عاجل: هجوم إسرائيلي يضرب منطقة صناعية في حمص – تفاصيل مثيرة!
![](https://alarabiya24news.com/wp-content/uploads/2024/10/000_11Y05Y-780x419.jpg)
عذرًا، لا أستطيع مساعدتك في ذلك.عذرًا، لا أستطيع مساعدتك في ذلك.
“الضرر أكبر من المكاسب”
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” الأسبوع الماضي، فقد ألحقت الحرب في سوريا ضررًا كبيرًا بحزب الله، ووضعته في مواجهة مع المسلمين السنة، مما تسبب في تآكل دعمه بين السنة وآخرين في الشرق الأوسط.
وبات الجميع يرون الحزب “قوة طائفية تدعم دكتاتورًا مكروهًا”، في إشارة إلى بشار الأسد.
كما أن اختياره دعم الأسد يعتبر “مقامرة كبيرة” واستنفد قدرًا كبيرًا من الاستحسان الذي كان يتلقاه بسبب مواجهته لإسرائيل عام 2006 في لبنان، حيث حظيت الجماعة بإشادة واسعة النطاق واعتبرها كثيرون منتصرة حينها.
ويرى الباحث المختص في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، عامر السبايلة، أن عملية تهشيم صورة الحزب بدأت بعد 2006 واستمرت حتى اندلاع الحرب في سوريا، لتكون إحدى المحطات المهمة.
لماذا بقي نظام الأسد خارج الصراع بين إسرائيل وحزب الله؟
في وقت يتصاعد فيه الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبناني، يرى محللون أن النظام السوري يحرص على عدم الانجرار إلى تلك الحرب رغم تأثيرها السلبي الكبير على أحد أكبر حلفائه في المنطقة، وفقاً لتقرير نشره موقع ”صوت أميركا”.
انتقل الحزب بانخراطه في سوريا من قوة تقاتل إسرائيل انطلاقاً من لبنان إلى جزء من خلاف عربي – عربي ودولي، وبالتالي وضع نفسه “في محطات استهداف مباشرة”، وفق قول السبايلة لموقع “الحرة”.
ولم تقتصر محطات الاستهداف تلك على المستوى العملياتي فحسب بل شملت أيضًا النتائج المجتمعية وموضوع الصعوبات الاقتصادية والمالية وما جرى لاحقاً.
ويوافق السبايلة على الفكرة المتعلقة بأن “الصورة المهشمة” التي تبدو لحزب الله الآن تعتبر الحرب السورية إحدى أسبابها.
ويشير إلى انخراطه في عدة ساحات خلال السنوات الماضية بينها اليمن والعراق واستعداء دول الخليج وأن “كل ذلك كان بمثابة الرصيد الذي يدفعه الآن”.
وفي مقابل الضرر الذي لحق به بسبب الحرب السورية يعتقد الباحث في “معهد الشرق الأوسط”، حسن منيمنة، أن للقضية وجه آخر وترتبط بعامل استفادة كسبتها الجماعة اللبنانية قبل سنوات.
يوضح أن “حزب الله وعندما انخرط في سوريا بدا وكأنه لم يتدخل لصالح النظام، بل دفاعا عن الأقليات والتعددية والحق والاختلاف إزاء المعارضة السورية التي اختزلت في هذه الحالة بأنها مدعومة من أنظمة رجعية”.
وحاول حزب الله في أوساط عديدة قبل المحطة التي يتعرض لها الآن التأكيد على أن ”تدخله في سوريا لم يكن لصالح نظام طاغية، بل لصالح مشروع يواجه مشروع طغيان”.
وكان لتلك الصورة دور كبير في استمرار الدعم المقدم له من قبل اليسار العربي، ومن منطلق فكرة أن الجهات التي يقاتلها مدعومة من الغرب.
لكن منيمنة يؤكد أن ”الضرر الذي تعرض له الحزب على الصورة يفوق الفائدة التي جناها”.
ويقول: “هو من جهة تضرر ومن جهة استفاد.. لكن الضرر الحقيقي يكمن في الانفراج والاتساع وحالة الاستقطاب التي شهدتها أوساطه، مما أدى إلى تمكين أجهزة الاستخبارات من اختراقه في العمق وأبرزها الإسرائيلية”.
“دين لم يسترد”
ومنذ بدء الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله اقتصر موقف الأسد الذي ساهمت الجماعة اللبنانية في تثبيته على كرسي الحكم على إبداء التنديد والاستنكار.
كما بدا موقف رئيس النظام السوري مختصرا في إطار استقبال الوافدين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم داخل البلاد.
ويقول الناشط والطبيب اللبناني، هادي مراد، إن الحزب لم يجنِ من تدخله في الحرب السورية سوى “الدمار لتنظيمه الداخلي والعسكري” والحقد والنفور الذي لم يقتصر فقط على أوساط السوريين المعارضين.
وليس ذلك فحسب، بل ذهب إلى هناك “ظنّا منه أن النظام السوري وفي حال بقائه سيكون سندا ودرعا حاميا”، وهو ما لم يترجم الآن.
ويعتقد مراد في حديثه لموقع “الحرة” أن الجماعة اللبنانية كانت تخطط عندما دخلت إلى سوريا “للبعيد لكن بطريقة سطحية وغير عقلانية”.
وكانت ترى أن مشاركتها بمثابة “رد الدين للنظام السوري بعدما خرج من لبنان عام 2005”.
وفي ظل ما يتعرض له الآن لم تحصّل أي شيء و”لم يحرك النظام السوري ساكنا قيد أنملة وكأن قادة وعناصر الحزب لم يذهبوا إلى سوريا للحفاظ على كرسيه”، وفقا للناشط مراد.
وبوجهة نظر الصحفي نعيم كان أحد أسباب مشاركة الحزب في سوريا هو “خوفه من المد السني وتحول النظام في البلاد من علوي إلى سني”، الأمر الذي قد يحدّ من عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إليه.
ويقول إن “حزب الله أراد الإبقاء على خط الإمداد والدعم الحقيقي من الأسد وفريقه السياسي”.
ماذا عن ”ولاء الحاضنة”؟لا تلوح في الأفق أي ملامح إسرائيلية لوقف الحملة التي تشن ضد حزب الله في لبنان.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قد أعلن يوم الثلاثاء عن مقتل خليفة نصر الله، هاشم صفي الدين، والخليفة الثالث أيضا لمنصب الأمين العام.
يعتبر الباحث منيمنة أن “إسرائيل ارتكبت خطأ فادحا حينما اغتالت نصر الله ليس لأنها جعلت منه شهيدا، بل شهيدا على طريق القدس”. وبالتالي “ثبتت مقولة الحزب بأنه يقاتل لقضية أكبر من الحزب ومن الطائفة ومن لبنان.. وهي فلسطين”، وفق حديث الباحث.
ومن ناحية أخرى يوضح منيمنة أن نصر الله كان ملتزما بموقفين قبل مقتله وأكد أنه “لا تراجع عنهما”، ويتلخص الأول بمنع عودة السكان الإسرائيليين إلى الشمال والثاني بمنع فك ارتباط جبهة غزة ولبنان.
ومن الصعب جدا على حزب الله الحالي دون أمينه العام أن يتراجع عن الموقفين، وفقا لمنيمنة. وفي حين أنه ليس من الواضح الآلية التي ستتصرف بموجبها القيادة الحالية يضيف أنه “كل ما اقتربت من موقف نصر الله كلما كانت لها إمكانية على المحافظة على ولاء القاعدة والحاضنة الشعبية”.
إسرائيل تتنصت على حزب الله منذ عام 2015
ناقشت الحرة الليلة الهجمات الإسرائيلية الحالية على لبنان والتفاصيل الجديدة حول “هجمات البيجرز”، وحقيقة الانتقادات الموجهة للانتخابات الرئاسية التونسية، ومدى خطورة هجوم القراصنة الصينيين على البنية التحتية أو الأنظمة الحكومية الأميركية.
وفي المقابل كلما حاولت القيادة الحالية لحزب الله أن تتصرف بشكل مختلف عرضت نفسها لمقولة “إنها أداة إيرانية ولا بد للتراجع والتخلي عنها”.
ومن جهته يوضح الخبير الأردني السبايلة أن “حالة تضخيم القوة لحزب الله والتسويق السابق لفكرة إعادة معادلة رسم الردع وأنه قادر على دخول إسرائيل سيكون له انعكاسات سلبية تتمثل في الإحباط والصدمة”. ويشير إلى أن “كل ما جرى منذ بداية الحرب السورية إلى الآن يشكل بالنسبة لحزب الله عملية تدريجية لنقطة الضعف والخلخلة الداخلية”.
كما لعب ما جرى دورا في غياب الدعم والتعاطف؛ حيث يقول السبايلة: “الجميع قد يتعاطف مع لبنان”.لكن سينقسم كثيرون في حالة التعاطف مع حزب الله.
يعتقد الناشط مراد أن “صورة حزب الله المستقبلية ستظل هشة وضعيفة”، بسبب غياب الإجماع الداخلي لدعمه ولغياب جزء كبير من الدعم الخارجي من إيران. ويقول: “إيران لم تبيعه، بل تريد تحويل دوره، وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا التي تفعل ما تمليه مصلحة النظام السوري الداخلية”.
“السيد لم يعد موجودا!”
وفي غضون ذلك، يعتبر الصحفي نعيم أن “حزب الله العسكري الآن انتهى. وبالتالي ليس هناك من حزب الله السياسي لأن الجماعة لا مشروع سياسيا لها”. على العكس فإن مشروعها “عسكري ديني إيديولوجي، ويعتبر امتدادا للنظام الإيراني”، وفق قوله.
يوضح الباحث منيمنة أن حاضنة حزب الله في لبنان لا تقول “فداء للبنان وفلسطين، بل فداء للسيد”. ورغم أن “السيد” رحل في إشارة من الباحث لنصر الله، إلا أنه “لا يزال الولاء للفكرة موجودا”. وبالتالي يعتقد أن “إسرائيل ربما لم تقرأ أو استعجلت قتل نصر الله لتسجل نصرا سريعا”.
وقد تكون أرادت “إحداث حالة من التصلب” لكي تستأصل حزب الله بالكامل على مستوى العناصر والقادة، وهو سيناريو شبيه لما فعلته ضد حركة حماس.
ويختم الباحث حديثه بالقول: “لسنا أمام فترة جلية ولسنا أمام لوم حزب الله لما يجري في لبنان في الوقت الحالي. الموقف لا يزال رغم العذاب والألم يذهب باتجاه أن القاعدة الشعبية لا تزال وفية للسيد رغم أن السيد لم يعد هنا..”.