دراسة ضخمة تكشف عن مصدر النقرس – مفاجآت غير متوقعة!
![](https://alarabiya24news.com/wp-content/uploads/2025/02/GoutAnkle-780x415.jpg)
النقرس غالبًا ما يرتبط بشرب الكحول بكثرة أو عدم تناول الطعام الصحي بما فيه الكفاية، لكن الأبحاث تشير إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا أكبر في تطوير هذه الحالة الروماتيزمية مما كان يُعتقد سابقًا.
أظهرت دراسة حديثة، أجراها فريق دولي من العلماء، بيانات وراثية تم جمعها من 2.6 مليون شخص عبر 13 مجموعة مختلفة من بيانات الحمض النووي. وشمل هذا العدد 120,295 شخصًا يعانون من “النقرس الشائع”.
من خلال مقارنة الشفرات الوراثية للأشخاص المصابين بالنقرس مع الأشخاص غير المصابين، وجد الفريق 377 منطقة محددة في الحمض النووي حيث كانت هناك اختلافات مرتبطة بوجود الحالة – منها 149 لم يتم ربطها سابقًا بالنقرس.
بينما لا تزال عوامل نمط الحياة والبيئة تلعب دوراً بالتأكيد، تشير النتائج إلى أن العوامل الوراثية تلعب دوراً رئيسياً في تحديد ما إذا كان الشخص سيصاب بالنقرس أم لا – ويعتقد الباحثون أنه قد تكون هناك روابط وراثية غير مكتشفة بعد.
قال عالم الأوبئة توني مريمين من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا عند نشر الدراسة العام الماضي: “النقرس هو مرض مزمن له أساس وراثي وليس خطأ المريض – يجب دحض الأسطورة القائلة بأن النقرس ناتج عن نمط الحياة أو النظام الغذائي”.
يحدث النقرس عندما تكون مستويات حمض اليوريك مرتفعة في الدم، مما يؤدي إلى تكوين بلورات حادة في المفاصل. عندما يبدأ جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة تلك البلورات، يؤدي ذلك إلى ألم شديد وعدم الراحة.
تشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية مهمة في كل مرحلة من تلك العملية. بشكل خاص، تؤثر على احتمالية مهاجمة جهاز المناعة للبلورات وعلى كيفية نقل حمض اليوريك داخل الجسم.
يمكن أن يأتي النقرس ويذهب، ولكن هناك علاجات متاحة – ويعتقد مؤلفو الدراسة أن المفاهيم الخاطئة يمكن أن تمنع الناس من الحصول على تلك العلاجات. وهذه مشكلة حقيقية مع ارتفاع حالات الإصابة بهذه الحالة بشكل مستمر.
قال مريمين: “هذه الأسطورة المنتشرة تسبب شعور بالخجل لدى الأشخاص الذين يعانون من النقرس، مما يجعل بعضهم أكثر عرضة للمعاناة بصمت وعدم الذهاب لرؤية الطبيب للحصول على دواء وقائي يقلل مستوى اليورات في الدم ويمنع آلامهم”.
بالإضافة إلى تقديم فهم أفضل لأسباب النقرس، توفر الدراسة خيارات أكثر للعلماء لاستكشافها فيما يتعلق بالعلاجات، خاصةً فيما يتعلق بإدارة استجابة الجهاز المناعي للجسم تجاه تراكم حمض اليوريك. وفي الواقع ، يمكن إعادة استخدام الأدوية الموجودة لهذا الغرض.
هناك بعض القيود على الدراسة: حيث كانت الغالبية العظمى من البيانات مأخوذة من أشخاص ذوي أصول أوروبية ، وبعض السجلات اعتمدت على الإبلاغ الذاتي عن النقرس بدلاً من التشخيص السريري. ومع ذلك ، فإن هذه الدراسة تعطي لنا فكرة أفضل بكثير عن مشكلة صحية تؤثر على الناس منذ قرون.
قال مريمين: “نأمل أنه مع مرور الوقت ستصبح علاجات أفضل وأكثر سهولة متاحة بفضل الأهداف الجديدة التي حددناها”. “يستحق النقرس المزيد من الموارد الصحية وأولوية أكبر ضمن النظام الصحي”.
تم نشر البحث في مجلة Nature Genetics.