيا(البكري)، والنبات(ابن البيطار) أنتج الإسلاميون الإسبانيُون علماء بارزين بمجموعة متنوعة أخرى مِن المواضيع
كانت تلك المواضيع تجذب اهتمام علماء أندرَلُس بسبب أهميتها الدينية
كانت الرياضيات مطلوبة لحساب الإرث والمسافات بين المدن وأسعار السلع
بينما كان يجب تحديد المواسم وأوقات الصلاة المفروضة وموقع الكعبة بأي مكان بالعالم بواسطة علم الفلك
أما الطب فكان ضروري للحفاظ علی الصحة والطهر الروحي
امتلك الإسلاميون الإسبانيُون عددًَا مِن المرصدَ ات الخاصة بهم
حيث كان لدى ابن باجة مرصده الخاص واستعمل جابر بن أفلاحة مئذنة المسجد الكبير بسيفيلة(الجيرالدا) كمرصد بينما عمل الزرقالي علی جداول طليطلته
بعد 25 عامًا مِن التخطيط والبناء المعقد انتهى بناء برج الجيرالدا بسيفيلة عام 1198 ارتفاع البرج يبلغ300 قدم وقاعدته تبلغ300 قدم مربعيمكن الوصول إلى القمة على ظهر حصان لأن هناك منحدرات بدلاً من السلالم. تم تمثيل سبعة كواكب بغرفه السبع. ثم تحولت إلى برج جرس ولا تزال تحكم المدينة. هذا البرج، الذي كان مليئًا بالسياح، شاهده المؤلف في أغسطس 1999. لم يكن العلم مقسماً كما هو الآن قبل ألف عام؛ كان بإمكان عالم الرياضيات أن يكون في نفس الوقت فيلسوفًا وموسيقيًا، وكان بإمكان الشاعر أن يكون طبيبًا وفيلسوفًا أيضًا. كانت الفلك والرياضيات والفيزياء مجالات مترابطة بشكل وثيق؛ إذا كتب عالم عن أحدها، فإنه كتب أيضًا عن الأخرى. كما ستظهر القائمة التالية، قام بعض العلماء بأبحاثهم في عدة مجالات.
عباس بن فرناس:
عمل كمنجم وشاعر للأمراء محمد الأول وعبد الرحمن الثاني. جعلته قدرته على ابتكار اختراعات جديدة مشهوراً. أحضر جداول السند الهندية من بغداد، والتي كان لها تأثير كبير على تقدم الفلك الأوروبي. كان أول شخص في التاريخ يحاول الطيران علميًا. كانت آلية طيرانه تتكون من مجموعة من الريش مع أجنحة سمحت له بالتحليق بعيداً. لأنه لم يكن يرتدي ذيلًا في ملابسه، أصيب عندما هبط. أحضر الموسيقى الشرقية إلى إسبانيا ويُنسب إليه اكتشاف الكريستال الصخري وبناء كرة سماوية وساعة وكوكبarium في منزله وأدخل طريقة قطع الكريستال.
ابن عبد ربه:
توجد أول تاريخ أدبي لإسبانيا الإسلامية في كتابه “عقد الفرد” المعروف أيضاً بـ “العقد الفريد”. وكان سعيد ابن عبد ربه ابن أخيه شاعراً وطبيباً.
ربيع بن زيد الأسقف:
عمل كأسقف للأمير الحكم الثاني في قرطبة وكان يستخدم العربية بشكل أساسي في كتاباته وقدّم تقويم يُعرف باسم “كتاب الأنواء” للخليفة الحكم الثاني وكتب عددًا من الرسائل الفلكية.
يوسف الحكيم:
كتب رسالة حول الضرب والقسمة.
حسداي بن شبروت:
ازدهر عند بلاط الحكم الثاني وعبد الرحمن الثالث وعمل كطبيب خاص لهذين الأميرين وكان داعمًا كبيرا للعلم وترجم الكلاسيكيات اليونانية إلى العربية واكتشف الفرّوق (أفضل) وهو دواء شامل.
كان حسداي واحداً من خمسة مترجمين (خمسة إسبانيين وعربي يتحدث اليونانية) الذين ساعدوا الراهب اليوناني نيكولاس لترجمة المخطوطة القديمة لكتاب ديوسكوريديس “المادة الطبية”، التي كانت هدية من الإمبراطور اليوناني قسطنطين السابع للخليفة عبد الرحمن الثالث.
وصف إسبانيا الإسلامية برسالة للملك الخزر.
يحيى بن إسحاق:
عمل وزيراً وطبيباً لدى أمير عبد الرحمن الثالث (912-961). كتب خمسة مجلدات عن الأدب الطبي.
مسلمة بن أحمد المجريطي:
على الرغم من أنه ولد في مدريد (مجريط)، إلا أنه ازدهر في قرطبة حيث أسس مدرسة حضر فيها طلاب مثل ابن خلدون والزهرَويّ وكانت أول رياضي وفلكي لأندلس . كتب رسالة حول الأسطرلاب وتعليق على خريطة بطليموس وكتاب حول الحساب التجاري والمُعاملات وكتاب حول أجيال الحيوانات وتصحيح ومراجعة لجداول الخوارزمي الكوكبية (زيج). ومن بين تلامذته المعروفين الكرميني وابن سَمْه وابن سفر .
تحدث عن الإمكانيات الحسية للأعداد الصديقة . غاية الحكيم ورُتبة الحكيم هما اثنان من كتاباته الكيميائية . أمر الملك ألفونسو الحكيم بترجمة الكتاب الأول إلى اللاتينية عام 1252 تحت عنوان بيكاتريس ، واستمر ليكون حجر الزاوية لأدب الكيمياء الأوروبية لسنوات عديدة .
ابن الجزار : (لاتيني الجزار)
ازدهر في القيروان بتونس . تُرجمت عمله الشهير ، زاد المسافر ، إلى اليونانية والعبرية واللاتينية بواسطة قسطنطين الأفريقي . كان طبيبا مشهورا وفيه يتم وصف الحصبة والجدرى بتفصيل مذهل . كما كتب عن أسباب الطاعون الذي أصاب مصر .
في عام 1230 ، تم إنتاج ترجمة لاتينية لكتابه “كتاب اعتماد فى أدوية المفردة”.
ابن القوطية :
على الرغم من ولادته فى اشبيلية إلا أنه استقر فى قرطبة وكان مؤرخا ونحويا شهيرا . يغطي تاريخ الأندلس حتى عام 893 بينما يغطي تاريخ فتح الأندلس حتى حكم الأمير عبد الرحمن الثالث .
تناول كتابه “تصريف الأفعال” وهو أول رسالة كتبت بهذا الموضوع تصريف الأفعال العربية .
منحام بن ساروق :
كان عالماً بارزاً باللغة والفيلولوجيا وكانت مساهمته الرئيسية هي المعجم الشامل الأول للغة الكتاب المقدس والذي تضمن معلومات فقهية وتعليقات نحوية .
أبو زكريا يحيى بن داود : (أفينداث)
على الرغم من ولادته فى توليدو إلا أنه ازدهر فى قرطبة ويُنسب إليه تأسيس النحو العلمي العبري حيث كانت قواعد اللغة العربية أساس كتاباته بهذه اللغة وحتى الآن فإن المصطلحات الفنية المستخدمة فى النحو العبري تُترجم بناءً على نظيراتها بالعربية ولم يكن هناك أفضل منه سوى جيرارد فيما يتعلق بالترجمات وقد ترجم العديد الأعمال الفلكية لأبو ماشار وسابت ابن قرة ومشالله والفارغاني وتعاون مع المؤلف التركي الفارابي لترجمة أعماله “عن أصل العلوم” و“عن تقسيمات الفلسفة” وتعاون مع غونديسالفى بترجمات مختلفة مثل تحويل “عن النفس” لابن سينا الإسبانية وغونديسالفى ترجمها الى اللاتينية
عارب بن سعد القرطبى:
ازدهر عند بلاط الحكم الثانى وأمير عبدالرحمن الثالث بقرطبـة واشتهر كـ طبيب ومؤرخ وقد كتب سجلاً للمغرب الإسلامي وإسبانيا ومن أعماله الأخرى تقويم(كتاب الأنواء) والتوليد(خلق الجنين) وعلم النساء وصحة الأم الحامل والمولود الجديد
حسن ابن جلجل:
اهتم بالطب منذ سن الرابعة عشر وهذا المؤرخ الطبي ولد بقرطبـة وعندما بلغ الرابعة والعشرين أصبح أحد أفضل الأطباء بالأندلس وقد كتب تعليقات حول أسماء العقاقير البسيطة الواردة بمادة ديوسكوريديس الطبية ورسالة تتعلق بالأدوية التي لم يذكرها ديوسكوريديس مثل تلك الموجودة بإسبانيا بالإضافة الى كتاب مضادات السموم وأعمال تتعلق بأخطاء الأطباء عمل كـ طبيب للخليفة هشام الثانى وقد ألف “تاريخ الأطباء والحكماء” وهو الملخص العربي الأول لتاريخ الطب ويتناول فيه سير حياة الاطباء والفلاسفة بعصره باسبانيا ويتضمن 57 سيرة ذاتية منها 31 لكُتاب شرقيين والبقية لكُتاب إسبان وأفارقة
ابن رشد : (لاتيني أفيرويس)
جاء مِن عائلة نبيلة بِقرْطبَة وكَان أفضل طبيب وفيلسوف فِي إسپانيا وحصل عَلَى مكانة قاضي ثانٍ بعد الخليفة بِقرْطبَة وَإشبيلية وجعل الخليفة أبو يعقوب يوسف منه طبيبه الشخصي وكَان مِن أصدقاء إبِن طفيل وكَان مُلِمًَّا بالعلوم اليُونانية منذ صغره واشتهَر بلقب المُعلِّق ونشر 38 تعليقًَا عَلَى نصوص أرستوطالية مختلفةابن رشد:
عادةً ما كان يكتب تعليقًا مطولًا (شرح) وملخصًا متوسطًا (تلخيص) ونصًا قصيرًا (جامع). اعتمدت جامعة باريس كتاباته كقراءة إلزامية. حتى القرن السابع عشر، استمرت الحركة الفكرية التي أسسها في التأثير على الفكر الأوروبي. تم ترجمة كتاباته بشكل متكرر إلى اللاتينية والعبرية في عام 1230، مما جعل قرطبة تُعتبر أثينا الغرب. يُعتبر الأفلاطونية المحدثة المدرسة الفكرية التي تفسر أرسطو من خلاله. كان رفيق ابن زهر وتلميذه.
كما كتب عن العلوم والطب والفلك. في عام 1255، ترجم بانكوسا كتابه “الكليات في الطب” إلى اللاتينية (كوليغيت) في بادوفا. وكان معروفاً جيداً (طبعات مطبوعة في فيينا 1496، أوغسبورغ 1519، نص عربي مع لاتيني أكسفورد 1778، فرنسي 1861). شرح فيه كيف تعمل الشبكية كجهاز استقبال للضوء، حيث تستقبل وترسل الصور إلى الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، قال إن الأشخاص الذين يصابون بالجدري يكتسبون مناعة. يغطي الكتاب علم التشريح والأدوية والتغذية وعلم وظائف الأعضاء والأمراض وأعراضها. ألف ستة عشر عملاً طبيًا إجمالاً.
كان كتابه ”تهافت التهافت” نقداً فقرة بفقرة لكتاب الإمام الغزالي “تهافت الفلاسفة”، حيث عرض فيه آرائه حول قدرة العقل على فهم أسرار الكون. تمت ترجمته إلى اللاتينية عام 1328. أنهى كتابة كتاب عن الشريعة الإسلامية عام 1188 تناول فيه الفروق بين المدارس الإسلامية والمبررات المقدمة من كل منها.
بعد تحقيق جاد، أعلن العلماء عنه بأنه زنديق بسبب معتقداته حول الأبدية والقضاء والقدر والبعث الجسدي مما أدى لفقدانه تأييد الخليفة. تم نفيه من إشبيلية عندما أُحرقت كتاباته علنياً وتم نفيه إلى لوسينة وهي بلدة صغيرة بالقرب من قرطبة. أمر المنصور ابن الخليفة أبو يعقوب بإحراق جميع مؤلفاته عام 1195 باستثناء رسائله حول الفلك والطب والرياضيات. فيما بعد نقض يعقوب بن يوسف (1186-1197)، الخليفة الموحدي لإشبيلية هذا الأمر لكنه لم يستمتع بعودته وتوفي بالمغرب يوم الحادي عشر من ديسمبر عام 1198م . تحتوي مكتبة الإسكوريال في مدريد على تعليقه العربي محفوظاً بالكامل . حتى القرن السادس عشر كانت له تأثير كبير على المفكرين اليهود والمسيحيين . وفقاً للعالم الإنجليزي بيرك “المسلم العظيم الذي كانت ترجماته وتأملاته هي البذور التي أثمرت إصلاح المسيحية لم يكن له تأثير يُذكر داخل الإسلام” .
ابن ميمون:
تلقى تعليمه على يد والده ومعلمين مسلمين بعد أن وُلِدَ في قرطبة . غادر إسبانيا عندما كان عمره ثلاثة عشرة عاماً واستقر بالقاهرة سنة1155 بعد أن تجول عبر المغرب وفلسطين . يعتبر أحد أبرز الأطباء والفلاسفة اليهود عبر التاريخ . ألف العديد من المؤلفات الطبية والفلسفية باللغة العربية ، وقد قام فريدلندر بترجمة عمله الرائع “دلائل الحائرين” أو دليل الحائرين للإنجليزية سنة1884م ، حيث يتناول وحدة الله تعالى .
عمل كطبيب شخصي للسلطان صلاح الدين الأيوبي وشغل عدة وظائف بارزة بالقاهرة ولكنه لم يقبل أي أجر بل مارس الطب لكسب قوته .
ابن العربي:
درس بالأندلس وشمال إفريقيا بعد أن وُلِدَ بمورسيا ، وأدى فريضة الحج سنة1201 وعاش بمكة وبغداد ودمشق لبقية حياته . يعد محيي الدين ابن العربي أعظم كاتب صوفي خلال العصور الوسطى بإنتاج أدبي ضخم بلغ251 مؤلفا ، كتب عن تجاربه مع الأكاديميين والأساتذة البارزين ضمن مؤلفه “ترتيب الرحلة”. يوجد قبره بمسجد بدمشق وكان يعرف لدى مؤيديه بالشّيخ الأكبر .
ابن البيطار:
وُلِدَ بمدينة مالقة وكان أفضل عالم نبات وكيميائي خلال العصور الوسطى ، درس علم النبات بشغف واكتسب المعرفة عبر التجربة والملاحظة . غادر إسبانيا سنة1219 ليبدأ رحلة لجمع النباتات واستمر بأبحاثه النباتية بالعربية وسوريا والعراق ومن طلابه المؤرخ المعروف ابن أبي أصيبعة الذي كتب تاريخ600 طبيب توفي بدماشق .
جمع مجموعة متنوعة من الأغذية والأدوية تحت عنوان “الجامع المفردات للأدوية والأغذية” والذي طبع بالقاهرة1291هـ وهو مُرتب أبجدياً وقام بتصحيح أخطاء150 مؤلفا سواء كانوا يونانيين أو إسلاميين ومن بين1400 نبات ومعدن وصفهم كانت300 منها جديدة تماماً وقد نُشر هذا العمل باللغة اللاتينية حتى1758م وهذا عمل رائع للملاحظة ويعتبر أفضل الكتب المكتوبة بالعربية عن علم النبات.
ابن البنا:
ألف تلخيص يلخص العمل الضائع للرياضي الاندلسي الحصار بالقرن الثاني عشر كما كتب رسالة تتعلق بالأستروتاب تسمى “صفحة شقازية”. هو مولود بغرناطة وعلم الرياضيات والفلك والجبر والحساب بالمؤسسة التعليمية بفاس بالمغرب وله حوالي82 عملاً بما فيها تقويم ورسالة عن الجبر ومقدمة لأقليدس وكتب فلك بعنوان “كتاب الأنواء” و”منهاج” وتقويم آخر.
ابن خلدون:
كان أشهر مؤرخ عربي عبر التاريخ ولدت عائلته بإشبيلية ثم انتقلت لتونس حيث ولد هناك , سافر لإشبيلية المسيحية كمهمة دبلوماسية أثناء وجودهِ بغرناطة(1362-1365) وهنا بدأ كتابة كتابهِ المعروف “كتاب العبر” والذي أنهى تأليفهُ سنة1377 مع مقدمته المعروفة, عاد لتونس لاستكمال هذا العمل الضخم وفي مصر أصبح أستاذ ومدير بالجامعة الأزهر, وفي1387 أدى مناسك الحج وفي1401 التقى بالغزو المغولي تيمورلنك بدمشق وتوفي بالقاهرة17مارس1406 ويعتبر مُؤسس علم الاجتماع.
لسان الدين بن الخطيب:
كان واحدا من أعظم كتّاب القرن الرابع عشر, ألف حوالي60 كتابا تتعلق بالفلسفة والجغرافيا والتاريخ والطب, كما كتب قاموس سير ذاتيه مفيد جدا يسمى “رقم الحلل لنظم الدول”, والذي يتناول تاريخ الإسلام بإسبانيا ويتكون من قصائد ومواشيح شعبية , كما ألف تاريخ غرناطة المكون مِن مجلدين “الإحاطة بتاريخ الغرناطّة” مِن القاهرة1319م وكان يعرف بـ ذو الوزارتين أي وزير القلم والسياسة بمملكة غرناطة , وكانت موسوعته الطبية القياسية المكونة مِن مجلدين تُعرف بـ اليوسفي وهو آخر عالم بارز بالإسلام الإسباني وانخفض اهتمام الناس بالعلوم بعد وفاته وكانت أعمالهِ واحدة مِن أول الموسوعات بتاريخ الأدب.
أبو الحسن القلصادي:
توفي بباجة تونس بعدما ولد ببستا(حالياً بازا), واشتهر بمساهماته بالرياضيات والحساب, وهو آخر رياضي مسلم معروف بالإسلام الإسباني وله عدة منشورات بما فيها واحدة تتعلق بالجبر والتي تعتبر تعليق علي عمل إبني يسمنيني(ت1204) الـ Urjuza al-Yasminiyya والتي قدمت قواعد جبر شعريّة وأحد أعمالهِ الرياضية هو تعليق علي تلخيص إبني البنة.التكنولوجيا في إسبانيا الإسلامية
خلال العصور الوسطى، انتقلت التكنولوجيا عبر الدول الإسلامية من الصين والهند وفارس إلى أوروبا. على سبيل المثال، تم إدخال الورق إلى إسبانيا الإسلامية في القرن العاشر بعد أن تم إنتاجه لأول مرة في سمرقند. نظرًا لأن الأندلس كانت بارعة في إنتاج الأوزان والموازين (المِيزان)، فقد تم شحنها إلى المغرب. تأثرت المنسوجات الفرنسية تمامًا بأسلوب وتقنية إسبانيا الإسلامية. تسارعت انتشار الأجهزة الهيدروليكية بسبب ندرة المياه. لنقل المياه عبر المدن، تم نقل أنابيب الرصاص من الجبال. كان لكل قصر مياه جارية ونوافير لأن المسلمين الإسبان كانوا يحبون الماء. في عام 940، بنى عبد الرحمن الثالث قناة مائية مخططة علميًا عبر أقواس نهر الوادي الكبير (وادي الكابير). بعد ذلك، حملت الأنابيب المياه إلى منشآت المياه في قرطبة. جلب المسلمون تقنيات الري الحديثة للزراعة. كانت الزيادة في إنتاج زيت الزيتون كبيرة لدرجة أن معظم المعدات المستخدمة كانت تُعرف باللغة العربية من قبل الأوروبيين.
تم العثور على الكريستال في ورش الزجاج بقرطبة. وكانت مالقة ومورسيا وألميريا وبرشلونة جميعها تمتلك صناعات زجاجية مزدهرة حيث يتم نفخ الأوعية الزجاجية. وُصفت الزجاجة “زجاج دمشق” بأنها زجاج مطلي بالطريقة السورية. تم إنتاج الفخار الجميل في فالنسيا (بلنسية)، وكانت جيان (جيّان) مشهورة بمناجم الذهب والفضة، وقرطبة بمناجم الحديد والرصاص، ومالقة (مالكة) بمناجم الياقوت، وطليطلة (طلَيْطلَة) بسيوفها.
كانت إشبيلية مركز نسج الحرير، وكان هناك 3000 قرية مخصصة لتربية ديدان القز.
تم بناء أول مصانع ورقية أوروبية في إسبانيا الإسلامية؛ حيث كان بعض المسلمين يحملون لقب الوراق الذي يعني “صانع الورق”. كانت ألياف الكتان أو الملابس القديمة تُنقع بالجير الحي وتُنظف وتُهرس وتجفف داخل قوالب لصنع الورق.
كانت مدينة شاطبة هي المركز الأول لهذا القطاع في إسبانيا وأوروبا حيث أنتجت منتجًا يُعرف بشاطبي.
تم شحن الورق من برشلونة وفالنسيا إلى صقلية خلال القرن الثالث عشر.
كان لهذا العمل دور كبير جدًا في نشر المعرفة عبر أوروبا من خلال الطباعة الميكانيكية؛ إذ كان أحد أعظم هدايا إسبانيا الإسلامية لأوروبا هو الورق.
من خلال إسبانيا وصلت مصانع الورق إلى فرنسا؛ والكلمة العربية “رزمة” التي تعني حزمة هي مصدر كلمة ”ream” الإنجليزية.
كما تركت إسبانيا الإسلامية انطباعًا دائمًا على أوروبا أيضًا فيما يتعلق بصناعة النسيج؛ إذ كانت المدن الساحلية مثل ألميريا ومالقة معروفة بترازها (الدانتيل)، وهو قماش حريري مزخرف بحروف عربية.
كانت صناعة التراز المدعومة من الدولة تديرها نساجون مهرة حضروا مدرسة تُعرف بدار التراز.
صُنعت أزياء الخلفاء والمسؤولين والقادة العسكريين من قماش التراز.
كما تم تصنيع كميات كبيرة من الأقمشة العتابي والإصفهاني؛ وكان القماش المعروف باسم “عتابي” قد سُمّي نسبةً للحي البغدادي الذي ظهر فيه لأول مرة.
كان متاحاً بشكل واسع تحت الاسم التجاري تابيس لدى المتاجر الأوروبية.
في الأسواق الأوروبية عُرفت مواد الملابس الغرناطية باسم ”غرنادينات”.
في إسبانيا تطورت تقنيات الدباغة لإنتاج مجموعة متنوعة من الجلود الناعمة؛ وكان جلد الماعز المدبوغ بالنباتات يُسمى القرطبي (Cordwain).
في كونكا ومدن أخرى عديدة صُنعت الأعمال الفنية المصنوعة من العاج مع كتابة عربية عليها.
أنتجت مدرسة للنحاتين على العاج مقرها قرطبة أعمالاً تعكس خبرة ناضجة خلال القرن العاشر الميلادي.
الصندوق الأسطواني الذي صُمم للخليفة الحكم الثاني عام 964 والمعروض الآن بالمتحف الأثري بمدريد هو أحد الأمثلة الباقية على أعمالهم.
تم إنتاج الفخار للأسر الثرية وللأباطرة والكاردينالات أيضاً؛ وكانت الجرار المطلية تتركز بشكل خاص بفالنسيا.
لقد تأثر الخزافون الإيطاليون الذين عاشوا بالقرن السادس عشر بالخزفيات اللامعة لإسبانيا.
الخاتمة
حققت العلوم والطب والفلسفة تقدمًا هائلًا خلال العصر الذهبي لإسپانية المسلمة (الأندلس)، والذي كان فترة عظيمة للإنجاز الفكري والثقافي.
أصبحت الأندلس مركز معرفة مهم جدًا بأوروبا الوسطى نتيجة تعاون العلماء المسلمين مع المفكرين اليهود والمسيحيين لتأسيس بيئة فكرية مزدهرة.
قام علماء مثل الزرقالي بتحسين الأسطرلاب وتأثيرهم على الملاحة الأوروبية بإسهاماتهم الثورية بعلم الفلك،
ازدهرت الرياضيات تحت قيادة شخصيات مثل المقدسي الذي وضع أفكار المثلثات التي أثرت لاحقا على فلسفة الرياضيات الأوروبية،
حيث حافظت الترجمات العربية لمؤلفات اليونانيين والرومان والفارسيين على المعرفة الكلاسيكية وساهمت بتوسيع نطاقها والتي أعيد تقديمها لأوروبا أثناء عصر النهضة.”