مجزرة مروعة في سنار: 21 قتيلاً في قصف يُنسب لقوات الدعم السريع!
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن الحرب المستمرة منذ أكثر من 16 شهراً في السودان، أدت إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وهي حصيلة هائلة وسط صراع دمر الدولة الشاسعة. وأعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس هذه الحصيلة خلال مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، والتي تُعتبر مقر الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من الجيش.
وأشار تيدروس إلى أن العدد الفعلي للقتلى قد يكون “أكبر بكثير”. وأضاف في ختام زيارته التي استمرت يومين: “السودان يعاني من أزمة عاصفة. حجم الدمار صادم، والإجراءات المتخذة للحد من الصراع غير كافية”.
وقد شكك الطبيب والإعلامي هيثم مكاوي في الأرقام التي تعلنها الأمم المتحدة عن ضحايا الحرب في السودان، مشيراً إلى أن الأرقام تبدو أقل بكثير من حجم الكارثة. وقال مكاوي لموقع الحرة إن “الأمم المتحدة نفسها أعلنت مقتل حوالي 15 ألف شخص في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. وبالتالي ليس من المنطقي أن يكون العدد الكلي للقتلى 20 ألف شخص”.
وأشار إلى أن ما جرى في الجنينة تكرر بصورة أو بأخرى في مدن سودانية كثيرة، مما يدل على أن الإحصائيات ليست دقيقة. وكان تقرير للأمم المتحدة قد أشار في يناير الماضي إلى مقتل ما بين 12 ألفاً و15 ألف شخص بمدينة الجنينة خلال الفترة بين أبريل ويونيو 2023.
ولفت المتحدث ذاته إلى وجود عوائق تمنع وصول الفرق الطبية والطوعية إلى مناطق النزاع، مما يجعل الكثير من الضحايا خارج الحصر. وفي 19 مايو الماضي، أعلنت نقابة أطباء السودان عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص وإصابة أكثر من 70 ألف آخرين، وتوقعت أن يكون الرقم الحقيقي للضحايا أكبر بكثير.
وفي تقرير صدر عن لجنة الإنقاذ الدولية بتاريخ 25 يونيو، تم الإشارة إلى أن تقديرات ضحايا الحرب تصل إلى نحو 150 ألف شخص. كما أشارت اللجنة -وهي منظمة غير حكومية مقرها نيويورك- إلى أن حوالي 25 مليون شخص بحاجة ملحة للمساعدة الإنسانية والحماية.
وكان المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو قد لفت أيضاً الانتباه لتقديرات تشير لمقتل نحو 150 ألف شخص خلال الحرب.
مع اقتراب الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لإكمال شهرها السادس عشر لا يزال الجدل مستمراً حول حجم الكارثة وما خلفته الحرب من دمار بينما تتناقض الإحصائيات الخاصة بالقتلى الصادرة عن جهات محلية ودولية.
وانزلق السودان للفوضى منذ أبريل عام 2023 عندما انفجرت التوترات المتزايدة بين الجيش وقوات الدعم السريع ودخل الجانبان حرباً مفتوحة بجميع أنحاء البلاد. وقد حول الصراع العاصمة الخرطوم وغيرها من المناطق الحضرية لساحات معارك مما أدى لتدمير البنية التحتية المدنية ونظام الرعاية الصحية المتهالك أصلاً.
كما أغلقت العديد من المستشفيات والمرافق الطبية أبوابها بسبب النزاع الذي خلق ما يصفه الخبراء بأنه “أكبر أزمة نزوح في العالم”. وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من13 مليون شخص أجبروا على الفرار منذ بدء الصراع بينهم أكثرمن2.3 مليون فروا لدول مجاورة وأصبحوا لاجئين.
وقالت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إن القتال شهد ارتكاب الجانبين لجرائم تشمل حالات اغتصاب جماعي وقتل بدوافع عرقية ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وطالب محققون مدعومون بالأمم المتحدة بتشكيل “قوة مستقلة ومحايدة” لحماية المدنيين واتهموا كلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب مثل القتل والتشويه والتعذيب.
وأدت الفيضانات الموسمية المدمرة مؤخراً لتفاقم الأزمة حيث قُتل العشرات وجرفت بنى تحتية حيوية في12 محافظة بالسودان الـ18 . كما تفشى وباء الكوليرا ليكون أحدث كارثة تضرب البلاد حيث قالت وزارة الصحة السودانية إنه أسفر عن وفاة165شخصاً وإصابة حوالي4200 آخرين خلال الأسابيع الماضية .
وقال تيدروس: “ندعو دول العالم للاستيقاظ ومساعدة السودان للخروج مما يعيشه الآن . وقف إطلاق النار الفوري صار مطلوباً بشكل عاجل ، وأفضل حل للأزمة هو السلام”.