أعلن الدفاع المدني في غزة، مساء الجمعة، عن مقتل 30 شخصًا جراء الضربات الإسرائيلية في منطقة جباليا، شمال القطاع. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه قتل عشرات المسلحين في جباليا، إلا أنه لم يتضح بعد عدد القتلى المدنيين مقارنة بالمسلحين.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة التابع لحركة حماس، لوكالة فرانس برس إن الضربة التي وقعت قبل العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي أسفرت عن مقتل 12 شخصًا بينهم نساء وأطفال.
قبل ذلك، أفاد مدير الدفاع المدني في شمال غزة أحمد كحلوت للوكالة بمقتل 18 شخصًا جراء عدة ضربات استهدفت المدينة ومخيم اللاجئين فيها. وأشار إلى أن الضربات أصابت “8 مدارس” تقع في المخيم وتؤوي نازحين.
وأفادت وكالة رويترز نقلاً عن مسعفين بأن 20 فلسطينيًا على الأقل قُتلوا وأصيب العشرات في وقت متأخر من يوم الجمعة نتيجة الضربات الإسرائيلية على جباليا التي ألحقت أضرارًا بعدة منازل بالمنطقة. ومرجحون ارتفاع عدد الضحايا بحسب الوكالة.
وأضافوا أن 61 فلسطينيًا على الأقل لقوا حتفهم في مختلف أنحاء القطاع يوم الجمعة بسبب الهجمات الإسرائيلية، حيث قُتل ما يقرب من نصفهم في جباليا منهم 20 قتيلاً سقطوا نتيجة غارة على منزل.
جباليا هي المنطقة الشمالية التي تُعتبر أكبر مخيم للاجئين في غزة.
ونقلت رويترز عن منظمة أطباء بلا حدود أن الآلاف محاصرون داخل مخيم جباليا بقطاع غزة وسط قصف القوات الإسرائيلية بعد أسبوع من شن هجوم تقول إسرائيل إنه يهدف إلى منع حركة حماس من إعادة ترتيب صفوفها.
وقالت سارة فولستيك، منسقة منظمة أطباء بلا حدود: “لا يُسمح لأحد بالدخول أو الخروج. ومن يحاول يُطلق عليه النار”.
وأوضحت أن خمسة موظفين تابعين لمنظمة أطباء بلا حدود محاصرون داخل المخيم. ونقلت سارة عن أحد السائقين العاملين مع المنظمة قوله: “لا أعرف ماذا أفعل. قد نموت في أي لحظة. الناس يتضورون جوعاً. أخشى البقاء وأخشى أيضاً المغادرة”.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلاً عن مصادر طبية أن 15 على الأقل من القتلى الذين سقطوا منذ الفجر كانوا ضحية ضربات إسرائيلية استهدفت مناطق عدة بما فيها مدرسة تؤوي نازحين.
وفي سياق متصل، كشف تحقيق تابع للأمم المتحدة الخميس الماضي أنه توصل إلى أن إسرائيل اتبعت سياسة منهجية تهدف إلى تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة خلال الحرب؛ وهي أفعال ترقى إلى جرائم حرب وجريمة إبادة ضد الإنسانية.
كما قام الجيش الإسرائيلي بإرسال قواته إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا القريبتين وكذلك جباليا. وقالت حركة حماس إنها ستواصل القتال ضد القوات الإسرائيلية.
وأفاد مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة بمقتل ما لا يقل عن 130 شخصاً حتى الآن خلال العملية العسكرية الجارية بينما أمر الجيش الإسرائيلي السكان بإخلاء مناطق يقدر الأمم المتحدة أنها تضم أكثر من 400 ألف محاصر فيها.
وعبر مسؤولون بالأمم المتحدة عن قلقهم إزاء الهجوم الإسرائيلي المستمر وأوامر الإخلاء التي قد تعطل المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال المقررة الأسبوع المقبل وسط استمرار الصراع الذي يعقد جهود المساعدات الإنسانية.
