مجزرة جديدة: 12 شهيدًا فلسطينيًا في هجوم عسكري إسرائيلي شامل بالضفة الغربية
قُتل 12 فلسطينياً على الأقل وأصيب أكثر من 20 بجروح في عملية عسكرية واسعة النطاق شنّها الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء، شمالي الضفة الغربية المحتلة، بمشاركة قوات برية وبإسناد جوي. هذه الخطوة أثارت قلق الأمم المتحدة وتزامنت مع الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ نحو 11 شهراً.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها أن حصيلة القتلى في جنين وطوباس منذ صباح الأربعاء ارتفعت إلى 12 شخصاً، بينما تجاوز عدد الإصابات العشرين، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل تسعة مسلحين في جنين وطوباس وطولكرم، سبعة منهم قضوا نتيجة الغارات الجوية.
وعبرت الأمم المتحدة عن أسفها لوجود “أطفال” بين القتلى، مشيرة إلى أنها تتابع “بقلق بالغ” تطورات الوضع في الضفة الغربية المحتلة. واستنكرت الأمانة العامة للمنظمة الدولية “تكتيكات حرب فتاكة يبدو أنها تتجاوز المعايير الدولية المتعلقة بحفظ النظام”.
ووفقاً لحركة حماس، فإن ثلاثة من القتلى في مخيم جنين هم من أعضاء جناحها المسلح كتائب عز الدين القسام.
وفي مساء الأربعاء، سُمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات في المنطقة بينما كانت جرافات الجيش لا تزال تعمل هناك حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وفي حديثه للصحفيين، لم يعلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني على المدة التي ستستغرقها العملية أو عدد القوات المشاركة فيها. وأشار شوشاني إلى أن العملية تأتي بعد “ارتفاع كبير في النشاط الإرهابي خلال العام الماضي” انطلق من المدن المستهدفة. وذكر أن “أكثر من 150 هجوم إطلاق نار وعبوات ناسفة… انطلقت من هذه المناطق وحدها”.
من جانبه أكد المسعف في الهلال الأحمر أحمد زهران أن هناك عراقيل توضع أمام عمل الطواقم الطبية قائلاً: “ليست هذه المرة الأولى التي تعرقل فيها الطواقم الطبية؛ فقد تم عرقلة عملهم منذ بداية الاقتحام وإغلاق مداخل مخيم نور شمس ومداخل مستشفيات المحافظة”.
وبسبب العملية العسكرية الإسرائيلية قطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارته إلى السعودية لمتابعة “العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية” المحتلة وفق ما أفادت به وكالة وفا.
وقال محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة لوكالة فرانس برس إنه يرى في هذه العمليات “إشارة”.خطيرة وغير مسبوقة”، مضيفًا “يبدو أن كل شيء يشير إلى أن هذه العملية ستستمر”.
وترفع هذه العملية العسكرية عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية إلى 637 منذ 7 أكتوبر، وفقًا للأمم المتحدة.
وقُتل ما لا يقل عن 19 إسرائيليًا، بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون أو خلال عمليات عسكرية، حسب البيانات الرسمية الإسرائيلية.
“بكل قواه”
من جهتها، أعلنت واشنطن التي تعارض أي توسيع للمستوطنات في الضفة الغربية، فرض عقوبات جديدة يوم الأربعاء تستهدف مستوطنين إسرائيليين.
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن حكومته “تنظر بخطورة بالغة إلى فرض عقوبات على مواطني إسرائيل”.
في الأسابيع الأخيرة، ركزت العمليات الإسرائيلية على شمال الضفة الغربية حيث تنشط فصائل مسلحة ضد إسرائيل منذ ما قبل بدء حرب غزة.
واعتبر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العملية الجارية “لا تختلف كثيرًا” عن المعتاد.
لكن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس قال: “يعمل الجيش بكل قواه منذ الليل في مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم لتفكيك البنى التحتية الإرهابية الإيرانية-الإسلامية التي زرعت فيها”.
واتهم الوزير الإسرائيلي إيران الداعمة لفصائل فلسطينية مسلحة بـ”إقامة جبهة إرهابية في الشرق” في الضفة الغربية “وفق نموذج غزة ولبنان”، مشيرًا إلى حركة حماس وحزب الله.
وأشار إلى أن “أسلحة متطورة يتم إدخالها بشكل غير مشروع من الأردن” إلى مناطق في الضفة الغربية.
واعتبر القيادي في حركة حماس عزت الرشق أن تصريحات كاتس هي “دعوة فاشية لتوسيع دائرة الدمار والإبادة الجماعية”.
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان يوم الأربعاء إن إسرائيل تسعى لنقل الصراع من غزة إلى الضفة الغربية محاولةً ”لضمّها”.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح مشاركة مسلحيها بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة ردًا على العمليات الإسرائيلية في مدينة جنين وطوباس وطولكرم.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء القضاء على “مخرّب” من حركة الجهاد الإسلامي خلال غارة شنّها قرب الحدود مع لبنان أسفرت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتله مع ثلاثة آخرين.
وفي وقت لاحق نعت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي ثلاثة من مسلحيها قالت إنهم من “كوادر سر…”ايا القدس في ساحة سوريا”. وقد نعى حزب الله بدوره أحد مسلحيه من مدينة بعلبك في شرق لبنان.
12 قتيلا في غزة
في قطاع غزة، أفاد الدفاع المدني عن مقتل 12 شخصا على الأقل، بينهم طفل وامرأة، نتيجة غارات إسرائيلية جديدة.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه عثر في غزة على رفات جندي قتل في 7 أكتوبر. ومن بين 251 شخصا اختطفوا في ذلك اليوم، لا يزال 103 محتجزين في غزة، من بينهم 33 أعلن الجيش عن مصرعهم.
وتواصل العائلات المنكوبة في غزة حركة النزوح استجابة لأوامر الإخلاء المتزايدة من الجيش الإسرائيلي، مما يعقد عملية تقديم المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني المحاصر بسبب القصف المستمر.
وأعلنت الأمم المتحدة يوم الأربعاء أن شاحنة تابعة لها، وهي جزء من قافلة إنسانية يتم التنسيق بشأنها مع السلطات الإسرائيلية، أصيبت بنيران إسرائيلية يوم الثلاثاء في غزة دون وقوع إصابات.
وبعد إصابة شاحنته، قرر برنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة تعليق تحركات طواقمه في غزة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر والذي أسفر عن مقتل 1199 شخصا معظمهم مدنيون وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وتسبب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة ردا على هجوم حماس بمقتل ما لا يقل عن 40534 شخصا وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.