ثوران جبل فيزوف في عام 79 ميلادي ربما يكون الأكثر شهرة بسبب دفن المدينة الرومانية بومبي. ولكن في هيركولانيوم القريبة، التي دُفنت أيضًا خلال الثوران، وُجد هيكل عظمي محفوظ لشاب مستلقٍ على السرير يحتوي على اكتشاف مفاجئ: بقايا زجاجية من دماغه.
عندما قام الباحثون بدراسة العينات اللامعة، رأوا ما بدا أنه خلايا عصبية. تكشف دراسة جديدة الآن المزيد من التفاصيل حول كيفية تشكيل الزجاج، كما أفادت الفريق في 27 فبراير في مجلة “Scientific Reports”.
يتشكل الزجاج عندما يتم تبريد سائل - عادةً رمل منصهر – بسرعة. هذه هي الطريقة التي يصنع بها المصنعون النوافذ والأكواب. يمكن أن تحدث هذه العملية أيضًا بشكل طبيعي، مثلما يحدث عندما تضرب صاعقة صحراء رملية، مما يشكل كتلًا من الزجاج تُعرف باسم الفولغوريت. ومع ذلك، قبل اكتشاف بقايا دماغ الشاب الروماني، لم يتم العثور على أنسجة بيولوجية لينة زجاجية في الطبيعة.
يقول غيدو جوردانو، جيولوجي وعالم بركان من جامعة روما تري: “عندما أدركنا أن هناك حقًا دماغًا زجاجيًا، كان السؤال العلمي هو: كيف يكون ذلك ممكنًا؟”
استخدم جوردانو وزملاؤه تقنية تُسمى قياس الحرارة التفاضلي المسحي (DSC)، والتي تتضمن تسخين شظايا الدماغ الزجاجية بالفعل لتحديد درجة الحرارة التي تشكل فيها الزجاج. خضعت الشظايا لتغيرات هيكلية عند درجات حرارة تزيد عن 510° مئوية (950° فهرنهايت)، مما يشير إلى أن هذه هي درجة الحرارة التي وصلت إليها الأنسجة الدماغية لتحويلها إلى زجاج.
استنتج الباحثون أن الهجوم السريع للرماد البركاني الساخن والصخور والغاز الذي دفن هيركولانيوم لا يمكن أن يكون مسؤولاً عن تحويل قطع الدماغ إلى زجاج. وقد وُجدت تدفقات بركانية مشابهة تصل أقصى درجات حرارتها إلى 465° مئوية ولن تكون قد بردت بسرعة كافية لتحويل الدماغ إلى زجاج. بدلاً من ذلك، ربما كانت سحابة الرماد الأكثر سخونة قد ضربت الشاب وتبددت بسرعة مما سمح بالتبريد اللازم. فقط بعد ذلك تم دفن البقايا تحت الحطام البركاني الكثيف.
فلماذا لم يتفكك دماغ الشاب تمامًا تحت الحرارة الشديدة؟ يقترح الباحثون أن جمجمة الشاب قد تكون لها علاقة بذلك؛ فقد تحمي العظام ضد الاتصال المباشر مع سحابة الرماد.
إذا كان لديك أي أسئلة أو تعليقات حول هذا المقال يمكنك مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني feedback@sciencenews.org
