صندوق الأمم المتحدة للسكان يكشف: العنف في لبنان يؤثر على أكثر من نصف مليون امرأة وفتاة في أسبوع واحد!


وفقًا للسلطات اللبنانية، هناك أكثر من مليون شخص اضطروا إلى الفرار من منازلهم، وترك العديد منهم كل شيء وراءهم، بما في ذلك حوالي 155 ألف شخص لجأوا إلى مراكز الإيواء الجماعية المكتظة.
وفي هذا السياق، قالت ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية إن العنف المتزايد ونزوح المدنيين في لبنان “أمر مفجع”. وأكدت أن انقطاع الخدمات الصحية الأساسية المنقذة للحياة للنساء والفتيات “أمر مقلق للغاية وأن الحاجة إلى توفير الحماية مطلب ملح ومسألة حياة أو موت، بما في ذلك بالنسبة لموظفي الأمم المتحدة”.
وقد أدت الهجمات على الرعاية الصحية إلى مقتل عاملين في مجال الصحة وإغلاق ما لا يقل عن 37 منشأة صحية في لبنان منذ 27 أيلول/سبتمبر، بما في ذلك تسعة مرافق يدعمها الصندوق. وقد أدى ذلك إلى إجهاد المرافق الصحية القريبة من تجمعات النازحين. وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، قُتل هذا الأسبوع ما لا يقل عن 25 عاملاً في المجال الصحي نتيجة الغارات الإسرائيلية.
ودعا صندوق الأمم المتحدة للسكان جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحماية جميع المدنيين والبنية التحتية المدنية والمستشفيات والمرافق الصحية والعاملين الطبيين والمرضى. وقال: “إن المدنيين – بما في ذلك عمال الإغاثة والعاملون في مجال الصحة – ليسوا هدفًا، والوصول الآمن وغير المقيد للإمدادات الإنسانية أمر حيوي”.
وقال الصندوق إن الإمدادات التوليدية التي أرسلها إلى لبنان لا تزال عالقة في الجمارك ويجب الإفراج عنها على الفور.
وأكد الصندوق أن حوالي 128 ألف شخص عبروا الحدود اللبنانية إلى سوريا منذ يوم الجمعة الماضي ووصلوا إلى محافظات ريف دمشق وحمص وطرطوس. وفيما تشير تقييمات الاحتياجات السريعة إلى الحاجة الملحة لمجموعة كاملة من المساعدات الطارئة، سلط الصندوق الضوء على احتياجات الصحة والحماية للنساء والفتيات والتي يجب أن تكون “في صميم الاستجابة الإنسانية”.
الاستجابة مستمرة
قال برنامج الأغذية العالمي إن الاحتياجات الغذائية تتزايد بسرعة مع تدهور الوضع الأمني. وأبرزت كورين فليتشر، المديرة الإقليمية للبرنامج ضرورة أن تبقى جميع نقاط الدخول مفتوحة. وأضافت: “بينما يوسع برنامج الأغذية العالمي عملياته للوصول إلى مليون شخص عبر لبنان ، فإن الأهمية تكمن أيضًا في قدرتنا على الوصول لجميع نقاط الدخول الرئيسية للدولة. تلعب كل نقطة وصول – سواء كانت برية أو بحرية أو جوية – دورًا حاسمًا لمساعدة البرنامج على نقل المواد الغذائية وتخفيف المعاناة الإنسانية”.
وطالب البرنامج جميع الأطراف بمواصلة تسهيل الوصول الإنساني حيث يعاني أكثر من نصف سكان لبنان بالفعل من انعدام الأمن الغذائي. وقال إنه قد وصل بالفعل لما يقرب من مائة ألف شخص بحصص جاهزة للأكل وخبز ووجبات ساخنة وطرود غذائية للملاجئ المنتشرة عبر البلاد وقدّم مساعدات نقدية طارئة للمناطق الأكثر تضررًا.
كما أعلنت منظمة اليونيسف اليوم الخميس عن تقديم دعم فوري بقيمة تزيد عن 1.2 مليون دولار للأشخاص ذوي الإعاقة بالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية ومنظمة العمل الدولية. وقالت إنه سيتم توزيع الدعم هذا الأسبوع على الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عامًا والمسجلين ضمن برنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الاعاقة بالإضافة لأكثر من 5000 مستفيد تلقوا دفعة مالية طارئة لمرة واحدة.
السلام هو أفضل دواء
من جانبه قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبرييسوس إن المستشفيات اللبنانية أصبحت مثقلة بتدفق المصابين بينما كان النظام الصحي قد ضعف بسبب الأزمات المتعاقبة. وأضاف أن المنظمة تعمل بشكل وثيق مع وزارة الصحة لضمان حصول المستشفيات على إمدادات طبية كافية وتدريب العاملين الصحيين للتعامل مع حالات الإصابات الجماعية فضلاً عن الحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية للفئات الأكثر ضعفاً.
“هناك حاجة لمزيدٍ من المساعدة ونحن نعمل لتوسيع نطاق استجابتنا ومع ذلك فإن ما يحتاجه السكان اللبنانيون وغزة وإسرائيل وفي كافة أنحاء الشرق الأوسط هو السلام يجب أن ينتهي العنف لمنع المزيد من الخسائر والمعاناة أي تصعيد آخر للصراع ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة أفضل دواء هو السلام”. strong > p > div >