عالم تقديم النصائح مليء بالأشخاص المتميزين.
عندما نبحث عن نصائح مالية، نتوجه إلى ”السيد موني موستاش”، الذي تقاعد في سن الثلاثين. أو وارن بافيت، الذي أكسبته مهاراته الاستثمارية أكثر من 144 مليار دولار. عندما نريد نصائح للياقة البدنية، ننظر إلى الأولمبيين أو لاعبي كمال الأجسام المشهورين أو الرياضيين الذين يتمتعون بقدرات تحمل فائقة. بالنسبة لنصائح المواعدة، نبحث عن الأكثر جاذبية أو جمالاً. وللنصائح المهنية، نتوجه إلى الرؤساء التنفيذيين والحائزين على جائزة نوبل. أما للنصائح الروحية، فننظر إلى الرهبان والمعلمين الذين تخلوا عن جميع الرغبات المادية.
بشكل عام، هذه استراتيجية جيدة. كونك الأفضل هو معيار أكثر صرامة من مجرد الوصول إلى المستوى المتوسط. من خلال التركيز على الأشخاص المتميزين، يمكنك التخلص من الكثير من النصائح المتوسطة.
لكن هناك عيب في هذا التركيز على الأشخاص المتميزين. نادراً ما تتطابق إنجازات الشخص الناجح الكبيرة في مجال واحد مع نجاح مكافئ في مجالات أخرى:
- النجاح المهني الكبير غالبًا ما يتحقق على حساب كونك والدًا غائبًا أو زوجًا غائبًا.
- النجاح الرياضي الكبير يوجه الوقت والمال بعيداً عن العمل اليومي.
- التقتير الشديد يجعل من الصعب التعرف على الفرص عندما يمكن أن يؤدي الإنفاق أكثر إلى نتائج غير مالية أفضل.
الحياة تكافئ الدائرة وليس القمة
في معظم مجالات الحياة، فإن التوازن يكون أكثر فائدة بكثير من أن تكون شخصاً متميزاً بشكل متطرف. تظهر جميع مجالات الحياة تقريباً منحنى العوائد المتناقصة للاستثمار الكلاسيكي؛ الشخص الذي لا يمارس الرياضة يستفيد أكثر عند إضافة 30 دقيقة إضافية للحركة خلال يومه مقارنةً بالرياضي النخبة.
الاستثناء الوحيد لذلك هو ضمن بعض المهن حيث يمكن أن تؤدي إتقان تخصصك الحقيقي إلى مكافآت كبيرة جداً؛ لكن حتى هنا توجد عوائد متناقصة فيما يتعلق بنجاح حياتك بشكل أوسع؛ كونك أفضل جراح في العالم لن يجلب لك الكثير من الراحة في حياتك الشخصية إذا تركتك زوجتك وأولادك لا يتحدثون إليك لأن كل ما كنت تهتم به هو العمل طوال مسيرتك المهنية.
إذا كان هدفك هو الرضا الشخصي وليس أن تصبح كاتب نصائح مشهور ، فإن حياتك تستفيد كلما بدت مثل دائرة – بمستوى جيد في جميع أسسها – بدلاً من قمة حادة:
الأفضل والبقية
شعاري للتعامل مع تمثيل النجاح الاستثنائي بسيط:
تعلم من الأفضل ولكن اجعل ذلك يتناسب مع البقية.
بمعنى آخر ، تريد دراسة الأفضل حقًا في مجال معين؛ اقرأ بالتأكيد عن العدائين لمسافات طويلة عندما ترتدي حذائك الرياضي ، ادرس أفضل خبير استثماري عالمي واستمع للشخص الذي قرأ كل دراسة علمية أجريت حول موضوع اهتمامك.
لكن بعد القيام بذلك ، تحتاج إلى دمج تلك النصيحة مع بقية حياتك؛ ابحث عن النصيحة التي تقدم أفضل نسبة بين المكافآت والجهود وتأكد أنك تلتزم بها؛ لا تقلق بشأن تحقيق العظمة في كل ما تفعله – ولكن كن راضيًا بأن لديك مستوى حيث المشاكل الأساسية لن تعيق تقدمك.
___
برنامجي لمدة 12 شهرًا “الأسس” سيفتح أبوابه يوم الاثنين 23 سبتمبر . سنعتبر كل شهر مشروع صغير ، سواء لاستخراج أعلى قيمة للنصائح الخبيرة لكل أساس ثم تحويلها إلى عادات رئيسية مستقرة ستدوم لسنوات قادمة.
