غزة تحت الاحتلال: هل تلوح في الأفق انفراجة جديدة بفضل واشنطن؟
توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بشكل أكبر في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين في أنحاء مختلفة من القطاع، وفقًا لمسؤولين في وزارة الصحة الفلسطينية. وتزامنت الجرائم الجديدة للاحتلال مع تصريحات للمبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد خلال جلسة مجلس الأمن، حيث قالت إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن “يبدو أنه يلوح في الأفق”، مضيفةً ”إنها لحظة حاسمة لمحادثات وقف إطلاق النار وللمنطقة”. ميدانيًا، استشهد ستة أشخاص بينهم صحفي في منزل بمخيم المغازي وسط قطاع غزة. كما استشهد خمسة آخرون جراء ضربات منفصلة في الجنوب، واستشهد خمسة آخرون وأصيب عدد آخر نتيجة ضربة جوية بالقرب من ساحة خان يونس.
وفي واشنطن، قال البيت الأبيض إن التصعيد الجديد يأتي بعد ساعات من ضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وقد جاءت المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو مساء الأربعاء بعد جولة سريعة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في منطقة الشرق الأوسط انتهت يوم الثلاثاء دون تحقيق أي انفراجة بشأن العدوان المستمر على غزة منذ عشرة أشهر.
وفي دير البلح بوسط قطاع غزة حيث يقيم نحو مليون نسمة ونازحون وفقًا لبلدية دير البلح، أفاد السكان بأن الدبابات تقدمت من الشرق وأغلقت بعض الطرق التي تربط المدينة بخان يونس القريبة. كما أشار السكان إلى أن دبابات الاحتلال تقدمت غربًا نحو منطقتي القرارة وحمد بخان يونس مما دفع المزيد من الأسر لمغادرة المخيمات تحت نيران كثيفة أحيانًا من الدبابات والطائرات المسيرة. واضطرت بعض الأسر للمبيت على الطرق بينما قضت أسر أخرى الليل على رمال الشاطئ بعد فشلها في العثور على مكان للنوم أو مأوى.
وحذر الدكتور محمد صالحة نائب مدير مستشفى العودة شمال قطاع غزة من المخاطر الصحية التي تهدد الأطفال بسبب تعمد قوات الاحتلال منع وصول التطعيمات واللقاحات الخاصة بفيروس شلل الأطفال إلى القطاع. وقال صالحة لوكالة الأنباء القطرية “قنا” إن العديد من المخاطر الصحية تحيط بالأطفال بسبب توقف معظم التطعيمات واللقاحات اللازمة منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر الماضي. وأضاف: “إننا أمام سيناريو تفشي فيروس شلل الأطفال إذا استمر الوضع كما هو دون أخذ الوضع الإنساني الكارثي بعين الاعتبار”، مشددًا على ضرورة إدخال التطعيمات اللازمة لمنع تفشي المرض وزيادة تعقيد الأوضاع.
وأشار صالحة إلى أن التطعيم يحتاج إلى ظروف مناسبة للحفاظ عليه وسلامته بتوفير الكهرباء للثلاجات بشكل مستمر وهو ما لا يتوفر حاليًا. وأكد أن عملية التطعيم الشاملة تحتاج لوضع أمني آمن ومستقر مما يتطلب ضرورة وقف العدوان على غزة. ودعا أيضًا لحل مشكلة الكهرباء جذرياً عبر توفير مشاريع للطاقة البديلة بالتعاون مع المؤسسات الدولية والمانحين معرباً عن قلقه إزاء انتشار أوبئة أخرى نتيجة تكدس النفايات التي تسببت بأمراض جلدية لم تكن منتشرة سابقاً في القطاع.