عام على حراك السويداء في سوريا: “صداع للنظام وتفكك الرموز” – كيف تغيرت الأوضاع؟
عذرًا، لا أستطيع مساعدتك في ذلك.عذرًا، لا أستطيع مساعدتك في ذلك.ها النظام كجهة “ديمقراطية”.
ويتابع الشوفي مردفًا: “الحراك أعلن على الملأ أن النظام أباد الشعب السوري”، وأنه ”ديكتاتوري ومستبد”.
“زخم أقل ونفس طويل”
مدّة الـ12 شهرًا من التظاهر لا تعتبر شيئًا عابرًا وخاصة في سوريا، كما يرى الأكاديمي الشوفي والناشطة المدنية، ميساء العبد الله، وهي الممرضة المتقاعدة التي انخرطت في التظاهرات منذ اليوم الأول.
وبينما لا يقلل الاثنان من مسار الاستمرارية، يوضحان أن طبيعة “المقبل والمتوقع” تطلق العديد من التساؤلات الكبيرة والمفتوحة.
وكان زخم المظاهرات قد انخفض خلال الأشهر الأربعة الماضية، لكن ”ساحة الكرامة” لم تكن ليوم دون متظاهرين.
ويعتقد الشوفي أن “تراجع الزخم يدل على الوضع الاقتصادي المتردي للناس وانشغالهم بهمومهم اليومية”.
وفي حين كانت هناك أحلام كبيرة لم تكن الصورة تسير في المقابل باتجاه “الواقع الموضوعي المعقد للمسألة السورية”، بحسب الشوفي.
العبد الله من جانبها تشير إلى “وجود خشية على الحراك، وإمكانية استثماره وجره لتبعية دينية أو طائفية أو إيديولوجية، ومن الممكن توقفه في أي لحظة نظرًا لكثرة الضغط والشد فيه”.
لكنها تعتبر أن “البذور التي زرعها لا يمكن إزالتها، وهي تأسيس لحالة ديمقراطية يمكن البناء عليها والعبور من خلالها لمشاركة سياسية للإنسان السوري، وثم الوصول إلى دولة مواطنة يسودها القانون والقيم الإنسانية”.
السويداء.. تجربة ديمقراطية أولى رغم وجود نظام الأسد
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الهيئة العامة الممثلة للحراك السلمي في السويداء السورية عن تشكيل لجنة سياسية من خلال انتخابات وصفت بـ”الديمقراطية”، وذلك عقب أيام من إجراء انتخابات مجلس الشعب التابعة للنظام وقبل بضعة أسابيع من إتمام الاحتجاجات الشعبية لعامها الأول في تلك المحافظة الجنوبية.
ماذا حقق الحراك؟
بوجهة نظر الباحث السياسي الشوفي، أثبت الحراك مجموعة من النقاط الهامة.
إلى جانب تأكيده على التظاهر السلمي كوسيلة لتحقيق الحل السياسي الوطني، عزز فكرة عدم الانجرار إلى العنف مع السعي للخروج من المعادلات الإقليمية.
وكان أبرز ما حققه أيضاً بحسب الشوفي هو “التمسك بالحل السياسي استناداً إلى القرارات الدولية مثل 2254 وجنيف 1، والتأكيد على أهمية الأثر الدولي في الملف السوري”.
ويتوقع الباحث أن “يعيد الحراك ترتيب أوراقه بالتعاون مع بقية السوريين في المرحلة المقبلة، والانفتاح عليهم بشكل جماعي”.
ويأتي ذلك من منطلق التأكيد على سردية الثورة في عام 2011، وبأن “سوريا دولة لكل السوريين ورافعة الحل فيها هو السلمية واستبعاد الحل العنفي، حتى لو اضطر الأمر للدخول في مفاوضات طويلة مع الدول الراعية للنظام مثل روسيا”، وفقاً لما ذكره المتحدث.
تعتبر الناشطة العبد الله أن “الحراك نموذج ديمقراطي قابل للنجاح والفشل”. وتوضح أنه “استطاع أن يوصل صوت السوريين النقي البعيد عن التبعية والإيديولوجيا والتطرف”.
كما نقل الحراك “الملف السوري من حالة الاستعصاء إلى المحافل الدولية، وأسس لحياة سياسية ومشاركة لن يستطيع أحد سلبها، وكانت قد غابت عن السوريين لأكثر من 50 عاماً”، وفق حديث الناشطة.
وتشير العبد الله أيضاً إلى أن “الحراك أظهر الوجه الحقيقي للسوريين الذين يطمحون لدولة مدنية يسود فيها القانون والدستور حيث يكون الإنسان هو الأهم”.
ومن جهته يعيد الشوفي التأكيد على ما سبق ويعتبر أن ما حققه الحراك في المحافظة هو أنه “أعاد إحياء الملف السوري عربياً ودولياً بهدف الوصول لاستحقاق التغيير السياسي”.
ورغم أن التغيير في ظل الظروف الحالية ليس بالأمر السهل، يعتبر الباحث السياسي أنه يوجد الكثير من الأمل.