قافلتا مساعدات ضخمتان في طريقهما إلى دارفور: نصف مليون شخص ينتظرون الأمل بعد فتح معبر أدري!
في المؤتمر الصحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان، ليني كينزلي، إن هذا الممر الإنساني الحيوي سيسمح للبرنامج بتوسيع نطاق المساعدات إلى 14 منطقة ظهرت بها ظروف المجاعة أو يهددها شبح المجاعة في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة.
وأضافت كينزلي التي كانت تتحدث عبر الفيديو من نيروبي: “بينما نتحدث، يتم تحميل قافلتين تحملان ما يقرب من 6000 طن متري من المواد الغذائية والإمدادات التغذوية لنحو نصف مليون شخص، ستتجهان إلى مناطق معرضة لخطر المجاعة في ولايات شمال ووسط وغرب دارفور بمجرد تلقي الاتصالات الحكومية الرسمية والموافقات”.
وقبل أسبوعين فقط، تم تأكيد المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر، عاصمة شمال دارفور، والذي يؤوي أكثر من 400,000 نازح. ويهدف برنامج الأغذية العالمي إلى دعم ما يصل إلى 8.4 مليون شخص في السودان بحلول نهاية العام.
وأعربت كينزلي عن أملها في “رؤية الافتتاح الفعلي (لمعبر أدري)، ورؤية الشاحنات تتحرك عبر الحدود في أقرب وقت ممكن”. وأشارت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان إلى أن موسم الأمطار المستمر بالفعل تسبب في انتكاسات كبيرة لتقديم المساعدات.
وأضافت: “أكثر من 50 شاحنة تحمل ما يقدر بنحو 4800 طن متري من المساعدات الغذائية والتغذوية والتي تكفي نحو نصف مليون شخص عالقة في مواقع مختلفة حول السودان وغير قادرة على التحرك نحو وجهاتها النهائية بسبب الطرق المغمورة وغير القابلة للعبور”.
خطر الموت من عدوى بسيطة
بدورها، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت هاريس للصحفيين في جنيف إن العدوى الخفيفة لدى شخص يعاني من سوء التغذية وضعف جهاز المناعة يمكن أن تتحول بسهولة إلى مرض كارثي.
وحذرت من أن الأطفال على وجه الخصوص يمكن أن يموتوا بسرعة كبيرة مما قد يكون عدوى بسيطة. وأضافت أنه بعد 16 شهرا من القتال العنيف لم يكن السودان مجهزا بشكل جيد لتوفير الرعاية الطبية المنقذة للحياة حيث أصبح ما يصل إلى 80% من المستشفيات غير عاملة.
وأضافت: “يموت الناس ببساطة بسبب عدم الحصول على الأدوية الأساسية والضرورية للرعاية الصحية. إننا نشهد تقارير عن الكوليرا والحصبة والملاريا وحمى الضنك والتهاب السحايا من عدة ولايات”.
الطريق الأكثر فعالية
بدورها رحبت المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي بقرار السلطات السودانية إعادة فتح معبر أدري بين تشاد ودارفور.
وقالت سلامي في بيان أصدرته اليوم الجمعة إن معبر أدري يعد طريقا إنسانيا بالغ الأهمية لتوصيل المساعدات الطارئة لملايين الأشخاص بما فيها الغذاء والإمدادات الغذائية والأدوية والمأوى.
وأضافت: “كنا ندعو بلا هوادة لإعادة فتح معبر أدري لأنه الطريق الأكثر فعالية والأقصر لتوصيل المساعدات الإنسانية للسودان بالحجم والسرعة المطلوبتين وخاصة لدارفور”.
ونبهت إلى أن انعدام الأمن الغذائي وصل لمستويات قياسية حيث يعاني حوالي 26 مليون شخص الجوع الحاد.
وشددت المسؤولة الأممية على ضرورة إزالة جميع العوائق البيروقراطية غير الضرورية بدارفور والمناطق الأخرى التي تواجه احتياجات حادة وضمان سلامة وأمن العاملين بالمجال الإغاثي والموجودات الإنسانية بالفاشر وتسهيل توصيل المساعدات دون عوائق عبر جميع الطرق الممكنة داخل البلاد وخارجها بما فيها خطوط الصراع كما تم الاتفاق عليه بإعلان جدة.