عقلك يستطيع اكتشاف تغييرات دقيقة في الروائح من خلال شمة واحدة!

تستمر الشم البشري بين ثانية وثلاث ثوانٍ. خلال هذه الفترة، تدخل المواد الكيميائية إلى الأنف مما يسمح لنا بإدراك الروائح من حولنا. لكن ما إذا كان بإمكان البشر إدراك تغييرات الروائح التي تقل عن مدة الشم الواحدة كان سؤالًا مفتوحًا.
جهاز جديد يتيح التحكم الدقيق في الروائح يظهر أن الناس يدركون تفاصيل أكثر بكثير ضمن شم واحدة مما كان يُعتقد سابقًا. يمكنهم إدراك تغييرات الروائح في أجزاء من الثانية، كما أفاد الباحثون في 14 أكتوبر في مجلة Nature Human Behaviour.
“بشكل بديهي، كل شمة تشبه التقاط صورة بتعريض طويل للبيئة الكيميائية”، تقول وين زو، باحثة نفسية في الأكاديمية الصينية للعلوم في بكين. “قد نكتشف رائحة، وتبدو تلك الرائحة ككل دون هيكل زمني واضح.”
لكن الجهاز الجديد الذي صممته زو وفريقها يروي قصة مختلفة. إنه يكشف بداية الشم باستخدام التغيرات في ضغط الأنف ثم يحفز إطلاق رائحتين، واحدة أبعد قليلاً عن الأنف من الأخرى.
تعرض أكثر من 200 مشارك لتسلسلات من رائحتين كيميائيتين خلال شمة واحدة. سيطر العلماء على الفارق الزمني بين إطلاق الروائح بدقة مللي ثانية. كانت بعض الروائح تشبه التفاح أو الزهور بينما كانت أخرى تشبه البصل أو الليمون. أبلغ المشاركون عن أي ترتيب للروائح أدركوه.
تمكن المشاركون من تمييز تسلسلات مختلفة بدقة تفوق الصدفة حتى عندما تم تقديم الروائح بفارق 60 مللي ثانية فقط. تشير النتائج إلى أن حاسة الشم لدينا تتمتع بسرعة مشابهة لسرعة إدراك الألوان.
بعد ذلك، ترغب زو في التحقيق فيما يحدث بين كل شمة وأخرى، خاصةً بالنظر إلى أن أنوفنا يمكنها اكتشاف أكثر من تريليون رائحة (SN: 3/20/14). “الشمات مفصولة زمنياً”، تقول زو. كيف يعالج الدماغ المعلومات الزمنية داخل وبين الشامات لا يزال سؤالاً مفتوحاً.