الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: أهمية الحفاظ على الأنهار الجليدية لحماية كوكبنا!
في 21 مارس، ستعلن الأمم المتحدة رسميًا عن أول “اليوم العالمي للأنهار الجليدية”. ستجمع الفعاليات المتزامنة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ومقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في باريس علماء الجليد وصانعي السياسات ووسائل الإعلام للتركيز على قضية ذوبان الأنهار الجليدية.
تستند هذه الجهود إلى الاعتراف بالدور الحيوي الذي تلعبه الأنهار الجليدية بالنسبة للنظم البيئية والسياحة والشعوب الأصلية وإمدادات المياه العذبة. يتم تخزين سبعين بالمئة من المياه العذبة في العالم في الثلج أو الجليد. تشكل مياه ذوبان الأنهار الجليدية مصدرًا حيويًا لمياه الشرب لأكثر من ملياري شخص. تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تغيير أنظمة المياه. وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فقدت الأنهار الجليدية 600 جيجا طن من الماء في عام 2023، وهو أكبر قياس خلال خمسين عامًا. كانت معظم المناطق التي تحتوي على أنهار جليدية قريبة من التوازن أو تعاني من ظروف سلبية طفيفة خلال السبعينيات والثمانينيات. ومع ذلك، أبلغت جميع المناطق المتجمدة عن فقدان الثلوج في عامي 2022 و2023. وقد أدى هذا الانخفاض إلى زيادة الانهيارات الأرضية والفيضانات وتزايد مستوى سطح البحر. بالنسبة للدول التي تحتوي على أنهار جليدية والمجتمعات التي تعيش أسفلها أو السكان المعرضين لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر، فإن هذه الزيادات تمثل قضية ملحة.
يشكل اليوم العالمي للأنهار الجليدية جزءًا من حملة أوسع لجعل الحفاظ على الأنهار الجليدية ودعم العلوم المتعلقة بالكر يوسفير محور الحوار الدبلوماسي الدولي. بعد اعتماد قرار ديسمبر 2022 المقترح من حكومة طاجيكستان، أعلنت الأمم المتحدة أن عام 2025 سيكون “عام حماية الأنهار الجليدية” وأن الفترة بين 2025-2034 ستكون عقد العمل لعلوم الكر يوسفير. تقود اليونسكو والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية تنفيذ هذه الحملات.
قالت سولاغنا ميشرا، موظفة علمية في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لموقع GlacierHub إن تخصيص يوم للأنهار الجليدية يهدف إلى تشجيع المناصرة وزيادة الوعي وتحفيز تعبئة الأموال البحثية. تدعم هذه الأهداف القصيرة المدى السنة والعقد المحددين اللذين يسعيان لتوفير منصة لجمع مختلف المنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة والممولين معًا.
السبب الرئيسي وراء تراجع الأنهار الجليدية هو ارتفاع متوسط درجات الحرارة بسبب زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. بدون القدرة المباشرة على تقليل الانبعاثات العالمية، لا يمكن لهذه الحملات الدولية بمفردها الحفاظ على الأنهار: يجب أن يأتي تأثيرها نتيجة لجذب الانتباه لأهمية ذوبانها.
يمكن أن تكون إحدى الفوائد المحتملة هي إنشاء منظمة حكومية دولية مخصصة للكر يوسفير؛ حيث قال أنيل ميشرا رئيس نظم الهيدرولوجيا وتغير المناخ والتكيف لدى اليونسكو إن النتيجة الناجحة لعقد علوم الكر يوسفير قد تكون إنشاء هيئة مشابهة للبرنامج الهيدرولوجي الدولي الذي يدير التعاون الحكومي بشأن القضايا المتعلقة بالمياه.
جزء من استراتيجية اليونسكو والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية هو الاستفادة من النجاحات السابقة لمبادرات مماثلة؛ فعلى سبيل المثال تم تأسيس البرنامج الهيدرولوجي الدولي بواسطة حملة أممية عام 1975 بعد العقد الهيدرولوجي الدولي.
ستخصص اليونسكو تقرير عام 2025 لقضية ذوبان الأنهار؛ حيث سيصدر التقرير السنوي حول قضايا المياه بالتزامن مع اليوم العالمي للمياه الذي يحتفل به سنويًا يوم 22 مارس تحت شعار “حماية الأنهار”.
في باريس ونيويورك ستقام فعاليات تتضمن كلمات لكلٍّ من الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لمنظمة WMO وممثل دائم لطاجيكستان لدى الأمم المتحدة للاحتفال باليوم العالمي للجلید واليوم العالمي للمياه مع نقاشات حول كل موضوع منهما.
ستُعقد مؤتمرات دولية تستضيفها دوشنبه عاصمة طاجيكستان بين29 مايو و1 يونيو حيث سيتحدث رؤساء الوفود ويجمع المؤتمر مختلف أصحاب المصلحة بما يشمل القطاع الخاص والأكاديميين والجهات العامة لدراسة آثار تغير المناخ الناتجة عن ذوبان الثلوج وزيارات ميدانية لرصد تدهور الغطاء الثلجي وأمثلة التنمية المستدامة.
طاجيكستان معرضة بشكل خاص لخطر الذوبان؛ إذ فقدت أكثر من ألف نهر جليزي مما يؤثر بشكل كبير على البلاد التي تعتمد حوالي80%من إنتاجها الزراعي على الأراضي المروية بينما تصدر كميات صغيرة نسبيًّا جدًا مقارنة بالدول الكبرى المنتجة لانبعاث الغازات الدفيئة.
بينما تسعى اليونسكو والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية للتكيف مع هذا الذوبان المتزايد عبر عدة مبادرات مثل توسيع مراقبة الأنهر ونظم الإنذار المبكر وإدارة مستدامة للمياه والحفاظ على التراث الثقافي المرتبط بها.
على الرغم مما يبدو أنها أهداف صغيرة مقارنة بجذر المشكلة إلا أنها قد تكون لها تأثير كبير.
