نزحت العائلة قبل 11 شهراً من مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، وهي تعيش ظروفاً مزرية في مخيمات النزوح حيث لا تتوفر مياه ولا طعام صحي، ولا يتوفر العلاج لطفلها الصغير.
زار مراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة زياد طالب العائلة في خيمتها وتحدث إلى الأم نفين أبو الجديان التي روت قصة إصابة ابنها بالشلل في الجزء السفلي من ساقه اليسرى، فقالت: “أصيب ابني باستفراغ وسخونة. توجهت به إلى مستشفى شهداء الأقصى ولم أتوقع أن يكون الأمر خطيراً. كان الطفل نائماً طوال الوقت ولم يكن يصحو أو يرضع (كما ينبغي) لمدة أسبوعين إلى أن شك الأطباء في إصابته بالمرض، فتم أخذ عينة منه وإرسالها إلى الأردن. وبعد أسبوعين أخبروني أنه مصاب بشلل الأطفال وأنه لا يوجد علاج ولا إمكانية لعلاجه. ابني سيظل هكذا ولا أدرى ما الذي سأفعل”.
“صدمة كبيرة بالنسبة لي”
تقول نفين أبو الجديان إن خبر إصابة ابنها بالشلل كان ثقيلاً عليها: “كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي ولأطفالي ولوالدهم. تساءلنا لماذا يصاب هذا الطفل، وكيف أصيب، ومن أين أتى المرض؟ لقد استغربت. فأخبرونا أنه أصيب عن طريق المياه الملوثة لأن الوضع المعيشي ليس صحياً. كان طفلي بصحة جيدة وكان يتحرك وفجأة تدهورت حالته”.
تقول نفين إن النزوح المتكرر حال دون حصول ابنها على التطعيمات اللازمة الأمر الذي تسبب في إصابته بالشلل، وتضيف: “كان تأثير الفيروس قوياً على ابني. لم يحصل على التطعيمات بسبب النزوح المستمر. عندما نزحنا من الشمال كان عمره شهراً واحداً. وكان يفترض أن يتلقى الحقنة عندما حدث النزوح. وظللنا نتنقل من مكان لآخر وقد شكل هذا عائقاً (أمام حصوله على التطعيمات)”.
تبدو علامات الصدمة والحيرة على وجوه أخوات وإخوان الطفل عبد الرحمن المصاب بشلل الأطفال في غزة.
أمل في إمكانية العلاج خارج القطاع
تعبر نفين عن أملها في أن يتم إخراج ابنها إلى خارج القطاع لتلقي العلاج: “نود أن نذهب للعلاج في الخارج عندما يتم فتح المعبر. يتواصل معي الطبيب الذي يتابع الحالة ويقول لي إن أي شخص يمكنه مساعدتنا في إخراجه يمكنه التواصل معي. ولكن حتى الآن لم يوفر لنا أي شخص أي شيء، ولا حتى المقويات. وحتى المقويات التي يتناولها هي مقويات تُعطى لأي طفل عادي، سواء الكالسيوم أو الفيتامينات، ولم تساعده بأي شيء. يمكن لهذه المقويات أن تقوي عضلاته ورجليه، ولكن حالة الطفل لا تتحسن بل تسوء أكثر”.
نفين، التي تعاني من وطأة الفقر والنزوح، تقول إنه ليس بإمكانها توفير أبسط المستلزمات لابنها: “ابني بحاجة إلى المياه المفلترة باستمرار. أنا لدي عائلة ووضعي لا يسمح لي بشراء المياه المعدنية له باستمرار. بعد أن عرفوا أنه مصاب بفيروس الشلل قالوا اجلسي في خيمتك إلى أن نعرف ما الذي يمكننا فعله أو إخراجه (من القطاع)”.
أمنية واحدة
حالياً، ليس لدى الأم سوى أمنية واحدة وهي أن يعود ابنها سليماً معافى كما كان سابقاً: “أتمنى أن يعود طفلي كما كان وأتمنى أن تعود إليه صحته سواء عن طريق إخراجه للخارج أو بتوفير العلاج له هنا. أو بأي وسيلة تمكنه من استعادة صحته. ابني هنا ولا أحد يسأل عنه ولا يتوفر له العلاج وأنا كأم ليس باستطاعتي مساعدته بأي شيء”.
وتعتزم وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها إجراء جولتين من حملة تطعيم واسعة نهاية الشهر الحالي ضد شلل الأطفال لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل ضد المرض. وقد جلبت منظمة اليونيسف 1.2 مليون جرعة من اللقاح إلى قطاع غزة استعداداً لإجراء حملة التطعيم.
وطلبت الأمم المتحدة جميع أطراف الصراع بوقف القتال لأسباب إنسانية في القطاع لمدة 7 أيام.
بالطبع، يمكنني مساعدتك في ذلك. لكن يبدو أن النص الذي ترغب في ترجمته غير مكتمل. يرجى تزويدي بالنص الكامل الذي تريد ترجمته إلى العربية، وسأكون سعيدًا بمساعدتك!