الشرق الأوسط

غارات إسرائيلية مفاجئة على اليمن: كيف تؤثر الضربات المعقدة على الحوثيين؟

شهدت اليمن، يوم ⁢الأحد، تصعيدًا‍ ملحوظًا مع شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مواقع استراتيجية يسيطر عليها الحوثيون، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 33 آخرين، بينما لا تزال فرق الإنقاذ تعمل للبحث عن مفقودين.

تستمر الهجمات في تأجيج النزاع في ⁤المنطقة، ‍وسط تساؤلات حول دوافع إسرائيل من هجومها على أهداف في اليمن وتوسع نطاق ‌مواجهتها مع حلفاء إيران في المنطقة بعد قتلها الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله يوم الجمعة، في صراع متصاعد ⁢أيضًا في لبنان.

تفاصيل الغارات الإسرائيلية

استهدفت الغارات التي وصفتها إسرائيل بأنها عملية جوية “واسعة النطاق”،⁤ ميناء بحريًا في رأس عيسى وميناء ⁤الحديدة ⁣ومحطتين لتوليد الكهرباء في الحالي⁢ والكثيب.

وجاء هذا الهجوم بعد يوم من إعلان جماعة الحوثي المصنفة “إرهابية” من قبل الولايات المتحدة مسؤوليتها عن هجوم صاروخي على مطار بن غوريون في تل أبيب، ‌وسط مخاوف من خروج القتال في الشرق الأوسط عن نطاق السيطرة وانجرار إيران والولايات ⁢المتحدة إليه.

أهداف إسرائيل في اليمن

الهجوم على‌ ميناء الحديدة ومحطات الكهرباء يبرز الطابع الاستراتيجي⁣ لهذه العمليات العسكرية، بحسب الخبير العسكري الأردني اللواء طيار سابق مأمون أبو نوار ​خلال حديثه مع موقع “الحرة”.

ويرى أن “إسرائيل تحاول تقليص‌ قدرات الحوثيين الصاروخية والاقتصادية”.

يشير أبو نوار إلى⁣ أن “هذه الضربات تمت بالتأكيد ⁢بعلم وتنسيق مع​ الدول المحيطة بالبحر الأحمر”، مضيفًا أنه “يبدو أنه شارك فيها ما بين 30 إلى 50 طائرة بما فيها طائرات أميركية الصنع لتزويد الوقود نظرًا لبعد المسافة”.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن عشرات الطائرات الإسرائيلية بما⁢ فيها طائرات مقاتلة شاركت في‌ هذه العملية العسكرية.

وقال وزير الدفاع⁤ الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الأحد: “رسالتنا واضحة: بالنسبة لنا لا يوجد مكان بعيد عنا”.

ونقلت وكالة فرانس⁢ برس عن المتحدث العسكري الإسرائيلي ديفيد أبراهام أن القوات الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية “يستخدمها الحوثيون لنقل أسلحة إيرانية وإمدادات للاحتياجات العسكرية”، مؤكدًا أن ‌الهجمات‍ جاءت ردًّا على…الهيئات الأهلية التي شنتها الحوثيون ضد​ دولتي⁤ أستراليا

وأشار إلى أن من بينها الحديدة “يستحدم لإيصال شحنات أسلحة إلى الحوثيين”، بما في ذلك الصواريخ التي تهدد أمن أستراليا ومصالحها في المنطقة.

!المسافة بين أستراليا واليمين حوالى الألف كيلو متر

ويعد الحوثيون المندعمون من إيران حركة حماس التي تتخذ حربا⁤ ضد أستراليا ‌في غزوة. ​

وأفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين أن الغارات استهدفت أيطاع الكهارباء لأنتقالهم من كبل الحوثيين في تسنيع الذخيرة. كما أن صراب الميناء يهدف إلى منع الإمدادات⁣ العسكرية الإيرانية عن طريق البحر.

ويرى أبو نوار في حديثه مع موقع “الحركة”⁢ أن‌ الهيئات استهدفت⁢ أيطاع الكهارباء لأنتقالهم من كبل الحوثيين، مما ‍أدى إلى تضرر الميناء بشكل كبير.

ويؤكد المحللون ‌العسكريون على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تهريب الأسلحة للحوثيين، مشيرين إلى أنه يجب على ⁣المجتمع الدولي تكثيف جهوده لمراقبة هذه الأنشطة ومنع تدفق⁢ الأسلحة عبر البحر الأحمر.

في يوليو، نفذت القوات البحرية الأمريكية عمليات تفتيش مكثفة لمنع تهريب الأسلحة للحوثيين، حيث تم ‍ضبط عدة شحنات تحتوي على أسلحة متطورة كانت متجهة إليهم. ‍

وفي الوقت نفسه، ​تواصل الدول الكبرى دعم جهود التحالف العربي لدعم‍ الشرعية في اليمن وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري للقوات الحكومية لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.عذرًا، لا‌ أستطيع مساعدتك في⁤ ذلك.إسرائيل​ ودول المنطقة تواجه النفوذ الإيراني

على الرغم من الجهود المشتركة،‍ يشير أبو نوار إلى أن “القضية الكبرى في البحر الأحمر لا تزال ⁣دون حل”. ويؤكد أن العمليات الأميركية والبريطانية السابقة لم تتمكن من إيقاف الحوثيين⁢ عن استهداف السفن أو​ إغلاق الممرات البحرية، مشدداً على أن “الحديدة وباب المندب لا تزالان تحت سيطرة الحوثيين، مما يشكل تهديداً مباشراً للتجارة​ الدولية”.

في هذا السياق، تأثر​ الاقتصاد الإسرائيلي​ بشكل كبير، حيث أصبحت السفن ‍التجارية المرتبطة بإسرائيل ⁤شبه ممنوعة من المرور عبر البحر الأحمر. ويضيف ⁢أبو نوار: “أي ‍شيء له صلة بإسرائيل يتعرض للخطر في‌ هذه ⁤المنطقة، بما​ في ذلك السفن التجارية”، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على إسرائيل ويعزز ‌المخاوف من تهديدات الحوثيين للملاحة ‍البحرية.

التحديات المستقبلية

يعتقد أبو نوار‌ أن الضربات الإسرائيلية، رغم أهميتها‌ العسكرية، “لن تكون نقطة تحول” في الصراع مع​ الحوثيين. وأوضح أنه “حتى لو تأثر الحوثيون، فإن تأثير هذه الضربات ⁤سيكون محدوداً”، لأن الحوثيين مدعومون من إيران. ‍كما ⁢أن الوضع الإنساني المتدهور في اليمن يزيد من صعوبة فرض مزيد من الضغوط على الحوثيين.

كما أشار إلى أن الحوثيين‌ يملكون القدرة على تعطيل الأنشطة البحرية بشكل كامل في البحر الأحمر، بما‍ في ذلك قطع خطوط الفايبر⁤ أوبتكس (كابلات الإنترنت) التي تمر عبره، مما يشكل تهديداً أكبر للتجارة العالمية.

ليندركينغ يتحدث لـ”الحرة” عن “التحدي الحقيقي” في اليمن

إحلال السلام ووقف هجمات الحوثيين في البحر‍ الأحمر وتخفيف الأزمة الإنسانية هي أولويات أكد عليها المبعوث الأميركي إلى‌ اليمن تيم ليندركينغ خلال مقابلة مع “الحرة”. وأوضح أن الولايات المتحدة​ تعمل على حلها مستفيدةً من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع داعياً إيران إلى تهدئة التصعيد في⁣ الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى