البيئة

رحلة مميزة إلى بنغلاديش: اكتشف أسرار كوكبنا!

هذه الرحلة إلى بنغلاديش مميزة، ليس ⁣فقط لأنها زيارتي الخامسة والعشرون لذلك البلد، أو لأنني أسافر مع فصل جديد من طلاب التنمية المستدامة، ولكن أيضًا لأن ابنتي إليزابيث‍ هنا معي. لقد نشأت وهي تستمع ‌إلى قصص وترى صور رحلاتي إلى بنغلاديش، دائمًا تسأل: “متى ستأخذني؟”⁤ والآن، قد ⁣حان الوقت.

تستخدم دورتنا بنغلاديش كمجال محوري لجمع قضايا متعددة تتعلق بعلوم الأرض والبيئة وتداخلها مع السكان البشريين الذين يعيشون هنا. يهدف برنامج التنمية المستدامة لمرحلة البكالوريوس إلى تزويد الطلاب بخلفية في ⁢مجموعة واسعة من التخصصات اللازمة لتعزيز رفاهية الإنسان دون إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه⁣ بالأرض. ​تتقاطع العديد من هذه القضايا في بنغلاديش، حيث تعيش‌ مجموعة كبيرة ومتزايدة‍ من​ السكان في واحدة من أكثر البيئات ديناميكية وحساسية على وجه الأرض، معرضة للعديد من​ الكوارث الطبيعية ومهددة بتغير المناخ. كجزء⁤ من الصف ⁤الدراسي، نأتي إلى بنغلاديش حيث تعلمهم تجربة رؤية البلاد ⁤والتحدث مع الناس الكثير⁢ مما لا يمكن​ أن تقدمه محاضراتي.

كما أن لدى الطلاب مشروعين جماعيين يجريان مقابلات مع الناس في أربع قرى حول البلاد. أحدهما مشابه لمشروع قمنا⁣ به في عام 2023 يتناول “التغيرات المناخية والهجرة في دلتا البنغال”. يتم الإشراف على هذا المشروع بواسطة روبرت ستويانوفيتش من جامعة منديل في برنو بجمهورية التشيك الذي انضم إلينا خلال الرحلة الميدانية. الآخر هو “شرح تأثير تكيف الإجهاد الحراري في بنغلاديش عبر ⁢عدسة الأجيال والتقاطعات ‍والمكانية”، والذي ينظر إلى تغير تصورات الإجهاد الحراري بين الشباب وكبار السن الذين يتذكرون عندما كانت الأمور مختلفة. يتم الإشراف على هذا المشروع‍ بواسطة⁢ بيشاوجيت ⁢مالك‍ من جامعة أوترخت في هولندا رغم ⁣أنه‌ أصلاً⁢ من بنغلاديش.

غادرنا مساء الخميس 13 مارس ووصلنا إلى⁣ بنغلاديش صباح السبت. عند المطار استقبلتنا 10 طلاب من جامعة دكا (DU) قدموا لنا جميعًا الزهور. ثم ذهبنا إلى الحافلة التي تتسع لـ29 مقعدًا والتي ستقلنا لمدة الأربعة أيام القادمة. كان هناك أيضًا أستاذان هما كازي ماتين أحمد وماحفوز خان اللذان سيساعدان في قيادة الرحلة.

كانت محطتنا الأولى هي النصب ‌التذكاري الوطني⁢ للشهداء‍ في سافار خارج العاصمة دكا. بدأنا الغداء لمن ⁢كانوا يأكلون هناك؛ ‍كان رمضان وكان جميع طلاب DU واثنان من طلابي ‌صائمين خلال ساعات النهار طوال الشهر. ⁤بعد تناول الطعام انتقلنا⁣ إلى النصب التذكاري الذي يحتوي على نصب كبير يشير لأعلى مكونًا سبعة مثلثات متساوية​ الساقين موضوعة ضمن بيئة مرتبة تشمل⁣ عشرة قبور ⁤جماعية ​للأفراد الذين قتلوا خلال‌ حرب الاستقلال عام 1971.

من هناك سافرنا شمال غرباً نحو فندقنا بالقرب⁢ من نهر الجامونا (اسم نهر​ البراهمابوترا باللغة البنغالية). وذلك ⁤لأنه قبل ‍حوالي 200 عام تحول ⁤النهر غرباً عن ما يعرف الآن باسم نهر البراهمابوترا ⁣القديم عبر قناة صغيرة موجودة بالفعل ⁢تُعرف باسم نهر الجامونا اليوم.

استقرينا بالفندق قبل موعد الإفطار وهو الوجبة التي تُؤكل لكسر الصيام الرمضاني؛ وهي وجبة خفيفة تحتوي على الفاكهة والحمص والباذنجان المقلي وأطعمة أخرى ‍تؤكل بعد غروب الشمس مباشرةً.
بعد الإفطار ذهبنا لمدينة تانغايل للتسوق حيث اشترى طلابي بمساعدة طلاب DU مراوح ولنجيس وساريس وملابس أخرى قبل العودة لتناول العشاء.

بعد ليلة نوم جيدة توجهنا ‌نحو نهر الجامونا الذي⁣ يتميز بأنه مضفر أي أنه يتكون خلال موسم الجفاف العديد القنوات المتقاطعة والجزر الرملية⁢ المعروفة بالشارزات.
خلال زيادة ⁢تدفق المياه أثناء موسم الأمطار يكون معظمها مغمور بالمياه بعرض يصل بين ثلاثة وستة أميال.
ومع ذلك يعيش أكثر من 700,000 شخص على الشرازات ويقومون بالزراعة وتربية الماشية خلال موسم الجفاف.
بعضهم ​يعيش⁣ هناك طوال العام بينما ينتقل آخرون فقط موسميًا.
في هذا النهر الديناميكي تكون الشرازات دائمًا متغيرة ويجب أن يتحرك الناس بمعدل كل عشر سنوات تقريباً.

أبحرنا شمالاً تحت جسر الجامونا وجسر السكك الحديدية الجديد نحو الشار⁤ الذي اخترته⁢ مسبقاً لكن وجدناه قد تغير عما كان عليه عندما ‌كنت هنا آخر مرة.
بعد بداية خاطئة‍ أبحرنا للموقع الذي اخترته لكن قناة قد تحولت غرباً مما أدى لتآكل ⁤الجانب الآخر للشارة​ بينما ترسبت كمية كبيرة جداً ‍الرمل شرق المكان حيث كان النهر سابقا.
أخر ذلك مسيرتنا قليلاً لكن ترجلّْنَا مشياً نحو أقرب قرية صغيرة حيث​ انقسم الطلاب لمجموعتين وبدأوا بإجراء مقابلات حول الحياة على الشراز وكيف تغيرت الأمور منذ زمن بعيد حتى الآن.
نظرًا لأن القرية تحتوي‌ فقط على ست أسرٍ مشينا للقرية التالية لمتابعة المقابلات تحت حرارة⁣ تصل لـ98 درجة فهرنهايت.

بالقرب منها ‌كانت توجد بئر ضحلة وقد سكبت الماء البارد فوق رؤوسِهِم للتخفيف عن أنفسِهِمْ؛ واستمرت الفرق بإجراء المقابلات حتى حان وقت المغادرة وجمعَت الفرق العديدَ مِن القصص عن الأشخاص ‍الذين⁢ عاشوا‌ بالشارة وغادروها ​عندما تآكلت لكنها عادت‍ لاحقًَا وعادوا⁤ إليها مجددًَا فيما بعد كما انتقل بعض الأشخاص إليها ​لاحقًَا أيضاً؛ بعض الأشخاص عاشوا فيها ⁢طوال العام وآخرون قضوا فترة موسم الأمطار حينما يكون معظم الشار مغمور بالمياه داخل البر الرئيسي

كان هنالك ⁢نوعٌ مِن الخلط⁤ عند مغادرتِهِنَّ فقد تحرك قاربُهُنَّ لمكانٍ ⁣أقرب لكنه تجاوز موقع وجودِنَا واضطر للعودة مرة ‌أخرى؛ اتخذت الفرق طرق مختلفة للوصول لشاطئ الشارة لكن الجميع وصل أخيراً للقارب وعُدْنَا للجهاز (الرصيف) ثم أخذتنا الحافلة للفندق لنصل قبل موعد الإفطار⁢ بقليل وأنهينا يومَنَا الأول‍ الكامل بحفل⁤ موسيقى باول التقليدية البنغالية تبعه العشاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى