العلوم

خمسة طرق بسيطة لتجنب “الأكل بسبب التوتر” خلال العطلات!

موسم العطلات: كيف يمكن أن يؤثر تناول الطعام على⁣ مستويات⁤ التوتر ⁤لدينا

يمكن أن يكون⁢ موسم العطلات وقتًا ‌للفرح والاحتفال والانغماس في الأطعمة اللذيذة. ومع ذلك، بالنسبة للكثيرين، قد يكون أيضًا فترة عاطفية ومليئة بالتوتر. يمكن أن يظهر هذا التوتر في عاداتنا الغذائية، مما⁣ يؤدي ​إلى ما يُعرف بـ “تناول⁤ الطعام العاطفي أو ‍بسبب التوتر”.

هناك أطعمة معينة نميل إلى تناولها أكثر‍ عندما نشعر بالتوتر، وهذه الأطعمة ⁤يمكن أن ⁢تؤثر⁤ على​ صحتنا. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر ​اختياراتنا الغذائية على مستويات توترنا وتجعلنا ⁢نشعر بالسوء.

لماذا ⁣قد نأكل أكثر عندما ⁤نشعر بالتوتر

استجابة الجسم للتوتر هي شبكة معقدة من الإشارات عبر الجسم والدماغ. يستجيب نظامنا العصبي للأحداث الجسدية والنفسية ​للحفاظ على صحتنا. استجابة التوتر لدينا – التي قد تكون‍ خفية أو تحفز ⁢استجابة “القتال ⁢أو الهروب” – هي جزء أساسي من الحياة اليومية.

تزيد استجابة التوتر من إنتاج هرمونات الكورتيزول والأنسولين وإطلاق الجلوكوز (سكر الدم)⁢ ومواد كيميائية في الدماغ لتلبية ‍الطلبات المتزايدة للطاقة. يعتبر تناول الطعام عند الشعور بالتوتر‌ سلوكًا​ طبيعيًا⁣ لتلبية زيادة احتياجات الطاقة.

لكن⁣ أحيانًا تصبح⁣ علاقتنا مع الطعام متوترة ردًا على أنواع ⁣مختلفة من ‌الضغوطات. قد نربط الشعور بالخجل أو الذنب بالإفراط في تناول الطعام، بينما⁤ يعني القلق⁣ أو انعدام الأمن أن بعض الأشخاص يأكلون⁣ أقل في ⁤أوقات الضغط.

مع مرور الوقت،⁣ يمكن للناس البدء في ربط تناول الطعام بمشاعر سلبية مثل الغضب والحزن والخوف والقلق. هذا الارتباط يمكن أن ‌يخلق دورات سلوكية من تناول الطعام⁤ العاطفي.

ماذا ⁢يفعل تناول الطعام ⁢بسبب⁢ التوتر بالجسم

يمكن أن يتضمن تناول الطعام⁣ بسبب التوتر الإفراط‍ في‍ الأكل وتناول الوجبات الخفيفة بشكل مستمر وتناول الطعام ليلًا ⁢بسرعة ⁢أو حتى تجاوز ⁣شعور الشبع. كما أنه ‌قد ⁣ينطوي أيضًا على الرغبة الشديدة لتناول​ أطعمة لا ⁤نختارها عادةً.

على سبيل المثال، ‍غالباً ما ​يلجأ الأشخاص المتعرضون‍ للتوتر إلى الأطعمة المعالجة بشكل مفرط. بينما‍ ليس بالضرورة⁢ دلالة واضحة عن الضغط النفسي عند تناوله‍ هذه⁣ الأطعمة، إلا أنها تنشط نظام المكافأة في دماغنا‌ لتخفيف الضغط وتخلق نمطاً معيناً لذلك.

يمكن أن يؤدي الإفراط المؤقت في تناول الغذاء خلال فترة العطل إلى أعراض ‌مثل ارتجاع الحمض وسوء⁣ النوم – ​خاصةً عند الجمع ⁣بينه وبين شرب الكحوليات.

على المدى الطويل، يمكن لعادة الإفراط بتناول‌ الغذاء نتيجة ‍للتوتّر أن تؤدي إلى⁤ زيادة الوزن والسمنة وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان ​وأمراض القلب ومرض السكري.

بينما ‍قد يساعدك تناول طعام مريح مؤقتا بتخفيف ​الضغط النفسي اللحظي ، فإن الاستمرار فيه يرتبط بزيادة أعراض الاكتئاب وصحة نفسية سيئة .

ماذا نأكل‍ يمكنه جعل توترنا أكثر أو أقل

الأطعمة التي نختارها لها تأثير أيضًا على مستويات ​توترنا.

النظم الغذائية الغنية بالكربوهيدرات المكررة والسكر (مثل المشروبات السكرية والحلويات والبسكويت‍ والكعك⁤ ومعظم أنواع الشوكولاتة)⁢ تزيد​ من مستوى السكر بالدم ثم تتسبب بانخفاض حاد بعد ذلك.

النظم ⁤الغذائية الغنية بالدهون المشبعة وغير المشبعة (الأطعمة⁢ المعالجة والدهون ​الحيوانية والأغذية المقلية تجاريًا) ‌تزيد الاستجابات الالتهابية.

التغيرات السريعة بمستوى السكر بالدم والتهاب الجسم يزيدان القلق ويمكنهما تغيير مزاج الشخص.

من ناحية أخرى ، هناك بعض الأطعمة التي ⁤تحسن توازن الناقلات العصبية الموجودة بالمخ والتي تنظم الإجهاد والمزاج.

تعتبر الدهون الصحية مثل أوميغا 3 الموجودة بالأسماك وبذور الكتان معروفة بأنها تقلل الالتهاب وتعزز صحة الدماغ . المغنيسيوم الموجود بالخضروات الورقية والمكسرات يساعد⁤ بتنظيم مستوى‍ الكورتيزول واستجابة⁣ الجسم للإجهاد .

تساعد الفيتامينات B⁢ الموجودة ‌بالحبوب الكاملة‍ والمكسرات والبذور‌ والفاصولياء ومنتجات الحيوانات (معظمها B12) بالحفاظ على صحة الجهاز ⁣العصبي وعملية أيض الطاقة ⁤مما يحسن المزاج والأداء الإدراكي .

5 نصائح لطاولة الاحتفال وما بعدها

يعدّ⁣ الغذاء جزءاً⁤ كبيراً من موسم ​الاحتفالات ⁤، ويمكن ‍اعتبار تدليل ​نفسك بالأطباق الشهية جزءاً ممتعاً منه . إليكم بعض النصائح للاستمتاع بالأطباق الاحتفالية مع تجنب الإفراط الناتج عن الضغوط:

1- تباطأ: كن واعيًا بسرعة تناوُل طعامك؛ ⁣تباطأ ومُرِرْ ⁢طعامكَ​ جيدًا وضع أدوات المائدة ‍بعد⁢ كل قضمة .

2-‍ راقب ⁢الساعة: حتى لو كنت تأكل كمية‍ أكبر مما تفعل عادةً ، فإن الالتزام بنفس توقيت ⁢الوجبات يساعد جسمكَ⁣ بالحفاظ علي استجابته للطعام .

3- استمر بسلوكيات صحية أخرى: ​ حتى لو كُنت تأكل ‌المزيد من الأغذية المختلفة خلال موسم ⁢الاحتفال ‍حاول الحفاظ علي سلوكيات صحية أخري مثل النوم‍ وممارسة الرياضة .

4- ‌ ابقَ رطبًا: تأكد أنك تشرب الكثير ‍من ‍السوائل وخاصة الماء؛ فهذا يساعد جسمكَ ويخفف مشاعر الجوع ⁤.

5- لا تقيد ⁣نفسك: إذا كان لديك يوم كبير للأكل⁤ فقد​ يكون مغريٌّا‌ تقييد كمية غذائك ⁣قبل أيام ‌قليلة‍ وبعده ولكن ليس فكرة جيدة تقليل ⁤المدخول بشدة⁤ لأنه يؤدي لمزيدٍ مِن الإفراط ويزيد الضغوط النفسية⁣ .

بالإضافة إلي⁢ 3 نصائح إضافية لإدارة ضغوط العطل

1- غيّر⁤ طريقة تفكيرك: حاول إعادة صياغة ضغوط الموسم بدلاً مِن رؤيتها كـ “شيء سيئ”⁢ اعتبرها “مصدر للطاقة” لتحقيق ⁤أهدافكَ مثل التجمع الأسري او التسوق للهدايا .

2-⁤ كن لطيفًا ‌مع نفسك ومع الآخرين: مارس فعل التعاطف تجاه ‍شخص آخر او تحدث لنفسكَ كما تفعل ‌مع صديق؛ هذه التصرفات تُحفِّز دماغَكَ ​وتحسن رفاهيتكَ العامة .

3- قم بشيء ممتع: الانخراط بأنشطة ممتعة ⁣– مثل الحرف اليدوية والتحرك وحتى تمارين⁢ التنفس – تساعد دماغَكَ وجسمَكَ للعودة لحالة أكثر استرخاءً والشعور بالإستقرار والترابط .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى