لبنان: أزمة صحية وإنسانية متفاقمة تهدد مستقبل البلاد!

في بيان أصدرته اليوم الجمعة، أشارت المنظمة إلى أن هذه هي أعلى نسبة مسجلة في أي صراع دائر اليوم في مختلف أنحاء العالم. ووفقًا لنظام منظمة الصحة العالمية لرصد الهجمات على الرعاية الصحية، قُتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان، وأصيب 199 آخرون، خلال الفترة من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وقالت المنظمة إنه بالمقارنة مع ذلك، يبلغ المتوسط العالمي 13.3 في المائة، استنادًا إلى إحصاءات نظام رصد الهجمات على الرعاية الصحية الواردة من 13 دولة أو منطقة أبلغت عن هجمات خلال نفس الفترة الزمنية، بما في ذلك أوكرانيا والسودان والأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي حالة الأراضي الفلسطينية المحتلة، أدت ما نسبته 9.6 في المائة من إجمالي عدد الهجمات إلى وفاة عامل صحي واحد أو مريض واحد على الأقل.
وأوضحت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أنه يجب أن تكون هناك عواقب لعدم الالتزام بالقانون الدولي ويجب دائمًا الالتزام بمبادئ الحذر والتمييز والتناسب. وأضافت: “لقد قلنا سابقاً إن الهجمات العشوائية على الرعاية الصحية تُعد انتهاكاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي ولا يمكن أن يصبح هذا هو الوضع الطبيعي الجديد سواء في غزة أو لبنان أو أي مكان آخر”.
هجمات تشل النظام الصحي
وأفادت المنظمة بأن غالبية الهجمات التي سجلها نظام رصد الهجمات على الرعاية الصحية في لبنان – أي ما نسبته 68% – أثرت على العاملين الصحيين وهو نمط لوحظ تكراره خلال السنوات القليلة الماضية وخاصةً في غزة العام الماضي. وفي لبنان تأثرت حوالي 63% من الهجمات بوسائل النقل الصحي و26% بالمرافق الصحية.
ووفقًا للمنظمة توقف 15 مستشفى من أصل 153 عن العمل أو أصبحت تعمل جزئيًا. فعلى سبيل المثال فقدت محافظة النبطية وهي واحدة من ثماني محافظات في لبنان حوالي40% من السعة السريرية للمستشفيات.
وقالت الدكتورة بلخي: “هذا الكم الكبير من الهجمات على مرافق الرعاية الصحية يشل النظام الصحي بينما يكون الناس بأمس الحاجة إليه لإنقاذ أرواحهم. ولا تعتبر وفاة العاملين الصحيين خسارة للأرواح فحسب بل هي أيضًا خسارة لسنوات طويلة من الاستثمار ولمورد لا غنى عنه لدولة هشة تحاول التعافي”.
عمل المنظمة على الأرض
وفي المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة…المتحدث في جنيف، قال الدكتورة عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان إن حرمان المدنيين من الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وأضاف بأن المنظمة بالتعاون مع وزارات الصحة العامة في لبنان، تسعى إلى ضمان الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية. وأشار أن المنظمة تواصل الإسعافات الأولية على النازحين في أكثر من 1000 موقع جماعي في جميع أنحاء البلاد، كما تعمل على تحسين الخدمات الصحية التي يعد انقطاعها صعباً للعديد من السكان الدوليين.
وقال إن المنظمة تقوم بتدريب العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية على إدارة الأدوية الأساسية للجماعات المعنية.
كلٌ من تفاقم الوضع الإنساني
وفي نفس السياق أكد إيفو فاريسن، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للبنان، تعقيباً على أهمية الوضع الإنساني. وأوضح أن المفوضية تعمل مع وزارات الصحة العامة والجهات المعنية لتقديم المساعدات اللازمة للاجئين والمحتاجين بشكل عام.
وأشار إلى أن الوضع لا يزال غير مستقر بسبب عدم قدرة اللبنانيين واللاجئين السوريين على الحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة.
وحذر من أنه مع استمرار هذه الأزمة الإنسانية فإن التحديات ستزداد بشكل كبير مما سيؤثر سلبًا على الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأكد أن المفوضية كانت رائدةً في جهود تقديم المساعدات الإنسانية منذ بداية الأزمة السورية وأنها ستستمر بالعمل لضمان حقوق الإنسان لجميع المتضررين.إعادة كتابة المقال باللغة العربية:
الأثر عارِضًا للخطر، وصلة إلى أثر من 100 ألف شخص.
وحدث المجمتمع الدولي على الوقوف إلى جانب بنان وتوفير التمويل اللازم على جهد السريع للمساعدات كافة المتضررين، بما في ذلك أولئك الذين فروا إلى سوريا وخرجوا، مشيرة “ما نحتاج إليه هو كفاح حقيقي لوقف العنف المتصاعد”.
!عائلات سورية ولّبنانين فرّت من العنف المتصاعد في لبنان
عائلات سورية ولّبنانين فرّت من العنف المتصاعد في لبنان.
استجابة عبر الحدود إلى سوريا
بدورها، قالت جونزاليس فارغاس يوسا، ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا للصحفيين في جنيف إن “نتيجة للوضع المأساوي الذي يعيشه لبنان، عبر أكثر من 557 ألف شخص إلى سوريا في الأسابيع الأخيرة”. وأشارت أنها على الرغم من الرقم المنهك من الهجمات والأضرار التي سببتها الغارات الجوية الأسرية التي كانت تعاني منها الأقدام.
وقالت يوسا “معظم الوافدين الجدد (80% في المائة) هم من النازحين وعائلاتهم – 41% في المائة – هم ممن أسر تعيش تحت ضغط كبير”. ويحتمل أن يؤدي العديد منهم إلى معاناة طارئة بما فيها الأزمات الإنسانية والصحية والمساعدة الإنسانية.
وأوضحت أن دخول السوريين زاد بشكل كبير بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها اللبنانيون واللاجئون السوريون.
الوضع الإنساني
تعتبر الأزمة الحالية واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ عقود. وقد أظهرت التقارير أن هناك حاجة ملحة لتقديم الدعم الإنساني للأسر الأكثر ضعفًا والتي تضررت بشدة نتيجة النزاع المستمر.
وتشير التقارير أيضًا إلى أن هناك زيادة كبيرة جدًا بنسبة 30% تقريبًا مقارنة بالعام الماضي فيما يتعلق بالاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
وفي ختام حديثها أكدت أنه يجب علينا جميعاً العمل معاً لمواجهة هذه التحديات الكبيرة وتحقيق الاستقرار للمنطقة بأسرها.تضررت سوريا بشكل كبير بسبب الأزمة المستمرة. يحتاج اثنان من كل ثلاثة أشخاص في البلاد إلى مساعدات إنسانية، وما زال هناك أكثر من 7 ملايين نازح داخل الأراضي السورية.”
وأفاد بأن المفوضية وشركاء الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، بما في ذلك الهلال الأحمر العربي السوري، يقومون بتوفير مواد الطوارئ مثل البطانيات والفرش والمصابيح الشمسية للوافدين الجدد، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني.
وقال يوسا: ”نحن بحاجة إلى نهج مختلف لمعالجة الاحتياجات الإنسانية الفورية مع إعطاء الأولوية لبناء القدرة على الصمود لاستعادة سبل العيش وتمكين الناس من أن يصبحوا مكتفين ذاتياً، والمساعدة في جعل عودة اللاجئين الذين عبروا الحدود مستدامة وكريمة.