صحفي فلسطيني أصم يروي قصة العدوان على غزة بلغة الإشارة: شاهدوا كيف يُحكى الألم!
وثق تقرير إخباري نضال الصحفي الأصم محمود أبو ناموس في نقل يوميات ووقائع وأهوال العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأشار التقرير الذي نشره موقع “شمس نيوز” إلى أن أبو ناموس يعد أول صحفي فلسطيني يوثق جرائم العدوان بلغة الإشارة الموحدة عالميًا.
وقال التقرير: بدأت قصة الصحفي الأصم محمود أبو ناموس حينما وجد نفسه وحيدًا في ميدان التغطية بلغة الإشارة، ذلك الفراغ الذي ترك مجتمع الصم منسيًّا ومهمشًا وسط دوامة المعاناة في غزة.
لم يكن اختيار أبو ناموس هذا الطريق صدفة، بل جاء بعد لحظة مؤثرة حين كان في مستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، عندما نقلت سيارة الإسعاف صديقًا له من مجتمع الصم، أصيب جراء غارة إسرائيلية. فتهافت الصحفيون لإجراء مقابلة مع ذلك الجريح الأصم، وهنا بادر محمود إلى ترجمة إشارات صديقه. وكان هذا الحدث نقطة تحول؛ إذ أدرك حينها أنه عليه حمل صوت الصم من غزة إلى الملايين حول العالم.
وأضاف التقرير: منذ تلك اللحظة، تحوّل أبو ناموس إلى حلقة وصل بين الصم والمجتمع. ولم يكتفِ بنقل الأخبار فقط، بل قام بتأسيس مجموعات إخبارية خاصة بالصم على مواقع التواصل الاجتماعي لنقل تفاصيل العدوان في شمال قطاع غزة إلى كل من الصُم في هذا العالم.
وقال الصحفي أبو ناموس عبر لغة الإشارة في التقرير: “أقف إلى جانب الزملاء الصحفيين وأبدأ بترجمة إشاراتهم لعالم الصم عبر تطبيقات التراسل الاجتماعي”.
وأضاف: أنقل للعالم صورةً عن حياة غزة اليومية، مدينة محاصرة تعاني من ويلات الحرب والقهر والمجاعة والإبادة والمحرقة. أحاول أن أفجر الصمت ليصل صدى ما يحدث إلى أعماق قلوب الناس من مجتمع الصم.
وأكد أنه يسعى ليمنح الصُم فرصة للمشاركة والتفاعل مع قضايا شعبهم، وذلك عبر نقله مشاهد حقيقية لما يعيشه الناس تحت القصف. وبالتالي يضمن تفاعلهم داخل مجتمعاتهم المتعددة لصالح القضية الفلسطينية التي تعاني مظلومية كبيرة.
وأوضح أن أكثر ما يؤلمه هو استشهاد 30 من أصدقائه الصُم خلال العدوان الغاشم. إذ يقف أمام هذا العدد بأسى حاملًا رسالتهم للعالم ليخبر الجميع أن مجتمع الصمم لا يقل معاناةً عن الآخرين بل يعاني بصمت في صراع غير متكافئ. يقول عن زملائه: “للأسف عاشوا بصمت وقتلوا بصمت على مرأى ومسمع العالم لكني سأوثق قصصهم وأنقلها للعالم أجمع”.
ومن التحديات التي تواجه عمل محمود أبو ناموس وفق التقرير هو استمرار العدوان الإسرائيلي المتواصل الذي يخطف أرواح الناس دون وجه حق. بالإضافة لعدم قدرته على مواكبة إيقاع القصف المتزايد والجرائم المتسارعة؛ حيث يغطي كل لحظة عشرات الغارات بينما تسقط الكثير من الأخبار تحت تسارع هذه الغارات الهمجية. فضلًا عن نقص الأدوات اللوجستية التي تساعده في عمله وإيصال رسالته لملايين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية حول العالم.”
