قطر وكندا: شراكة استراتيجية جديدة تعزز التعاون الإنمائي في ختام زيارة سمو الأمير المفدى!

اختتمت الزيارة الرسمية الأولى لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، حفظه الله، إلى كندا، لتؤكد دولة قطر مجددًا على قوة وتنامي علاقتها الثنائية مع كندا. وتزامنت هذه الزيارة مع مرور 50 عامًا من العلاقات الدبلوماسية القائمة على التعاون والالتزام بالمشاركة العالمية. وقد جاءت زيارة سمو الأمير المفدى لتتوج مسيرة من الإنجازات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والصحية والعسكرية المتحققة بين البلدين، والتي تعززت في ظل التواصل المستمر بين سمو الأمير ودولة السيد جاستن ترودو رئيس وزراء كندا.
ورافق سموه وفد رفيع المستوى ضم كلا من معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس الديوان الأميري، وسعادة السيد عبدالله بن محمد الخليفي رئيس جهاز أمن الدولة، وسعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة، وسعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي وعددًا من كبار المسؤولين.
وعلى هامش الزيارة تم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون الإنمائي مما يمهد الطريق للجهود المشتركة في تقديم المعونة الخارجية والحد من الفقر والتمكين الاقتصادي بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك أعلنت دولة قطر عبر مؤسسة التعليم فوق الجميع وكندا عبر وزارة الشؤون الدولية الكندية عن التزام مشترك بقيمة 95 مليون دولار أمريكي لتمكين الشباب حيث تعهدت مؤسسة التعليم فوق الجميع بتقديم 40 مليون دولار أمريكي لمبادرات مختلفة.
وبموجب هذه الاتفاقية الإطارية تم الإعلان عن مبادرات متنوعة منها الالتزام بمبادرة اليونيسف “جيل بلا حدود”. وفيما يتعلق بالتعاون التعليمي والصحي تم تمديد اتفاقية خدمات التعاون للحصول على اعتماد الكلية الملكية للأطباء والجراحين الكندية لبرنامج التدريب الطبي للدراسات العليا لسدرة للطب.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون الإنمائي من قبل سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر ووزير التنمية الدولية الكندي السيد أحمد حسين. وتم توقيع الاتفاقية الإطارية أيضًا بواسطة السيد فهد بن حمد السليطي الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم فوق الجميع والسيد كريستوفر ماكلينان نائب وزير التنمية الدولية بوزارة الشؤون الدولية الكندية.
وتسلط الزيارة الضوء أيضًا على العلاقات المتنامية بين دولة قطر وكندا والتي أكدتها المناقشات حول التحديات العالمية. وأعربت الدولتان عن التزامهما المشترك بالسلام والاستقرار كما تمت مناقشة التطورات الأخيرة في قطاع غزة حيث أشادت كندا بالجهود الكبيرة التي تبذلها دولة قطر في المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار في غزة.
ويعكس التعاون المستمر بين البلدين في معالجة الصراع في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية متانة العلاقات التي تربط دولة قطر وكندا. وفي إطار الاستجابة للأزمة المستمرة في غزة أكد البلدان مجددًا التزامهما بتقديم المساعدات الإنسانية والعمل بشكل وثيق مع المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية لضمان وصول المساعدات الأساسية إلى المحتاجين هناك.
وسوف تتعاون قطر مع كندا لتقديم الدعم النفسي للجرحى ومرافقيهم الذين تم إجلاؤهم إلى دولة قطر ضمن مبادرة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لعلاج 1500 فلسطيني من قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك ستعمل كلٌّ من دولتَي قطر وكندا على توسيع تعاونهما لمساعدة المتضررين من الصراعات في عددٍ من الدول مع التركيز على المساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية.
وخلال الزيارة أشادت كندا أيضًا بالجهود الإنسانية التي تبذلها دولة قطر بما فيها نجاحها في لم شمل الأطفال الأوكرانيين بأسرهم مما يجسد الالتزام القطري المستمر بحل النزاعات بطرق سلمية. وفي هذا السياق أعربت كلٌّ مِن دولتَي قطر وكندا عن قلقهما إزاء استمرار التصعيد بين روسيا وأوكرانيا.
وتثمن دولة قطر إشادة كندا بالدعم الذي قدمته لها خلال الأوقات الحرجة مثل إعادة المواطنين الكنديين إلى وطنهم خلال جائحة كورونا وإجلاء المواطنين الكنديين واللاجئين الأفغان بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان. ويتطلع البلدان لتعزيز تعاونهما عبر مختلف القطاعات ويظل كلٌّ منهما ملتزمًا بتقوية علاقاتهما والعمل سويًّا لتحقيق السلام والازدهار حول العالم.