أخبار العالم

لحظة مؤلمة: شاب يفقد توأميه في قصف غزة أثناء تسلم شهادة ميلادهما

لم يكن الشاب الفلسطيني ⁤محمد​ أبو القمصان يتخيل ⁤أن تتحول فرحته بتوأميه إلى حزن وقهر لا يوصف، بعد أن أودى قصف إسرائيلي⁣ بحياتهما وهما في مهدهما، ⁤إثر استهداف‍ شقة سكنية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

محمد وزوجته جمانة عرفة، النازحان من شمال قطاع غزة إلى مدينة ⁣دير البلح⁣ (وسط)، استقبلا قبل ثلاثة ‍أيام فقط ‌توأميهما آيسل ⁣(أنثى) وآسر (ذكر) بعد ⁢عملية قيصرية صعبة. ملأت الفرحة قلبي الزوجين وعائلتيهما بقدوم التوأمين، ⁤خاصة وأنهما ​كانا‍ يترقبان حياتهم الجديدة التي ستملأها ضحكات الأطفال، ‌قبل ‍أن يسلب الجيش⁣ الإسرائيلي هذه ⁢الفرحة مبكرًا.

وفي صباح يوم الثلاثاء، بينما كان محمد مسرعًا من منزله فرحًا بموعد تسلم⁣ شهادة ‍ميلاد⁣ طفليه، تلقى⁢ اتصالاً هاتفيًا يخبره باستهداف المدفعية الإسرائيلية ⁢المتمركزة ​شرق مدينة دير البلح‍ للشقة ⁣السكنية التي كانت تؤوي عائلته النازحة.‍

هذا⁢ الاتصال السريع قلب حياة⁣ محمد رأسًا على عقب ⁣ودفعه للتوجه لمستشفى ⁢شهداء ​الأقصى في⁤ دير البلح على ‍وجه السرعة ‍وقلبه ينبض‌ بالخوف⁤ والقلق على مصير عائلته. وصل محمد إلى المستشفى شاحب الوجه ‍وقلبه يخفق بسرعة وهو يحمل ​بيديه شهادة⁢ ميلاد طفليه، يأمل أن يسمع خبرًا يكذب ما وصل إليه ويطفئ نار قلبه ويطمئنه على مصير زوجته وطفليه.

وبمجرد أن‌ شاهد عائلته تقف أمام ‌ثلاجة الموتى داخل المستشفى ⁢انهار باكيًا بحرقة ⁤ولم‍ يتمالك نفسه وفقد أعصابه ‍من هول الصدمة التي ⁣كانت⁣ أكبر من أن يتحملها عقل وقلب.

وقال أبو القمصان وهو ‍ينظر إلى الشهادة الرسمية التي ⁤كانت ستثبت قدوم‌ مولوديه: “قبل قليل أصدرت شهادة الميلاد لآيسل وآسر فقد ولدا قبل‍ يومين فقط… والله لست محظوظًا”. وأضاف لمراسل الأناضول وهو يبكي بحرقة: “قبل يومين ولدتهم جمانة وكنت ⁣خارج ⁢المنزل لاستكمال الإجراءات الرسمية وإحضار شهادة الميلاد لآسر وآيسل. ولدا في 10 أغسطس⁣ وبالأمس ⁣قمت بتسجيلهم رسميًّا في وزارة ⁢الداخلية الفلسطينية واليوم موعد تسلم شهادة ⁢الميلاد”.

وتابع القول بعدما تمالك نفسه واستجمع قواه:‍ “ذهبت لتسلم الشهادة‍ وجاءني ⁢اتصال ⁢بأن الشقة استهدفت ولم‌ أتوقع أن​ أجدهم قد ‌استشهدوا ‌جميعا”. لحظة واحدة غيرت حياته إلى‍ الأبد ولم⁣ تكتمل فرحته بتوأميه ولم تفرح​ زوجته ‌بهما‍ كما كانت تحلم.

ولم يبق لمحمد سوى ذكريات‌ قصيرة جدًا ⁤عاش فيها أجمل لحظات العمر⁣ مع طفليه‍ وزوجته وعائلته. وبنبرة مليئة بالصدمة ​والحزن ​أنهى حديثه بالقول: “آيسل وآسر ⁣هما أول ‌فرحي وآخرها حتى فرحتنا كانت منقوصة ولم تكتمل⁤ حسبي الله ونعم الوكيل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى